تبلغ مساحة أراضي البلدة (39901) دونماً تتوزع بين الجبل والسهل، وتمتاز بخصوبة التربة التي تتنوع بين التربة البيضاء، والتربة الحمراء، وأراضها خصبة، والأمطار الموسمية يصل معدلها إلى (580)ملم في السنة تقريباً، ولسهل عرابة الخصيب شهرة واسعة، فهو ينتج الغلال الشتوية من الحبوب المختلفة كالقمح والشعير والعدس والبرسيم والذرة والسمسم، كما ينتج المحاصيل الصيفية التي تعتمد على مياه الأمطار كالخضراوات على أنواعها، مثل: البندورة والكوسا والبامية والفقوس والخيار والبصل والشمام والملفوف والفلفل والملوخية...، ويمتد سهل عرابه من شرق إلى غرب، أي من (قباطية) و(مثلث الشهداء) وحتى (برقين) شرقاً ويمتد نحو الغرب بمحاذاة (كفرقود) و(كفيرت) و(عرابه) حتى يصل إلى (يعبد) غرباً، ويشارك أهل القرى والبلدات المذكورة في استملاك وزراعة جزء كبير من سهل عرابة، ولتوفر المياه الجوفية (الآبار الارتوازي) في منطقة قباطية وبرقين فإن السكان يزرعون محصولين في السنة الواحدة، وخاصة في البيوت البلاستيكية (الدفيئات) التي أصبحت منظراً مألوفاً للغادي والرائح عبر سهل عرابة، وهو يعدّ من السهول الداخلية الخصبة الناتج من ترسبات التربة (الطميّ) حيث يحاط بسلسلة من الجبال العالية، ويفصله عن عرابة أرض جبلية وعرة. أما ما ينتجه هذا السهل من غلال كالحبوب والخضراوات فيصدر إلى الأسواق الداخلية كجنين ونابلس وطولكرم، وقليل منه يصدر إلى الأسواق الخارجية كالأردن.
أما المساحة العظمى من أراضي عرابة فهي جبلية وعرة ولكنها ذات تربة خصبة، تغطيها أشجار الزيتون المباركة، وأشجار اللوز والتين والعنب، وتنتج أيضاً المحاصيل الشتوية كالفول والعدس والشعير والبرسيم، ناهيك عن مئات الأنواع من النباتات والأعشاب البرية، كشجر البلوط والصنوبر والسريس..، وأعشاب كالزعتر والطّيّون والخافور والأقحوان وشقائق النعمان والعوينة والعجرم والشومر البري والخرفيش واللوف والعكّوب...، ومنها ما هو طبيّ يستفيد منه الأهالي في معالجة بعض الأمراض. أما شجرة الزيتون التي تمتد فوق تلالها وجبالها كبساط أخضر، فهي مورد اقتصادي مهم للسكان، وقد ازداد اهتمام الفلاحين بزراعة هذه الشجرة المباركة في الآونة الأخيرة لتغطي معظم أراضي البلدة، فحسب إحصاءات عام 1941م كان في عرابة 337 دونماً مزروعة بأشجار الزيتون ولكن الرقم تضاعف الآن ليصبح بآلاف الدونمات، حيث تنتج عرابه مئات الأطنان من زيت الزيتون سنوياً، ويصدر الفائض منه إلى الأسواق الداخلية والخارجية كالأردن ودول الخليج
أما تربية الماشية فقد أخذت تتقلص شيئاً فشيئاً نتيجة عدم توفر مراعٍ كافية للرعي، إثر استصلاح تلك الأراضي وزراعتها بأشجار الزيتون، ونتيجة توجه السكان إلى مهنٍ أخرى، وبعض الفلاحين اتجه نحو تربية الأبقار في مزارع خاصة لإنتاج اللحم والحليب ومشتقاته، وآخرون أخذوا يهتمون بتربية الدجاج (اللاحم) لإنتاج اللحم و(الدجاج البيّاض) لإنتاج البيض، ولدعم الإنتاج تمّ تأسيس (جمعية مربي الثروة الحيوانية).
أما الحركة التجارية فقد تطورت في البلدة تطوراً ملحوظاً، حيث انتشرت المحلات التجارية وتوزعت في أحيائها وشوارعها، كالبقالات (بالمفرق والجملة) ،ومحلات الملابس والأحذية، ومحلات مواد البناء ،ومحلات قطع غيار السيارات ،والصيدليات ،ومحطات بيع المحروقات، ومكتبات القرطاسية... ولعرابة علاقات تجارية واسعة مع قرى وبلدات الجوار والمدن القريبة، فهي تصدر ما يفيض عن حاجتها من منتجات زراعية وصناعية، وتستورد ما تحتاجه من خلال حركة تجارية دائبة، ليصبح التبادل التجاري مصدراً مهماً لدخل سكان البلدة.
أما الصناعة فقد تبلورت مظاهرها بشكل جليّ، وخاصة بعد توفر الخدمات الرئيسة كالكهرباء والمياه وشبكات الطرق، ففي عرابة مصنعان لتصنيع الأعلاف وهو يغطي حاجة مربي الأغنام والأبقار والدواجن في المنطقة وخارجها، ومصنع للشيبس، ومحلات الحدادة التي ينتج بعضها الآلات الزراعية كـ (الترلات، والحمّالات، والمحاريث الزراعية، وتنكات المياه)، وتوجد محلات النجارة، ومحلات الألمنيوم، ومناشير الحجر والرخام (الشايش)، ومحلات تصليح السيارات (الميكانيك وكهرباءالسيارات والتجليس والبناشر).كما يوجد في عرابة معاصر الزيتون الحديثة ذات التقنية العالية.
أما في مجال العمل في المؤسسات والدوائر المختلفة فهناك عددٌ كبير من أبناء عرابة يعملون موظفين في المؤسسات والدوائر الحكومية المختلفة كالتعليم والصحة والأمن والزراعة والبلديات والجامعات..، وفي المؤسسات الأهلية، وكان لارتفاع نسبة التعليم الجامعي أثر بارز في ذلك، وكثير من هؤلاء الجامعيين يعملون في المهجر في الأردن وسوريا ودول الخليج العربي وعلى امتداد الأرض، وهم رافدٌ مهم في تطور الحركة الاقتصادية في عرابة.