جيش الانقاذ
يقول ابو أبو رياض: " جيش الإنقاذ أجا علينا من كل البلاد، سوريا، اليمن ومصر. بس لما أجا جيش الإنقاذ، كثير عانينا منه، لإنه كل يوم صار بدهِن حطب، ميّ، أكل، أواعي وفراش للنوم، أهل البلد صاروا يتمردوا على جيش الإنقاذ، فقام الجيش حبس بعض الختيارية عنا بالبلد لليلة كاملة، كان بينهم إبراهيم الأشقر، توفيق الخوري، مبدّا حنا، شيبان سبيت، خليل أخوي وخالي خليل أبو فخري (خليل أسعد طعمة)، حبسوهن حتى يجبروا أهل البلد تتعاون معهم.
أنا كنت أطلع حراسة مع بعض الشباب حوالي البلد، كنا نحرس من المغرب لنص الليل ودورية ثانية من نص الليل للصبح. وقتها كان عمري حوالي 14 سنة، كنت أطلع حراسة أنا ومجيد داوود ومعنا اثنين يمنيّة من جيش الإنقاذ. كان عنا بالبلد لجنة حراسة، وكانت توزع الشباب على الحراسة مع جيش الإنقاذ. سلاحنا ما كان سلاح أبداً، كان معنا بارودة مصدّية، يمكن تضرب فشكة ويمكن تلصّم وتبطل تضرب. الله يساعد العرب ( بيضحك ). جيش الإنقاذ كان ينام بمعسكر الجيش بين تربيخا وبلدنا بأرض اسمها كرم عضاض. هذا المعسكر كان للإنجليز، ولمّا طلعوا الإنجليز العرب أخذته .
بذكر حادثة صارت قدامي، لما جيش الإنقاذ اتهم جريس حزبون من عكا إنه جاسوس لليهود وقرر يعدمه. أخذوه على المعسكر، عصبوا له عينيه، علّقوه على شجرة زيتون وشنقوه . أهل البلد هجمت تتفرج على الإعدام وأنا كنت بينهم. وهم يشنقوه انقطع الحبل، فأنا صرخت وقلت: بريء بريء. وهجمت على جريس وقمت الحطّة عن عينيه. قام واحد من جيش الإنقاذ حطّ البارودة بظهري وقال لي: اسّا بقوّسك وعاودوا علقوة مرة ثاني بالحبل وشنقوة ومات. كانوا كثير ظالمين، ويتهموا الناس بالباطل، لا قانون ولا ضمير".