جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
القدس 4-4-2007-وفا-
معاذ، نضال، محمد، وشباب كثيرون من آل الحلواني في مدينة القدس، يوزعون أدوارهم فيما بينهم، قبل أذان المغرب، من يسكب اللبن، ومن يوزع الماء والتمر، ومن يحضر وجبات الإفطار للصائمين المعتصمين منذ نحو 60 يوماً على سقف بيوت آل الحلواني في حي واد الجوز.. ويشارك هؤلاء الشبان الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية داخل أراضي العام 1948 اعتصامه بعد أن منعه الاحتلال من التجمهر مع أكثر من سبعة أشخاص في مكان عام في القدس وعلى بعد 150 متراً من أسوار البلدة القديمة، حيث استقبله والمعتصمين معه آل الحلواني من أهل الداخل في بيوتهم الخاصة في حي وادي الجوز.. وعلى صوت المؤذن الذي اعتلى صوته ليس ببعيد من مآذن المسجد الأقصى المبارك، اجتهد آل الحلواني على تقديم الخدمة للصائمين الذين جددوا نياتهم للصيام طاعة لله وتواصلاً مع المسجد الأقصى كل يوم اثنين وخميس من كل أسبوع.. وذكر تقرير لمؤسسة الأقصى، اليوم، أن آل الحلواني من العائلات العريقة التي سكنت القدس قبل الفتح الثاني لمدينة القدس وتحريرها من يدي الصليبيين على يد القائد صلاح الدين الأيوبي.. ويقول أحد كبار السن في العائلة، إن العائلة تحملت العناء والمشاق لموقفها هذا، من اقتحامات ليلية من عناصر الشرطة لبيوتهم الواقعة في الحي، وتهديدات متنوعة، إلا أنها تصر على موقفها بل تنذر نفسها وأولادها فداءً للأقصى، وتقدم الخدمة ليل نهار للمعتصمين من أهل القدس والداخل الفلسطيني دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك، وتحرص على توفير كل اللوازم لهم على سقف بيوتها دون كلل أو ملل، في ظل حضن دافئ، وتفانٍ في السخاء والعطاء.. وعن وقفة العائلة مع المعتصمين، يقول جاد الحلواني، من وجهاء آل الحلواني، "احتضاننا للاعتصام في وادي الجوز فيها يرمز إلى أن المسجد الأقصى يخص جميع المسلمين بصورة عامة، فكل مسلم على وجه الأرض له علاقة وصلة به، وهو أغلى وأثمن من أن يكون مجرد أفراد أو أناس يعتصمون من أجله، مطالباً الأمة الإسلامية والعربية بالاعتصام والتظاهر من أجل إنقاذ المسجد الأقصى، لأنه وصل إلى حال يمكن أن تخسره كل الأمة الإسلامية.. ويضيف: " لقد اعتدنا على مضايقات شرطة ومخابرات الاحتلال، وهي لن تثنينا على أن نكون من حماة الأقصى، فهذا مستحيل".. أما أحمد موسى محيسن، من قرية العيسوية في القدس، فتحدث عن مشاركته بالاعتصام وقال: "أتذكر مشاهد الشاحنات والأيدي العاملة التي كانت تعمل قبل أكثر من عشر سنوات لترميم المصلى المرواني، وفي هذه اللحظات نرى الجرافات الإسرائيلية تنهش وتهدم جزء من المسجد الأقصى المبارك، ولكننا نسأل الله أن يفرج الكرب والضيق عن القدس"، داعياً أهالي القدس إلى الوقوف جميعاً وقفة رجل واحد من أجل إعمار المسجد الأقصى المبارك.. ـ