10 سنوات مرت على تأسيس "المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية"– "هوية"، كانت مليئة بالأفكار والبرامج والمشاريع التي تخصّ العائلة والبلدات الفلسطينية، الأمر الذي مكنها من التواصل والتنسيق وجمع شتات العائلات الفلسطينية في الداخل والخارج.
"هوية" لم تكتف بالعمل في حدود الدول العربية، فحسب، بل وصلت إلى الدول اللاتينية أيضًا، وذلك بهدف التعاون معهم في عملية حفظ الذاكرة الفلسطينية ونقلها من جيل إلى جيل في سبيل خدمة مشروع عودتهم إلى بلداتهم الأصلية في فلسطين والعيش فيها بحرية وكرامة.
قدورة: نعمل من أجل تحقيق عودتنا
مدير عام مشروع "هوية"، ياسر قدورة، قال "تأسست مؤسسة هوية من خلال مبادرة أشرف عليها مجموعة من الأشخاص، للعمل ضمن إطار حق العودة، وبعد جولة حوار ونقاش، توصلنا إلى فكرة العائلة الفلسطينية والتي تحمل أبعادًا عدّة، كون العائلة مستهدفة، وهي نواة الشعب الفلسطيني، لذلك نركز في حملتنا على الانسان الفلسطيني، لأننا نرى أنّ الاهتمام بالعائلة، والعمل على تماسكها ووحدتها يعزز من صمود الشعب الفلسطيني".
وأضاف قدورة في حديثه مع "قدس برس"، "نركز على حق العودة وتحقيقه، وتنميته لدى الشباب الفلسطيني من خلال العمل على الحصول على الرواية الفلسطينية كاملة، فنقدم لهم معلومات عن وطنهم وبلداتهم وأصولهم وأجدادهم، عبر جمع شجرة العائلة الفلسطينية، وتقديم الرواية الشفهية من كبار السن، التي كنّا قد وثقناها".
وتابع: "كذلك اهتممنا بتأمين الصورة والوثيقة كي ندعم روايتنا بالشواهد والأدلة، وبذلك يحصل الشاب الفلسطيني على روايته وكل ما جرى معه ومع عائلته منذ النكبة وحتى اليوم".
وحول أنشطة مؤسسة "هوية"، فأوضح قدورة، "ما نقوم به جهد كبير، ولكن حتى ننتجه بشكل جيد ومقبول، فإننا قمنا حتى الآن بتدريب ما يقارب من 400 شاب وشابة، للعمل على توثيق شجرة العائلات الفلسطينية والحصول على الصور والأدلة والوثائق المطلوبة".
وأضاف: "كذلك من أحد أهم أنشطتنا يوم القرية الفلسطينية وهو يوم جامع، نقوم فيه بجمع كل المواد المتعلق بقرية معينة من صور ووثائق ومقابلات ومن ثمّ نقوم بعرضها من خلال أفلام ونشاطات فندعو الكبار والصغار لحضور هذا اليوم، حيث حقق هذا المشهد تفاعلًا كبيرًا في صفوف اللاجئين الفلسطينيين".
أما فيما يخصّ طموح مؤسسة هوية، فعلّق قدورة، "نحرص للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من أبناء شعبنا الفلسطيني، ونحاول تغطية معظم العائلات الفلسطينية، كي نحفظ حق أبناء شعبنا وأن يحصل التواصل بين بقية أبناء شعبنا على رغم شتاتنا".
أهداف ومشروع:
ووفقًا لمؤسسة هوية، فإنّ تخصصها بالعائلة الفلسطينية، يأتي انطلاقاً من القناعة بأن المشروع الصهيوني كان يستهدف الإنسان بنفس الدرجة التي استهدف بها الأرض في فلسطين، حيث عمل جاهدًا على الترويج لنظريته (أرض بلا شعب) وعمل جاهداً لفرض روايته بأن الفلسطينيين ليسوا أبناء هذه الأرض وأنهم خرجوا منها طوعاً عام 1948.
وتعمل "هوية" ضمن عدد من الأهداف المرجوّة، وهي: التوثيق، وتوفير الرواية المتكاملة المدعومة بالشواهد والوثائق لكل فرد فلسطيني للمطالبة بحقه في فلسطين. فالذاكرة الشفوية، وشجرة العائلة، والصورة والوثيقة كلها أدوات لخدمة الرواية الفلسطينية التي يحملها أي فرد أو أي عائلة.
برامج هوية:
أما فيما يتعلق ببرامجها، فإنها تعمل على ما يسمى ببرنامج الذاكرة الشفوية، وهو برنامج يقوم على تسجيل روايات شهود النكبة بالصوت والصورة، حيث وثقت هوية قرابة 1000 مقابلة معظمها من سوريا ولبنان والأردن، بالإضافة إلى بعض المقابلات من أماكن أخرى.
كذلك تعمل هوية، على جمع شجرة العائلة الفلسطينية، بحيث أنها جمعت أكثر من 6 آلاف شجرة عائلة منتشرة في القارات الخمس، بالإضافة إلى برنامج خاص يدعى بنك الصور، وهو برنامج يقوم على جمع الصور القديمة والحديثة للبلدات والعائلات الفلسطينية وقد تجاوز عدد الصور المضافة لموقع هوية 27 ألف صورة، 21 ألفًا منها تتناول العائلات والأفراد و6 آلاف صورة للمدن والقرى الفلسطينية.
هذا بالإضافة إلى الدورات التدريبية، وهو برنامج يستهدف فئة الشباب بالدرجة الأولى، ويقدم دورات تدريبية سريعة على التوثيق للعائلة والبلدة الفلسطينية، ويتضمن تعريفاً بعلم الأنساب وأهميته وضرورة الاستفادة منه في البعد الوطني، وعدداً من قواعد العمل ومصادر المعلومات.
كذلك ركزت هوية في أنشطتها وفعالياتها، على تنظيم الفعاليات التي تخدم فكرتها بشكل مباشر فكان التركيز على تنظيم الملتقيات مع جمعيات وروابط القرى بشكل سنوي، كما شاركت في الكثير من المعارض بهدف التعريف بالبلدات الفلسطينية وخاصة القرى المهدمة، وحرصت على أن تفرد مساحة للشباب كي يشاركوا في بناء شجرة عائلتهم بشكل مبسط وسريع.
تحديات وإنجازات:
أما أبرز التحديات التي تواجهها هوية، فهو التعاطي مع العائلة الفلسطينية المنتشرة في مساحات جغرافية واسعة ومتباعدة وفي ظروف وبيئات متعددة، ثم جاءت أحداث سوريا التي أدت إلى تهجير عشرات آلاف العائلات الفلسطينية، وتبعها موجة هجرة جديدة لعائلات فلسطينية كثيرة من لبنان، الأمر الذي زاد من صعوبة الإحاطة بملف العائلة الفلسطينية بالعموم.
هذا وتقدم هوية وبمناسبة 10 سنوات على تأسيسها، نسختها الجديدة من الموقع الالكتروني، والذي يمكّن المستخدم من الوصول إلى المعلومة بشكل أسهل وأسرع سواء فيما يتعلق بشجرات العائلات أو الصور والأفلام.
أما العلامة الفارقة فكانت إطلاق قسم الوثائق، ويتضمن آلاف الوثائق المصنّفة بحسب العائلات والبلدات وتشمل وثائق من مثل وثائق الزواج وبطاقات هوية وطلبات الحصول على الجنسية وأخرى بسجلات المعلمين، وهي وثائق تم جمعها من العائلات أو استخراجها من أرشيفات عدة أفرجت عن بعض ما لديها من وثائق تاريخية.