بنيت بيوت طبرية من أحجار بازلتية سوداء كانوا يأتون بها من مقاطع حجارة تقع في جبال الجليل المطلة على طبرية من الغرب. وكانت هذه المقاطع (أو المقالع) مصدر رزق للطبرانيين إذ كانوا يصدرونها إلى مناطق أخرى من فلسطين. وكانت معظم المباني تتألف من طابق واحد، ولكن كان هناك مبان من أكثر من طابق.
وكانت المباني متلاصقة، وأغلب سقوفها موشورية. الشكل العام للمباني هو المربع أو المستطيل.
أما مباني اليهود فمعظمها من غرفة واحدة كبيرة. نوافذها واسعة من الداخل وضيقة من الخارج حتى لتبدو كالشقوق في الجدران، وهي أشبه بنوافذ القلاع القديمة التي كانت تستخدم لاطلاق النيران منها.
قال ناصر خسرو: "أن لطبرية مبان كثيرة وسط البحر، فإن قاعة صخري، وقد شيدت هناك مناظر جميلة على رؤوس أعمدة رخامية أساسها في الماء.
ومناطق أخرى في فلسطين، يمكن القول بأن طبرية كانت هي البوتقة الأولى التي اختبرت فيها الصهيونية فكرها السياسي النظري في الترحيل والطرد والتطهير العرقي، وكان الاختبار ناجحا وذا جدوى حتى أصبح نموذجا احتذته في تعاملاتها مع المناطق الفلسطينية الأخرى التي شردت سكانها منها وأجبرتهم على اللجوء خارج ديارهم.
المصدر: كتاب طبريه/د.ابراهيم يحيى الشهابي