إجزم – لمحة عامة
أقيمت المستوطنة الحديثة كرم مهرال (כרם מהר"ל) عام 1949, على أنقاض القرية العربية إجزم. وقد سميت المستوطنة الجديدة كرم مهرال نسبة إلى الكاهن الرئيسي للطائفة اليهودية في مدينة براج من القرن 16 ميلادي.
يذكر الاستيطان في سجلات الإحصاء عام 1596. كذلك فان الرحالة "فيكتور جيرين" يصف المكان كمستوطنة زراعية منازله مبنية من الحجارة القديمة. أما في الملفات من فترة الانتداب البريطاني (ملفات أرشيف سلطة الآثار) فقد عثر على سجلان من العام 1942 و 1944 دون فيهم مفتش الآثار (ن. مخولي) خلال زيارته للموقع, عن وجود بئر عميقة للمياه, كما ان منازل الموقع مبنية من الحجارة الأثرية القديمة. كذلك شمل الأرشيف مكاتيب من عام 1950, أحداها لطبيب كان يسكن القرية أجزم يصف فيه عن العثور على مكتشفات أثرية خلال اعمال بناء بالموقع. شملت تلك المكتشفات: مغاور للقبور, أرضيات فسيفساء, مبان وعملات نقدية.
أما الحفريات الأثرية المعاصرة والتي قامت بها سلطة الآثار, فقد أشارت نتائجها على أن الاستيطان بالموقع, بدأ كقرية زراعية بالقرن الرابع قبل الميلاد وقد أستمر حتى أيامنا هذه دون انقطاع. كذلك مرت بالمكان الطريق القديمة التي وصلت بين طريق الساحل ومستوطنات جبل الكرمل بالمنطقة المعروفة اليوم باسم عسفيا ودالية الكرمل.
الحفريات الأثرية
أشار المسح الأثري الذي أجري بالمنطقة, إلى وجود آثار مبان قديمة إلى جانب بقايا المواقع الزراعية ومعاصر الزيتون والعنب, آبار للمياه وغيرها. إلا أن التنقيبات الرئيسية والكبرى أجريت بين الأعوام 2000 – 2006 بسبب أعمال التطوير والبناء المخططة بالموقع.
ارتكزت الحفريات الأثرية بمنطقة التل (وسط الاستيطان) والى الجنوب والشمال منه. ولا زالت الحفريات تجرى بالموقع بين الحين والآخر, وفقا لأعمال التطوير والبناء بالمكان.
كشفت الحفريات عن طبقات الاستيطان بالموقع ابتدأ من العصور القديمة وحتى أيامنا, كما كان متوقعا وفقا للمسح الأثري المسبق. إلا أن المكتشفات شملت أيضا طبقات من عصور ما قبل التاريخ لم نكن نعلم عن وجدها من قبل.
نتائج الحفريات الأثرية
وفقا لنتائج الحفريات الأثرية, فيما يلي ترتيب الطبقات الأثرية التي كشف عنها بالموقع:
• العصر الحجري الأخير: 13000 – 14000 عام قبل أيامنا
• الفترة الفارسية: القرون 4 – 5 قبل الميلاد
• الفترة الرومانية: القرن 2 قبل الميلاد
• الفترة البيزنطية: القرون 6 – 7 ميلادي
• الفترة الأموية: القرون 7 – 8 ميلادي
• الفترة العباسية: القرون 9 – 10 ميلادي
• فترة المماليك: القرون 13 - 14 ميلادي
• طبقات من الفترات العثمانية حتى الانتداب البريطاني (حتى 1948)
• طبقات من فترات الانتداب البريطاني وحتى أيامنا (من عام 1948 حتى أيامنا)
من بين الحفريات الأثرية العديدة, برزت نتائج المكتشفات الأثرية للتنقيبات التي أجريت بالموقع عام 2002. حيث شملت المكتشفات على بقايا المباني السكنية من الفترة البيزنطية, والتي يبرز استعمالها أيضا لاحقا خلال الفترة الإسلامية (الأموية والعباسية), مما يدل على أن الموقع لم يهجر, بل استمر الاستيطان فيه دون انقطاع. إضافة إلى ذلك, فقد أشارت تلك الحفريات إلى الحدود الشمالية للموقع خلال تلك الفترات.
يجدر الذكر هنا أن الموقع بني على المنحدر الصخري القاسي, الأمر الذي تطلب مجهودا خاص لحفر أساسات المباني في الصخر خلال الفترات الرومانية والبيزنطية. تلك المشكلة لم يعاني منها البناؤون من الفترات الإسلامية إذ, استغلوا الجدران البيزنطية لبناء منازلهم دون الحاجة للحفر بالصخر من جديد.
اما الحفريات من عام 2006 والتي أجريت على القسم الجنوبي من التل الأثري, عثر خلالها على حفر في الصخر الناري, احتوت على أدوات مصنوعة من الصوان تعود إلى عصور ما قبل التاريخ (13000 عام قبل أيامنا). ومن الواضح أن تلك الأدوات تابعة للاستيطان القديم في الموقع وليس جرفا طبيعيا حملته مياه الأودية إلى الموقع.
إضافة إلى ذلك عثر خلال التنقيبات (عام 2006) على المحاجر منها تم استخراج الحجارة لبناء المنازل على مر العصور. وقد برزت بأجزاء منها مكان النحت بالصخر منه استخرجت الحجارة للبناء, إلا انه ببعض الأماكن لم تزل البعض من الحجارة موصولة بالصخر لم يتم فصلها بعد.
الكاتب: كميل ساري – مدير قسم الرقابة، الأبحاث وسياسة صيانة الآثار
المصدر: موقع حيفا نت
http://www.haifanet.co.il/online/categories/c42-p1.html