يكابد أهالي بلدة يعبد جنوب جنين مؤخرا إجراءات احتلالية متلاحقة بهدف تعزيز قبضة المستوطنات المقامة على أراضيها والتضييق على حياة ساكنيها.
ويعتبر رئيس بلدية يعبد سامر أبو بكر، أن البلدة تتعرض لسياسة عقاب جماعي من الاحتلال تمثلت في سلسلة إجراءات شرسة ومبرمجة ومنها: إغلاق المدخل الغربي للبلدة ببوابة عسكرية ثابتة، وإغلاق الطريق المؤدي إلى ضاحية امريحه والذي تم تعبيده قبل شهر.
وكذلك إيقاف العمل على توسعة المدخل الشرقي للبلدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وهو المدخل الوحيد المؤدي لمنطقة يعبد، وإغلاق طريق زراعي وتحويله لخدمة المستوطنين قبل شهرين تقريبا، وترافق ذلك مع هدم عدة محال تجارية قبل شهر ونصف على مدخل يعبد الشرقي.
ويشير إلى أن ذلك يضاف إلى المستوطنات المقامة على أراضيها، والأبراج العسكرية للاحتلال التي تراقب البلدة في كل وقت، ووجود حاجز دوتان العسكري الثابت على الشارع الرابط بين محافظتي جنين وطولكرم قرب مدخل البلدة، وكذلك حاجز أم الريحان العسكري.
إهمال حكومي
ويستهجن أبو بكر عدم تحرك الحكومة لدعم صمود مناطق ساخنة تتعرض لهذه الهجمات مثل يعبد في الوقت الذي يتمثل الدور الأساسي للحكومة في دعم صمود الناس على أراضيها والنزول للميدان لتلبية احتياجات الناس.
وازدادت وتيرة المداهمات والاقتحامات التي لا تهدأ في يعبد في الأسابيع الأخيرة بعد عملية نفق جلبوع، حيث أن أحد الأسرى الستة مناضل انفيعات ينحدر من بلدة يعبد فيما كانت المنطقة مطوقة ومحل عمليات تفتيش واسعة لنحو عشرة أيام في إطار ملاحقة انفيعات وكممجي قبل اعتقالهما في جنين.
ويؤكد الناشط أحمد عمارنة أن يعبد لم تأخذ حقها من التنمية بالرغم من أنها تعتبر نقطة متقدمة في مواجهة الاستيطان وحماية الأراضي التي تشكل مطامع لمستوطني مابو دوتان، والعمل على زراعتها وشق الطرق لها وإعمارها وعدم تركها لقمة سائغة للاستيطان، وكذلك مستوطنة شكيت.
ويضيف أن كل الشرائح الاجتماعية في البلدة تعاني ومنها طلبة المدارس، فبعض مدارس البلدة ومنها مدرسة عز الدين القسام على تماس مباشر مع الاحتلال ما يولد مواجهات مستمرة يدفع ثمنها الطلبة والمعلمون على الدوام.
بدوره، يرى المزارع علي الكيلاني أن استهداف يعبد متعدد الاتجاهات، ومنه الاستهداف الاقتصادي حيث عمد الاحتلال خلال السنوات الماضية على ضرب البلدة في عصب اقتصادها المتمثل في صناعة الفحم النباتي من خلال ملاحقة عشرات المشاحر بذريعة احتجاج المستوطنين من أبخرتها.
ويشير إلى أن يعبد تشتهر أيضا بأنها موطن أساسي لزراعة التبغ العربي، وهي أيضا تتعرض لإجراءات مجحفة من قبل الحكومة في ملاحقة مزارعي التبغ الذين توارثوا المهنة لمئات السنين لصالح شركات التبغ.
ويطالب أهالي يعبد بسياسات حكومية داعمة تعزز صمودهم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وتقويتهم في مواجهة حزام استيطاني واسع لأن ثبات المواطن على أرضه وعيشه بكرامة عليها يعني حمايتها.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية