مهددة بالمصادرة والتهويد
يواصل الاحتلال الإسرائيلي مطامعه الخبيثة للاستيلاء على أراضي حي وادي الربابة في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، تمهيدًا لإقامة "مسارات وحدائق تلمودية"، ومشاريع تهويدية، باعتباره يشكل البوابة الرئيسة التي تربط شرقي المدينة المقدسة بغربها.
ويعتبر الحي الذي يمتد على مساحة 210 دونمات، من أجمل المناطق في سلوان، كونه يحتوي على الكثير من الآثار والكهوف والقبور التي تعود للفترة الكنعانية قبل 5 آلاف عام، وأراضيه مزروعة بأشجار التين والزيتون التي يزيد عمرها عن 1000 عام.
وتعمل ما تسمى بـ "سلطة الطبيعة" الإسرائيلية على تجريف أراضي الحي، واقتلاع عشرات الأشجار، وتخريب السلاسل الحجرية والأحواض التي بناها أصحابها، إلا أن السكان يتصدون لهم في كل مرة، رغم أنهم يتعرضون للقمع والاعتقال والإبعاد عن أراضيهم.
ويهدف الاحتلال إلى وضع يده على أراضي الحي، التي يتهددها المصادرة لصالح إقامة مشاريع استيطانية، تشمل وضع أساسات وأعمدة للقطار والجسر الهوائي، إقامة حدائق توراتية وعامة وبستنة تشمل (زراعة الأشجار، تركيب شبكة وقنوات ريّ، تطوير مناظر الطبيعة، ترتيب طرق للسير، وتركيب أماكن للجلوس).
هجمة إسرائيلية
عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب يقول لوكالة "صفا"، إن مطامع الاحتلال في حي وادي الربابة كثيرة ولا تتوقف، باعتباره المنطقة الوحيدة الفارغة في سلوان، والتي يمكن السيطرة عليها لإقامة مشاريعه التهويدية.
ويوضح أن الاحتلال صادر نحو 99 دونمًا من الأراضي بادعاء "البستنة"، وهو دائمًا ما يسعى إلى ترويج ذلك أمام العالم وكأنه يعمل على تحسين المنطقة وتطويرها، لكن في حقيقة الأمر، فإن هذه الأعمال تكون لصالح المشاريع الاستيطانية.
ومنذ سنوات طويلة، وأراضي الحي تتعرض إلى هجمة إسرائيلية وتهويدية ممنهجة، بهدف تحويلها إلى "حدائق "تلمودية وتوراتية"، ولإقامة "القطار الهوائي" و"جسر معلق" فوقها، وغيرها من المشاريع.
ويضيف أبو دياب أن الاحتلال يسعى لإقامة تلك المشاريع، من أجل جلب المزيد من المستوطنين للمنطقة، واستغلال أراضي المقدسيين لمنع التمدد العمراني.
ويبين أن عدة مؤسسات احتلالية تعمل على تهويد الحي، بما فيها "سلطة الطبيعة" وبلدية الاحتلال، و"سلطة الآثار"، وجمعيات استيطانية مثل "العاد"، لافتًا إلى أن الاحتلال خصص نحو 265 مليون شيكل، لغرض تهويد تلك المنطقة وتغيير واقعها.
ويحاول الاحتلال-وفقًا لأبو دياب- إيجاد عازل بين الجزء الشرقي للقدس وغربها حتى لا يتمدد المقدسيون عمرانيًا باتجاه غربي المدينة.
ويشير إلى أن هناك 100 منزل ومسجد يتهددهم الهدم والتهجير في وادي الربابة، لأجل إقامة تلك المشاريع التهويدية، مبينًا أن سلطات الاحتلال تريد إبعاد التواجد العربي عن المنطقة، والاقتراب من الجزء الغربي للقدس.
صمود وتحدٍ
والسيطرة على وادي الربابة-كما يوضح الناشط المقدسي- يمثل جزءًا من محاولة إسرائيلية للسيطرة على باقي الأحياء في سلوان، مثل البستان وبئر أيوب، ووادي حلوة وغيرها، وكذلك جزءًا من مشروع "الحوض المقدس" الذي يبدأ من حي الشيخ جراح وصولًا إلى سلوان الملاصقة للمسجد الأقصى.
ولم يسلم أكبر خزان جوفي في القدس ومحيطها من اعتداءات الاحتلال، إذ عملت على تحويل مياهه للمستوطنات الواقعة جنوبي القدس، إضافة إلى شفط عشرات آلاف الأمتار المكعبة من المياه يوميًا.
ويلفت إلى أن سلطات الاحتلال تحرم أهالي وادي الربابة من استخدام أراضيهم والاستفادة منها وزراعتها والبناء فيها، في وقت تواصل فيه أعمال التجريف والحفر.
ورغم أن أهالي الحي يمتلكون كافة الأوراق الثبوتية والقانونية، التي تثبت أحقيتهم بأراضيهم، إلا أن الاحتلال يدعي أن الحي أقيم على أنقاض مقبرة يهودية، وأنه بأكمله يعد "منطقة حدائق وطنية تعود للجمهور العام".
ويؤكد أبو دياب إصرار السكان على الصمود والبقاء في أراضيهم، والتصدي لممارسات الاحتلال بقوة، باعتبارها الوسيلة الأنجع لمنع مصادرة أراضيهم أو تجريفها وإقامة مشاريع استيطانية فوقها.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية