كشفت مصادر فلسطينية النقاب عن أن اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء الإسرائيلية، صادقت مؤخرًا على مخطط استيطاني جديد يهدف إلى مصادرة 1235 دونمًا من أراضي قرية الولجة، الواقعة جنوب مدينة القدس المحتلة، بهدف تحويلها إلى حدائق وطنية يهودية.
وقال الناشط الفلسطيني المختص في شؤون الاستيطان احمد مصطفى صب لبن من جمعية "عير عميم" المناهضة للاستيطان : "إن هذا المخطط يأتي ضمن مخطط يدعى بحدائق "عيمك رفائيم"، وهو من أكبر المخططات الإسرائيلية بما يتعلق بموضوع الحدائق والمساحات الخضراء في القدس، حيث تصل مساحته إلى 5600 دونمًا".
وأوضح صب لبن في بيان صحفي أمس الأربعاء (21/3) أن ما يدعى بـ "سلطة تطوير القدس" الإسرائيلية، وهي الجهة الراعية لمخطط حدائق "عيمك رفائيم"، قامت مؤخرًا بطرح تصور لتوسيع المخطط عبر إضافة 1235 دونم جنوب مدينة القدس وذلك عبر إعلانها بما يدعى بالحدائق الوطنية، ومن خلال التدقيق تبين أن هذه الأراضي التي يراد إعلانها "حدائق وطنية" هي ذات الأراضي الفلسطينية التي يعمل جدار الفصل حاليا على فصلها عن قرية الولجة، والذي من أجل بنائه يتم حاليا اقتلاع مئات الأشجار وتدمير مئات الدونمات من الأراضي الخضراء والزراعية المحيطة في قرية الولجة.
وأضاف أنه وفقًا لتفاصيل المخطط؛ فإنه سيتم تخصيص الأراضي التي تعود ملكيتها إلى مواطني قرية الولجة إلى حدائق وطنية تشتمل على ممرات للمشاة وطرق للدراجات الهوائية، بالإضافة إلى تخصيص مساحات كمواقف للسيارات وإنشاء بعض المباني العامة من أبرزها مبنى للاستخدام السياحي يراد تشييده على مخطط تصل مساحته إلى 50 دونم سيشمل على مركز للمعلومات ومطعم وسيتم بناؤه في محيط عين الحنية، إحدى عيون المياه المشهورة في الولجة، ويشمل أيضًا إنشاء مواقع حفريات أثرية تقع في محيط العين، حيث يشير المخطط إلى وجود مبان بيزنطية، هذا بالإضافة إلى وصف المباني الفلسطينية التي تم تهجير مواطني قرية الولجة منها في عام 1948 والتي بقي جزءا منها قائمًا حتى اليوم في محيط العين بالمباني البريطانية كما جاء في محضر أحدى جلسات نقاش مخطط حدائق "عيمك رفائيم".
وقال صب لبن: "إنه يراد من هذه الحدائق التي تدعى بالحدائق الوطنية، وفقا للمزاعم الإسرائيلية، توفير متنفس ومتنزه طبيعي للترفيه عن سكان مدينة القدس، ولكنها في حقيقة الأمر معدة لاستخدام سكان المستوطنات الجنوبية لمدينة القدس وعلى رأسها مستوطنة "غيلو"، التي ربطت بشكل مباشر بالمخطط، في حين أن أصحاب الأراضي الفلسطينيين سيتم منعهم من الاستفادة من هذه الأراضي التي يستخدمها سكان القرية للزراعة عبر بناء الجدار الفاصل الذي تمضي السلطات الإسرائيلية بإجراءات تشيده على قدم وساق حاليًا".
وذكر أن الإعلان عن تخصيص الأرضي كحدائق وطنية بات "يعتبر أسلوبًا جديدًا لمصادرة الأراضي الفلسطينية في شرقي القدس، حيث دأبت السلطات الإسرائيلية على استخدامه بشكل مكثف في الآونة الأخيرة في مدينة القدس، في أكثر من موقع مستهدف من قبلها".
وحذّر خبير الأراضي الفلسطيني في الوقت ذاته من مخطط استيطاني كبير آخر يتم تداوله عبر الجماعات الاستيطانية الإسرائيلية، ويدعى بمخطط "جفعات يائيل" ويهدف أيضا إلى تشييد ثلاثة عشر ألف وحدة استيطانية على الأراضي الواقعة غربي مستوطنة "غيلو" أي على أراضي قرية الولجة التي يعمل الجدار حاليا على عزلها، وفي حال تم تنفيذ هذا المخطط فإن حلقة العزل لجنوبي القدس عن محيطها الجغرافي الفلسطيني ستكتمل.
وأضاف أن الإعلان عن تخصيص 1235 دونمًا لأراضي قرية الولجة على أنها حدائق وطنية بات يوازي الإعلان عن الأراضي التي أقيمت عليها مستوطنة على جبل أبو غنيم والتي تعود لسكان مدينتي بيت ساحور وبيت لحم على أنها أراضي "أملاك غائبين".
المصدر: فلسطينيو 48