خالد المجالي-عمّان
الجزيرة نت - 12/3/2019
"الكتابة بالضوء" هذا هو المعنى الحرفي لكلمة "فوتوغراف" اللاتينية، وهو ما تطبقه احترافيا المصورة الأردنية المبدعة سهى أبو لبن، فصورها الفوتوغرافية تشبه قصيدة مكتوبة بالضوء وبحس جمالي مرهف.
سهى من أنجح المصورات المحترفات بالعالم العربي، وهي الوحيدة بالمملكة التي اقتحمت محاور فوتوغرافية كانت حكرا على المصورين الرجال وأثبتت جدارتها في ذلك، ومنها التصوير الجوي من الطائرات الشراعية والعسكرية، إضافة لإبداعها في حقول ومحاور فوتوغرافية أخرى كتصوير الطبيعة والحيوانات الأليفة منها والمفترسة والتصوير السياحي والرياضي والمفاهيمي وغيرها من المجالات.
درست أبو لبن إدارة الأعمال لكنها قررت احتراف التصوير الفوتوغرافي عام 2012، فحققت نجاحا هائلا خلال سنوات قليلة.
وشاركت بمعارض عالمية ومنها معرض الاتحاد الدولي للتصوير (FIAP) بالولايات المتحدة وتعد المشاركة الأردنية الأولى، وهي تحاضر وتنظم ورشات عمل بالتصوير الفوتوغرافي، وحازت على العديد من التكريمات المحلية والعالمية، كما أنها عضو فخري بنادي الطيران الشراعي الأردني.
توظيف الخيال
"فخورة جدا بتجربتي في التصوير الجوي كوني أول إمرأة تمنح تصريحا في الأردن لذلك النوع من التصوير "هذا ما قالته أبو لبن في حديثها للجزيرة نت.
وأضافت: التصوير الجوي مدهش للغاية، في صورة واحدة تلتقط آلاف التفاصيل، بالنسبة لي مغامرة تستحق العناء وأتمنى الاستمرار فيها، كذلك فأنا الفنانة الوحيدة في الأردن التي خاضت مجال التصوير المفاهيمي، وهو شكل إبداعي من التصوير الحر يعتمد على خيال وثقافة المصور فيه ويفتح باب التأويلات العديدة لمعنى الصورة أمام المشاهد أو الملتقي، وهو من أصعب محاور التصوير إذ يحمل رسائل فكرية ليس من السهل إدراكها وفهمها، وغالبا ما يطرح قضايا إنسانية عميقة.
رفض الصور النمطية
وتؤكد أبو لبن أنها ترفض تكريس الصور النمطية عن المرأة في المجتمع العربي بوصفها مضطهدة دائما ومنكسرة تعاني من التهميش ومحدودة الأفق.
وتضيف "أهتم بقضايا الإنسان، ويسعدني أن أوثق إنجازات المرأة في بلادي سواء في الرياضة والثقافة والفنون وكافة المجالات، نحن أيضا لدينا جوانب حضارية مشرقة يجب توثيقها وتقديمها للعالم، وقد لاقيت دعما معنويا كبيرا في مشروعي الفوتوغرافي هذا سواء من الأهل أو الأصدقاء".
التصوير مثابرة
وحول المشهد الفوتوغرافي الأردني ومساهمة المرأة، توضح أبو لبن أن الأردن فيه مصورون جيدون لكن كل منهم متخصص في مجال معين وغير معني بالتصوير الشامل، أما منجزات المرأة الأردنية في مجال التصوير الضوئي فترى أنها مازالت ضعيفة ومحدودة للغاية وينقصها المثابرة، فالتصوير عمل يحتاج إلى جدية ومثابرة وتصميم ووضع أهداف محددة لتحقيقها، وهذا ما قامت به.
أول صورة احترافية لأبو لبن التقطتها لربيع الأردن، واختارتها وزارة الثقافة صورة غلاف لكتاب مصور حول جماليات الربيع الأردني.
هذا ما شجعها على المضي في ذلك المضمار، فقررت الانضمام لفرق مغامرات ورحلات خرجت من خلالها بحصيلة فوتوغرافية كبيرة،
وعن أبرز ذكرياتها تقول "لا يمكن أن أنسى مغامراتي الفوتوغرافية في وادي عربة الصحراوي جنوب الأردن وفي محمية ضانا، وكان من رحلاتي المميزة مدينة البتراء التاريخية ومنطقة المغطس بوادي الأردن، هذا طبعا عدا رحلاتي الجوية كوني المصورة الرسمية لنادي الطيران الشراعي الأردني".
هكذا وبجهد استثنائي وجرأة بالغة خطت أبو لبن لها طريقا في ذلك الحقل الجمالي والإنساني متحدية كل الصعاب، فحققت ذاتها الإبداعية وأثبتت جدارة المرأة وقدرتها على خوض شتى الميادين الإبداعية منها والمهنية.