لم تمض أيام على هدم الاحتلال عشرات المنشآت التجارية في بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة، حتى شهدت البلدة هجمة إسرائيلية جديدة طالت اعتقال 30 مواطناً والتحقيق معهم.
يقول المواطن سلامة عودة من سكان حزما: "تفاجأنا بعد الساعة 12 منتصف الليل بصوت في محيط منزلنا، ووجدنا عددا كبيرا من الجنود يحاصرونه".
وأضاف عودة: "بعد وقت قصير تم اقتحامه، واحتجزوا جميع أفراد العائلة في غرفة، وطلبوا نجلي محمد، واتهموه بإلقاء الحجارة على مركبات الاحتلال".
وتابع: "طلب الاحتلال هوية محمد، واعتقلوه بعد أن كبّلوه وأغلقوا عيونه، وقبل انسحابهم اقتادوني أيضاً للاعتقال، وأجبرونا على السير على أقدامنا كيلومترًا واحدًا، وصولاً لبوابة حزما".
وبيّن عودة أن الاحتلال أخضع كل المعتقلين من البلدة للتحقيق والتهديد في خيم أعدها بالقرب من معسكر حزما.
حصار واعتداء متواصل
عضو مجلس بلدي حزما نوفان صلاح الدين أكد أن بلدة حزما تعيش وضعاً مزرياً في إطار اعتداءات الاحتلال، الذي يواصل حصارها وعزلها عن محيطها وعن مدينة القدس تحديداً، إضافة للاقتحامات شبه اليومية للبلدة.
وأضاف صلاح الدين: "قبل أيام نفذ الاحتلال عمليات هدم في البلدة طالت أكثر من 20 منشأة فلسطينية وتكبد المواطنون خسائر قدرت بملايين الشواكل".
وأشار إلى أن الموقع الجغرافي الحساس لبلدة حزما ومحاذاتها لمدينة القدس يجعلها عرضه للاستهداف الدائم من الاحتلال.
وتساءل صلاح الدين: "ماذا ينتظر منا الاحتلال أمام اعتدءاته التي وصلت لاستهداف عائلات بأكملها بالاعتقال والتنكيل، هل يريد منا أن نرفع الراية البيضاء ونسلم بالأمر الواقع؟".
وشدّد: "هذه الاعتداءات لا يرضى بها لا الصغير ولا الكبير من أبناء شعبنا".
ويعزل الاحتلال ومستوطناته بلدة حزما عن محيطها الجغرافي الفلسطيني، ويحرم سكانها من الوصول إلى مدينة القدس تمامًا بعد بناء الجدار الاستيطاني عام 2004.
وتقع مستوطنة "بزغات زئيف" كبرى المستوطنات في ضواحي القدس على أراضي البلدة، التي يحاصرها من الجهة الغربية مستوطنة "النبي يعقوب"، و"آدم" من الجهة الشمالية، و"علمون" من الجهة الجنوبية الشرقية.
ويقيم الاحتلال حاجزاً عسكرياً رئيسًا على أراضي حزما منذ عام 1990، يفصلها عن بيت حنينا وشعفاط إلى جانب إقامة حواجز دائمة عند مدخليها الشمالي والجنوبي وبوابات حديدية تقطع كل الطرق التي تؤدي للبلدة.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام