ينحدر الشهيد البطل محمد عبد الكريم البيشاوي من صلب عائلة فلسطينية مناضلة، رسخت جذورها في قرية بيت دجن الواقعة على بعد عشرة كيلومترات جنوب شرق مدينة يافا، وامتد نضال عائلة الشهيد ليشمل معركة القسطل التي شارك فيها والد الشهيد المرحوم عبد الكريم خليل البيشاوي الى جانب الشهيد عبد القادر الحسيني ، والمجاهد يحيى الناطور دفاعا عن عروبة الأرض ،كما شارك في معركة باب الواد التي يشهدها القاصي والداني.
وكغيرها من العائلات الفلسطينية أصابها الشتات، حيث استقر والد الشهيد ومجموعة من أفراد أسرته في مدينة نابلس ، ولتعصف نار الغربة بجده وأعمامه ليستقر بهم المقام في غزة والاردن، وعندما انشات وكالة الغوث الدولية مخيمات اللاجئين في نابلس، استقر والد الشهيد وأسرته في مخيم بلاطة، بينما استقر أخواله في مخيم عسكر، وفي الوقت ذاته بقي قسم من أفراد العائلة مقيما في مدينة نابلس .
لقد لجأت عائلة البيشاوي وغيرها إلى مناطق مختلفة لتمتد مساحة يافا وقراها لتربط ارجاء الوطن في الغربة .
إن جنبات السجون والمعتقلات الاسرائيلية الغاشمة لا تزال تردد انات وعذابات عم الشهيد عيسى خليل البيشاوي الذي اعتقل اثناء الهجرة ولا يزال مصيره مجهولاK على الرغم من انبلاج أمل بوجوده في معتقل عيليت حتى عام 1960م ، كما ورد على لسان احد المطلق سراحهم من المعتقل حينذاك، غير أن عمليات البحث عنه لم تجد نفعا ، ولم يتمكن الصليب الحمر من العثور عليه في المعتقلات والسجون الإسرائيلية، ما جعل أفراد عائلة الشهيد يفقدون الأمل في العثور عليه .
ولد الشهيد البطل في مخيم بلاطة، وعاش حياته يلعب في حاراتها وبين ازقتها ، وعندما اصبح في ريعان الشباب توفي والده عام 1995 م، وتحمل الشاب المسؤولية نحو والدته وشقيقته، ولكنه اعتقل بعد عام من وفاة والده ، وحكم بالسجن مدة أربع سنوات، قضاها خلف قضبان المعتقلات الإسرائيلية في سجن مجدو الذي حال بينه وبين وداع امه المرحومة صفية عبد القادر البيشاوي ليصبح يتيم الأبوين ما جعله يزداد اخلاصا لقضيته ووطنه فلسطين .
مارس الشهيد البطل مهنة الاعلام خلال فترة الاعتقال، وبرع في كتابة التقارير والأخبار التي انسجمت مع طموحاته ، ومن خلال مثابرته العلمية حصل على شهادة الثانوية العامة داخل المعتقل . وبعد انتهاء مدة محكوميته وخروجه من السجن التقى باخيه منير الذي عاش مغتربا في بغداد مدة عشرين عاما .