جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
ما يزال الاحتلال الإسرائيلي منذ نشأته وحتى الآن يحاول بشتى الطرق اقتلاع المواطن الفلسطيني من أرضه دون كلل أو ملل لتهجيره منها وتحويلها إلى دولة يهودية لا وجود للعرب فيها، وتعتبر منطقة المالح في الأغوار الشمالية من أكثر المناطق التي تتهددها الأخطار الإسرائيلية. وتتعرض منطقة المالح للمضايقات الإسرائيلية باستمرار فالدبابات والمدرعات الإسرائيلية لا تبعد سوى مترين عن بيوت الشعر التي يسكنها الأهالي، وتقوم تلك الآليات العسكرية بإغلاق المراعي أمام السكان والذين يعتمدون على الثروة الحيوانية بشكل أساسي في حياتهم. كما أن هناك معسكر إسرائيلي مقام على أراضي المالح ويعرف باسم معسكر الحمامات، ويعتبر هذا المعسكر أول معسكر إسرائيلي في الضفة الغربية أقيم في بداية السبعينات ويعمل على إغلاق مساحات شاسعة من الأراضي. 120 إنذار ويقول عارف ضراغمة رئيس مجلس قروي المالح التي يزيد تعدادها عن ألفي نسمة أن سكان المنطقة تلقوا خلال العام الحالي أكثر من 120 إنذار لوقف البناء وهدم الخيم التي يسكنون بها، وأشار الى أن هذه الإنذارات كانت تعطى للمواطنين للإيقاع بهم حتى يتوجهوا إلى المحاكم الإسرائيلية والتي تطلب منهم أوراقا لإثبات ملكية الأراضي وتصدر هذه الأوراق عادة عن الإسرائيليين الذين يرفضون إعطائهم أي إثبات بالملكية وبالتالي سيكون قرار المحكمة بالهدم السريع لأن القاضي والجلاد في هذه الحالة واحد فالقاضي هو الذي يصدر الإنذارات. ويضيف أن المستوطنين الذين يسكنون منطقة الأغوار الشمالية من أكثر المستوطنين عدائية فهم متورطون بقضايا مخدرات وغيرها من القضايا، ويعمل هؤلاء المستوطنون على سرقة مواشي المواطنين باستمرار فقد سرق من المواطنين 40 رأس غنم خلال الفترة الماضية، حيث يعملون على ملاحقة الرعاة حتى يفروا ثم يقومون بسرقة الأغنام من المراعي للتضييق على الأهالي وإجبارهم على الهجرة من المنطقة. لا خدمات أو بنى تحتية وتعاني منطقة المالح التي تشكل ثلثي الأغوار الشمالية من عدم توافر البنية التحتية فلا تتوفر فيها الكهرباء أو الماء أو أي نوع آخر من الخدمات، كما يعيش سكانها في خيام بسيطة جداً مصنوعة من الخيش آهلة للسقوط في أي وقت فقد أدت الأوضاع الجوية الصعبة بالإضافة إلى التدريبات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة إلى هدم الخيام التي يعيش فيها السكان وحظائر الماشية. وطالب ضراغمة جميع المؤسسات الرسمية والأهلية والمراكز الإنسانية بالوقوف إلى جانب سكان المالح وأن يكون هذا الهم هماً وطنيا على كاهل الجميع، كما دعا إلى تنظيم يوم خاص لمساعدة السكان الذين هدمت منازلهم والوقوف معهم في معاناتهم، فلولا صمود السكان في الأغوار الشمالية لكانت تلك المنطقة عبارة عن مستوطنات إسرائيلية. وقد صادرت "إسرائيل" أكثر من 80% من أراضي السكان وتمنعهم من السكن فيها فقد أغلقت لإقامة التدريبات العسكرية فيها حيث يقام على تلك الأراضي 7 معسكرات إسرائيلية، كما يصادر أراضي من المنطقة لصالح ما يسمى الطبيعة الإسرائيلية. ومن المخاطر التي تحيط بسكان الأغوار الشمالية مشكلة الألغام التي تسببت بمقتل سبعة مواطنين خلال الفترة الماضية.
المصدر: فلسطينيو48