في أرض مثل فلسطين... كثيرة هي حكايات الصمود والتحدي لمدن وقرى ومخيمات رفضت ظلم الاحتلال فوقفت أمام عنجهيته بكل ثبات وقدمت أبناءها قربانًا للنصر والتحرير.
بلدة بيت أمر في مدينة الخليل المحتلة إحدى المناطق التي تصدر اسمها المواقع والنشرات الإخبارية فلا يكاد يمر يوم حتى تتعرض هذه البلدة لهجمة من الاحتلال الصهيوني سواء بمصادرة جزءٍ من أرضها أو اعتقال عددٍ من أبنائها إضافة لاعتداءات المستوطنين المستمرة من دهسٍ وإطلاقٍ للنار بهدف ترويع أهل هذه البلدة، ودفعهم للتراجع عما يقومون به للمطالبة باسترجاع أرضهم المسلوبة والمصادرة.
موقع بيت أمر
تقع بلدة بيت أمر على الشارع الرئيس الواصل بين مدينة الخليل ومدينة القدس، حيث تبعد 10 كيلو متر إلى الشمال من مدينة الخليل و15 كم إلى الجنوب من مدينة بيت لحم ، ويبلغ عدد سكان البلدة نحو 13400 نسمة، وتشتهر بالزراعة وأهم زراعاتها العنب والتفاح واللوزيات والخضار، وترتفع البلدة أكثر من 950 مترًا عن مستوى سطح البحر، وتبلغ مساحة أراضيها (30129) دونم وهذه النسبة تشكل 2.25% من مساحة محافظة الخليل، وقد قام الاحتلال بمصادرة مساحات واسعة من أراضي البلدة لإقامة المستوطنات.
بيت أمر والاستيطان
تتعرض بلدة بيت أمر لهجمة متواصلة من الاحتلال ومستوطنيه بهدف السيطرة على بقية أراضيها التي التهم الجدار الفاصل والمستوطنات المحيطة بها جزءًا كبيرًا منها. المواطن عبد الفتاح صبارنة (43 عامًا) قال: بأن البلدة محاطة بالمستوطنات حيث يحدها من الشمال مستوطنتي "أفرات" و"غوش عتصيون" والتي التهمت ما يقارب 30% من أراضيها، بالإضافة إلى جدار الفصل الذي ابتلع مساحاتٍ ليست بالصغيرة من كرومها، كما توجد مستوطنة "بيت عين" بالجهة الشمالية الشرقية للبلدة ومن الجنوب مستوطنة "كرمي تسور" والتي ابتلعت من أراضيها الكثير.
وأضاف صبارنة بأن البلدة تعاني من مداهمات جيش الاحتلال المتكررة؛ حيث تتعرض في كثير من الأحيان البنية التحتية وشبكات المياه والكهرباء والمنازل والمحال التجارية للتخريب، كما تتعرض الأراضي الزراعية للتجريف، وتعاني البلدة من استمرارية زحف المستوطنات المحيطة نحوها، واستمرارية مصادرة الأراضي.
بدوره ذكر أحد نشطاء اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان بأن المغتصبين القاطنين بالمستوطنات المحيطة ببلدة بيت أمر يستهدفون أراضي المواطنين بالتخريب عبر حرق الأشجار وإلقاء المخلفات من النفايات، ووصل الأمر في بعض الحالات إلى التخلص من مياه الصرف الصحي في هذه الأراضي، و أشار الناشط بأن هناك حوالي 800 دونم من الأراضي المدمرة على طول جدار الفصل العنصري بالإضافة إلى 7200 دونم من الأراضي المعزولة خلف هذا الجدار.
وأضاف بأن الشارع الالتفافي المارّ بجوار البلدة أصبح مسرحًا لاعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال؛ حيث تقع حوادث دهس أو إطلاق نار بشكل مستمر، وسقط عدد من الشهداء والجرحى نتيجة هذه الاعتداءات، ناهيك عن الضرر الذي ألحقه هذا الشارع بالمزارعين حيث بلغت مساحة الأراضي المصادرة حوالي 800 دونم.
مسيرة أسبوعية
ينفذ سكان بلدة بيت أمر مسيرة أسبوعية رفضًا للاستيطان وللجدار الفاصل، والذي اقتلع جزءًا كبيرًا من أراضيها، ويشارك متضامنون أجانب في هذه المسيرات التي تتوجه إلى الأراضي المصادرة، وعادة ما يواجه جيش الاحتلال المسيرة بالقمع ويطلق الرصاص وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع تجاه المشاركين بها ليقع كثيرٌ منهم بين مصابٍ بالاختناق أو رضوضٍ وكسورٍ أو حتى معتقلا في السجون.
المزارع رفعت الزعاقيق ( 38 عامًا) من سكان بيت أمر قال: إنه يشارك بشكلٍ مستمرٍ بالمسيرة الأسبوعية مطالبا باستعادة أرضه التي ابتلع الجدار الفاصل أكثر من 20 دونمًا منها، وذكر الزعاقيق بأن هناك مواطنين آخرين كانت خسارتهم أكبر، وصادر الاحتلال مساحة كبيرة من أراضيهم، وأنه لن يمل أو يتعب من المشاركة في هذه المسيرات لأن نفسه وبقية أبناء البلدة أطول من نفس الاحتلال حسب قوله، وهم أصحاب الأرض الحقيقيون وأن مصير هذا الجدار والمستوطنات هو الهدم، وأن الأرض سترجع لهم طال الزمان أم قصر.
المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام