صدّ المرابطون الفلسطينيون في المسجد الأقصى المبارك محاولات اقتحام لعشرات المغتصبين الصهاينة لساحاته صباح الأحد (19-2)، وسط مواجهات مع شرطة الاحتلال التي حاولت حماية المغتصبين وتأمين عملية اقتحامهم.
وانتشرت شرطة الاحتلال بكثافة في ساحات المسجد الأقصى تأمينًا للمتطرفين الصهاينة، وأشار المرابطون إلى أن ثلاثة جنود صهاينة أصيبوا جراء المواجهات المستمرة منذ ساعات الصباح، فيما اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة مواطنين مقدسيين من المصلين المرابطين في المسجد الأقصى، خلال المواجهات التي اندلعت.
وذكرت وكالة صفا أن عشرات المستوطنين يتجمعون بالقرب من جسر المغاربة غرب المسجد الأقصى الموصل إلى بوابة المغاربة في محاولة لاقتحامه، فيما انتشر عدد كبير من الشرطة لتأمين دخولهم، الأمر الذي أدى لاندلاع مواجهات مع المرابطين المتواجدين بالمئات داخل المسجد.
ومنعت قوات الاحتلال المواطنين الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن 45 عامًا من دخول المسجد الأقصى المبارك.
وكانت عدة جمعيات يهودية متطرفة دعت لاقتحام المسجد الأقصى اليوم لتعزيز مكانة "الهيكل" المزعوم، على رأسها "حركة أمناء الهيكل"، حيث وجهت الدعوات تحت عنوان "لنصعد لجبل الهيكل لنعزز سيادتنا اليهودية عليه".
وذكر مركز إعلام القدس أنّ "حركة أمناء الهيكل" و"دبل سليمان" اختاروا يوم الأحد لاقتحام المسجد الأقصى والقيام بشعائر تلمودية في ساحاته بهدف تأكيد السيادة اليهودية وتعزيزها كمقدمة للسيطرة الكاملة على المسجد وبناء هيكلهم المزعوم.
وقال إنّ الجديد في هذا الاقتحام حديث الجمعيات اليهودية عن سماح شرطة الاحتلال لهم بالصلاة في المسجد الأقصى، بعد أن كانت تمنعهم في السابق لأسباب سياسيه بحسب ادّعائهم.
وهددت جماعات يهودية بتنفيذ مثل هذا الاقتحام مطلع الأسبوع الماضي، غير أنّ هبة الجماهير الفلسطينية والعربية، ومنع سلطات الاحتلال لوصول المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك حال دون إتمام المخطط .
اعتقال مقدسيين
تواصل قوات الاحتلال حتى قبل عصر اليوم الأحد (19-2)، حملة اعتقالات شنّتها صباح اليوم في صفوف الشبّان المقدسيين المرابطين في المسجد الأقصى، للتصدّي لدعوات اقتحامه من قبل جماعات صهيونية متطرفة.
وأفاد شهود عيان، أن قوات شرطة الاحتلال اعتقلت سبعة شبان من منطقة باب الأسباط، وأربعة من منطقة سوق القطانين وآخر في البلدة القديمة، فضلاً عن ثلاثة كانت قد اعتقلتهم عقب المواجهات التي اندلعت بين عناصرها وبين جموع المصلين المقدسيين في باحات المسجد الأقصى، لترتفع بذلك حصيلة عدد المعتقلين على خلفية مواجهات الأقصى لهذا اليوم إلى خمسة عشر، بعضهم تعرّض للضرب المبرح والتنكيل.
وأكّد شهود العيان أن قوات الاحتلال تواصل استنفارها في محيط الأقصى وسط إجراءات عسكرية مشدّدة، تحظر على من هم دون سن الخامسة والأربعين من دخول المسجد للصلاة فيه.
مواجهات بنعلين
وفي سياق متصل، انطلقت في قرية نعلين غرب مدينة رام الله، ظهر امس مسيرة احتجاجية على اقتحام ساحة المسجد الأقصى، توجهت باتجاه جدار الفصل العنصري، وهو المكان الذي يتوجه إليه أهالي نعلين أسبوعيًّا للتظاهر رفضًا للاستيطان.
وقال المواطن صلاح الخواجا في تصريحات صحفية، إن الإصابات حتى الآن هي ثلاث إصابات بالرصاص، مشيرًا إلى أن هناك العديد من حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع.
وأشار الخواجا إلى أن المسيرة احتوت على العديد من الفئات المجتمعية منها طلاب مدارس وجامعات وناشطون ومواطنون، وأن قوات الاحتلال تقتحم حاليًّا أطراف البلدة، حيث ما زال يسود التوتر أجواءها.
المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام