"فتاوى دينية يهودية جاهزة، ومغتصبون متطرفون جاهزون للتنفيذ"، هي كل ما يلزم لمواصلة حرق مساجد الضفة الغربية؛ كما حصل من حرق لمدخل مسجد علي بن طالب في قرية بروقين غرب سلفيت.
نفس الأدوات
وبحرق مسجد قرية بروقين يكون المسجد الثاني الذي يتعرض للحرق في سلفيت بعد حرق مسجد ياسوف.
وبحسب المراكز الحقوقية وشهادة الأهالي فإن الأدوات هي نفسها المستخدمة في أكثر عمليات الحرق، من سكب لمادة بترولية وإشعال النيران، ومن ثم كتابة "الانتقام لافي" باللغة العبرية على واجهة مدخل المسجد، ومن ثم الفرار، حيث يستغل المستوطنون ساعات ما قبل الفجر وهو قاسم مشترك تتشابه فيه عمليات الحرق لمساجد الضفة.
وبحسب الناشط في مجال مقاومة الاستيطان والجدار محمد عبد الله، فإن "المساجد التي تعمّد المستوطنون حرقها قريبة من الطرق الالتفافية التي يسلكها المستوطنون عادة، وذلك لتسهيل عملية فرارهم بعد جريمتهم".
أكثر من 20 مسجدًا
وتشير الإحصائيات الفلسطينية إلى أن محاولة إحراق مدخل مسجد قرية بروقين، شكلت المحاولة العشرين لحرق مساجد الضفة وإن بعضها حرق بالكامل، وإن هناك مساجد حاولوا إحراقها إلا أن يقظة الأهالي منعتهم من ذلك.
وباتت سياسة حرق المساجد في الضفة الغربية المحتلة جزءًا من مشاهد التطهير العرقي وهواية مفضلة للمستوطنين في ظل غياب أي رادع لهم.
وتزامن حرق مسجد بروقين مع حرق وسرقة لحقول الفلسطينيين وقطع أشجارهم، مما يؤكد اتباع المستوطنين سياسة الأرض المحروقة.
فتاوى دينية
بدوره، قال النائب حامد البيتاوي إن تاريخ اليهود حافل بالتنكيل بالأنبياء والرُسل، بمن في ذلك أنبياء ورسل بني إسرائيل أنفسهم.
وقال: "ليس غريبًا عليهم أن يحرقوا المساجد والكنائس ودور العبادة الأخرى، ومجزرة الحرم الإبراهيمي، ومن قبلها محاولة حرق المسجد الأقصى، وقصف كنيسة القيامة أثناء احتماء بعض الفدائيين بها قبل سنوات، وأثناء العدوان على مدينة جنين، هي أمثلة واضحة في هذا الصدد".
ولفت النظر إلى أن الأديان السماوية تحرم الاعتداء على أماكن العبادة والمسّ بها، وتنأى بها عن دائرة الصراع، وإن ما جرى من حرق لمدخل مسجد قرية بروقين وغيره من المساجد، يدعمه التحريف الذي حدث في التوراة قديمًا؛ من أن أرض "الأغيار" يجوز حرقها ونهبها تقربًا الى الله.
المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام