جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
بدو النقب بعد عام 1948
في عام 1948 شرد الصهاينة معظم بدو النقب من أراضيهم ومساكنهم، ولجأت أعداد كبيرة منهم إلى الضفة الغربية وشرقي الأردن وإلى قطاع غزة وسيناء، وحين أجرت سلطات الإحتلال الصهيونية أول إحصاء رسمي لعرب النقب كان عددهم عام 1951 حسب البيانات الإسرائيلية حوالي 13 ألف نسمة ينتمون إلى 19 عشيرة معظمها من قبيلة التياها وبعض العشائر من الترابين والعزازمة وفي عام 1960 كان عدد بدو النقب حسب الإحصاءات الإسرائيلية نحو 16 ألف نسمة والآن حوالي 40 ألف نسمة.ولم يكتف الصهاينة بتشريد عرب النقب وسلب أراضيهم، بل عملوا على حصر من تبقى منهم في منطقة معزولة وفرضت عليهم أنظمة الطوارئ الإستبدادية، ففي الفترة ما بين عامي 1951 و1954 أجلت السلطات الصهيونية ما تبقى من العزازمة والترابين عن مناطقهم حيث أقيمت مستوطنات يهودية، وإختارت المنطقة الواقعة إلى الشرق والشمال الشرقي من بئر السبع أي منطقة التياها لتجميع عرب النقب فيها وأُعتبرت هذه المنطقة منطقة عسكرية مغلقة التي بقيت بعد 1948 فمنهم عشائر الحكوك من التياها ( الهزيل والأسد وأبو عبدون) ومن القديرات (الصانع وأبو كف والأعسم والهواشلة ) ومن الظلام ( أبو جويعد وأبو ربيعة وأبو قرينات ) ومن الجراوين ( أبو غليون وأبو يحي وأبو صعيليك وبنو عقبة) ومن قبيلة العزازمة بعض من عشائر الزربة والفراجين والمسعوديين والصبحيين ومن الترابين عشائر نجمات الصانع، نجمات الصوفي، ونزح إلى قطاع غزة القلازين (جبارات) والقطاطوة والرواشدة (من التياها) وغوالي أبي ستة وحسنات أبو معيلق وعشائرهم، وأبي ختلة والوحيدات من الترابين وبقيت مناطق الحناجرة من عشائر أبو مدين والسميري والمصدر والظواهرة في مناطقها في قطاع غزة لأنه سلمت من الإحتلال. وإلى شرقي الأردن رحل السعيديون إلى معان والبدينات إلى البلقاء، وهاجرت جماعات من عشائر التياها علامات أبي ليه، أبي شنار وأبو جقيم، وقسم من بني عقبة ومن البدينات ومن الرماضين والشلاليين، والحسنات والوحيدات والدقوس والسعادنة والولايدة والرواوعة إلى منطقة الخليل في الضفة الغربية. وكما سبقت أجبر الصهاينة في عام 1950 عشيرة المحمديين من العزازمة والقديرات وعشائر أخرى من التياها على الرحيل. وإقترنت هذه الإجراءات بحمله مصادرات واسعة لأراضي عرب النقب الذين كانوا قبل عام 1948 يملكون نحو ستة ملايين دونم ويفلحون منها 2.3 مليون دونم صودر منهم في الفترة الأولى للإحتلال نحو مليون دونم سجلت بعد إجلاء سكانها عنها على أنها من أملاك دائرة التطوير في الكيان الصهيوني، وبعد هذه المصادرات لم يتبق لبدو النقب سوى 1.2 مليون دونم ورغم أن السلطات الصهيونية إعترفت للبدو بملكية نحو نصف هذه المساحة أي حوالي 600 ألف دونم عملت عل تجريدهم من معظمها في سبعة مواقع حتى يمكن حصرهم ومصادرة أراضيهم. ومنذ عام 1977 بدأت (الدورية الخضراء) التابعة لوزارة الزراعة الصهيونية والتي شكلها أرئل شارون عندما كان وزيراً للزراعة في الكيان الصهيوني، بدأت بمطاردة بدو النقب وهدم بيوتهم بحجة المحافظة على البيئة، ونتيجة لذلك إنخفضت مواشيهم خلال سنتين من 250 ألف رأس إلى 80 ألف رأس. وفي بيان صدر عن الدورية الخضراء بتاريخ 27/12/1982 تاهت الدورية بأنها طردت 800 أسرة بدوية من أراضيها وطهرت سبعة ملايين دونم من الغرباء، أي من أصحابهاالعرب خلال خمس سنوات. وفي غضون ذلك إستمرت عملية مصادرة أراضي البدو، ففي نيسان 1987 تمت مصادرة 26 ألف دونم من أراضي عشيرتي الأعسم وأبو قرينات، وتم هدم 45 متراً وتشريد 200 أسرة بدوية، وفي أواخر عام 1987 تم طرد 500 شخص ينتمون إلى 40 أسرة كانت تقيم في جنوبي النقب إلى سيناء بحجة أن أراضيهم إلى منطقة عسكرية (منطقة تدريب عسكري) وفي أذار 1979 صودر 80 ألف دونم من أراضي عشائر الجويعد والعطاونة والعمار والجبوع في المنطقة الواقعة ما بين ديمونا وعراد وبئر السبع، كان يعيش فيها نحو ثمانية ألاف نسمة يسكنون في ألف منزل حجري و300براكة و250 خيمة ولهم مدرستان، وبعد ذلك طلب من عشائر العزازمة والعصيات والزيادين ترك أراضيهم، وبلغ مجموع الأراضي المصادرة في منطقة تل الملح شرقي بئر السبع 157 ألف دونم تقطنها 600 أسرة، وأقيمت على الأراضي المصادرة ثلاث مطارات عسكرية بحجة تعويض المطارات التي كانت مقامة في سيناء، والمطارات الثلاث هي: (ريمون، عوفدا، نفطيم) ولمنع البدو من إثارة موضوع أراضيهم المصادرة أمام المحاكم، صدر في تموز 1980 قانون البدو العنصري الذي بموجبه يمنع البدو من التوجه إلى القضاء لمنع ترحيلهم من أراضيهم المصادرة. وبتاريخ 28/12/1982 صدر قانون صهيوني آخر هو قانون البناء والتخطيط الذي يضع قيوداً مشددة على توسيع القرى والتجمعات العربية.
المصدر: كتاب معجم العشائر الفلسطينية
محمد محمد حسن شراب