لم تأبه قوات الاحتلال الصهيوني لمشاهد الأراضي الزراعية الخصبة التي بات عليها الحال في سهل البقيعة الشرقية في الأغوار؛ حتى بدأت -الأحد- جرافاتها بتدمير وتخريب وسلب خط المياه الناقل لمنطقة أم قطن في السهل المذكور.
المزارع عز بشارات يرى في حديثه لمراسلنا أن الرسالة واضحة: "هم لا يريدوننا هنا، هم يريدون أن يكون كل شيء أخضر وخصب من نصيب المستوطنات، هذه المنطقة كانت جرداء، وجلبنا لها الماء وأصبحت خضراء تزخر بالمشاريع الزراعية في السنوات الأخيرة وهذا لا يروق لهم".
حرب لا هوادة فيها
يعد مشهد جرافات الاحتلال وهي تتعقب مصادر المياه للمزارعين والبدو في المنطقة حالة مألوفة، فملاحقة الماء في هذه المنطقة يعادل ملاحقة المواد المحظورة في مناطق أخرى.
تضم الأغوار نحو 47 % من مصادر المياه الجوفية للضفة الغربية ضمن الحوض الشرقي والذي ينتج سنويا 170 مليون متر مكعب من الماء، يقابل ذلك حرب لا هوادة فيها على مصادر المياه، وحرمان للمواطنين من الاستفادة من مياههم.
ويؤكد المزارع وليد أبو محسن من طوباس لمراسلنا أن المزارع يواجه مخاطر لا حصر لها، ولكن الحرب على المياه أكثرها شراسة، المنطقة غنية بالمياه، ولكن الاحتلال يسيطر على جميع مصادر المياه الطبيعية في المنطقة، وحين تحولت المنطقة من جرداء إلى زراعية بفعل شبكات المياه التي أنشأناها بعرق جبيننا؛ باتت مستهدفة بالاقتلاع والتدمير.
الهدف التهجير
الباحث الحقوقي في الأغوار عارف دراغمة يؤكد لمراسلنا أن الحرب على المياه في الأغوار هدفها التهجير، وهي لا تخص منطقة بعينها، فجميع عيون المياه باتت تحت سيطرة الاحتلال، وبات الوصول إليها ممنوعا، في حين مجموعات المستوطنين سيجتها ومنعت الوصول لها.
وأضاف: تسيطر قوات الاحتلال على 85 % من مياه الأغوار الشمالية، كما أن معدل استهلاك المستوطن القاطن في الأغوار الشمالية يبلغ 8 أضعاف ما يستهلكه المواطن الفلسطيني.
ويلجأ السكان إلى شراء صهاريج المياه بأسعار خيالية، وغالبًا ما يلاحق جيش الاحتلال هذه الصهاريج، ويسلبها ويفرض غرامات مالية كبيرة عليها.
وبحسب مركز المعلومات الفلسطيني؛ فإن 12 ألف دونم في الأغوار الشمالية تزرع بالخضراوات، و2000 دونم من البيوت البلاستيكية، و25 ألف دونم من الحبوب عدا المراعي الشاسعة.
ويطالب الحقوقي دراغمة بمقاربات حكومية جادَّة للتعامل مع المياه وأدوات تعزيز صمود الفلسطينيين في الأغوار لأن المواطن في الغور يشعر بالخذلان.
ويشارك دراغمة هذا التوجه عديد السكان في مناطق الأغوار المختلفة الذين لا يلمسون استراتيجية وطنية جادة للتعامل مع قضاياهم.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام