المحتوى |
طمون
تقع طمون في الشمال الشرقي من مدينة نابلس وعلى مسافة 23كم منها وتبعد عن طريق نابلس – طوباس- ثلاثة كيلومترات وترتفع عن سطح البحر 370 مترا، تبلغ مساحة طمون العمرانية 6286 دونما ومساحة اراضيها 98080 دونما وتمتد حتى نهر الاردن شرقا، ويبلغ عدد سكانها 12 الف نسمة، وان طمون يتراوح عمرها مبين 500 – 600 عام.
يعتمد اهالي طمون منذ القدم على تربية الاغنام والابقار ويجنون منها ارباحا وفيرة فيصنعون من البانها الجبن والسمن ويستفيدون من صوفها في صنع المفارش، وهي كالبسط تصلح للفرش في البيوت, وعرفت طمون ايضا بصناعة بيوت الشعر والاكياس والحبال ويقدر عدد ما لدى اهالي طمون من اغنام بنحو (30,000) راس ومن البقر نحو (2000) راس ومورد رزق اهالي طمون الثاني ياتيهم عن طريق الزراعة فيزرعون القمح والشعير والعدس والسمسم والفول والذرة وقليلا من الخضراوات بسبب الاعتماد الكلي على مياه الامطار, واما اشجارها فهي قليلة مثل الزيتون واللوز المزروع في مساحات قليلة.
ومن السهول التابعة لبلدة طمون:
سهل البقيعة ويقع الى الشمال الشرقي لمدينة نابلس على مساحة خطية لاتتجاوز 18 كم والى الجنوب الشرقي عن البلدة وهو مفتوح على غور الاردن من جهة الجنوب الشرقي يقدر طول السهل 8,5كم ومتوسط عرضه 2,5-3 كم
وكان في طمون سنة 1922م (1345) فردا بلغوا في عام 1931 م(1599) منهم 788 ذكرا و811 انثى وجميعهم مسلمون, لهم 316 بيتا وفي نيسان من عام 1945 م قدروا ب (2070) نسمة وفي عام 1961 م بلغ عدد سكان طمون 2593 شخصا منهم 1208 من الذكور و1385 من الاناث، اما الآن فيقدر عدد اهالي البلدة بنحو اثنا عشر الف نسمة في احصائيات عام 1987
قصة من بلدي
(أبو جلده)
سمعنا، في طفولتنا بإسم "أبو جلدة" وكان يأتي على السنة أمهاتنا تماما كما الأساطير والحواديث وما ان يذكر حتى يشيع في نفوسنا الرهبة، ومن سنوات حاولت البحث في بطون الكتب وفي مجلدات الصحف الصادرة بالقاهرة في المرحلة التي عاشها " ابو جلدة" ذلك البطل الشعبي الذي لم يأخذ حقه في الدراسة والتاريخ، فعثرت على سطور تسجل الاحداث وتروي الوقائع ولكنها لا تشفي الغليل وبدأت في محاولة لكتابة رواية تعطي الرجل حقه وتضعه في موضعه الصحيح، وتقدم الأحداث التي مرت بوطني آنذاك ومواجهته للاحتلال البريطاني وتصديه لقوى بريطانيا العظمى.
وحكاية "ابو جلدة" تبدأ منذ اواخر العهد العثماني، كنيته "ابو جلده" واسمه احمد المحمود من قرية طمون بدأ حياته حمالا في ميناء حيفا ثم اصبح رئيسا للحمالين وفي ايام الحرب العالمية الأولى طلبت الحكومة العثمانية ابنه للخدمة العسكرية فأبى تسليمه لهم لأنه وحيده، والقانون لا يسمح بتجنيد وحيد ابويه ولكن الحكومة أصرت على طلبها فأعلن ابو جلده العصيان واعتصم بجبال الخليل ونابلس، وأعلن الحرب على الجيش العثماني وقتل الكثير من رجاله وبعد ان خرج الأتراك والألمان من فلسطين وسوريا.
عاد "ابو جلده" الى قريته وفضّل العمل في الزراعة فنشأ نزاع بينه وبين اقاربه على الارض انتهى بقتل ثلاثة منهم فحكمت الحكومة عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة ولكنه لم يلبث في سجنه طويلا، اذ بحث السجانون عنه فلم يجدوه وطلبنته الحكومة فلم تعثر له على أثر وبدأت تتوارد الاخبار عن هجماته ومعاركه، وقد سجلت صحيفة "لو" الفرنسية عنه آنذاك قائلة: "ان شهرة "أبو جلده" تجاوزت حدود ما احرزه مفتي فلسطين الأكبر وأصبح معروفا اكثر من مدير الهجرة والجوازات المستر "جامسون" والقارئ العربي المتوسط الذي هو اقرب إلى الأمية لا يريد إلا سماع بطولة "أبو جلده" وما تقوم به عصابته من أعمال، وأصبح "أبو جلده" أشبه بلصوص كورسيكا في استعصاء القبض عليهم وتجنبهم إراقة الدماء وإزعاج الآمنين فهو موجود في كل مكان وليس له مكان فبينما تقول عنه البيانات الرسمية انه ظهر في الشمال وارتكب كذا وكذا من الأعمال وصال وجال في قمم الجبال وسطوحها، إذا به يظهر فجأة قرب البحر الميت ويوقع ببعض السياح البريطانيين ويسلب مالهم ومتاعهم ثم يشاهده المسافرون على مقربة من غزة حيث يوقف سيارة موظفين إنجليز ويأخذ ا يملكونه وبعد ذلك بقليل يسمع أهالي بئر السبع انه وصل إليهم واجتاز الصحراء التي تفصل فلسطين عن قناة السويس.
بمثل هذا كانت ترسم صورة "أبو جلده" في الصحف الأجنبية وقد صورته حكومة داخل الحكومة يصدر البلاغات الرسمية وتنشرها الصحف وفيها بيانات عن مواجهاته للحكومة البريطانية وتحديه لرجالها والهزء بهم والرد على أي من التهم التي تنسبها إليه الحكومة من أعمال غير مشرفة داحضا افتراءها ومكذبا لمزاعمها.
وقد نشرت له صحيفة "الجامعة الإسلامية" يوما نداء حارا يدعو فيه لمقاومة حكومة الانتداب والتصدي لها، وكان يذهب إلى أكثر من ذلك فيسهم في الاكتتابات التي تفتح لمقاصد وطنية أو إنسانية وكان شعار "أبو جلده" (طرد الإنجليز) وعندما عجزت حكومة بريطانيا في الوصول إليه استقدمت كلاب من "سكوتلاند يارد" ثمن الكلب آنذاك ألف جنيه إسترليني وأجرته في الشهر خمسون جنيه إسترليني وقد ذهبت الكلاب تتبع أثره فقتل أكثرها وغرمت الحكومة البريطانية ثمنها ودفعته إلى دائرة الأمن العام في لندن.
حاول الإنجليز أن يدسوا له السم باتفاق مع إحدى نسائه ولكنه اكتشف ذلك فأرغمها على أن تأكل من الطعام وعندما رأى عليها بوادر التسمم وتأكد من خيانتها اخرج مسدسه وقتلها.
وعندما وقع "أبو جلده" بحيلة التآمر في يد الإنجليز وحكم عليه بالإعدام شنقا سار إلى المشنقة رافعا رأسه مكبرا كأنه ليس بذاهب إلى مشنقة الموت.
قوافل الشهداء
لم تكن طمون يوما خارج نطاق دائرة التضحيات وأعمال المقاومة الجهادية الباسلة، بل كانت وستبقى شعلة متعددة بما تضم من رجال عقدوا العزم على الجهاد والمقاومة والنضال، منذ أن وطأت قدم المحتلين الصهاينة ارض فلسطين، ومن قبلها سلطة الانتداب البريطاني الغاصب فقد كان لهذه البلدة الريادة في التحدي والصمود فقدمت الشهداء والمنفين، حتى أصبحت تقض مضجع الصهاينة, وجعل من أولويات مخططاتهم الشيطانية معرفة حقيقة هذه البلدة، وحل لغز روح الصمود الدائم عند أهلها رغم الحصار والتجويع، واستمرارية عطائها المتواصل والتحدي المعلن لرفض الاحتلال، فلم تترك سبيلا للنيل من عزيمة شرفائها ومجاهديها منذ الانتفاضة الأولى إلى الانتفاضة الثانية المباركة انتفاضة الأقصى العظيمة .
فقدمت هذه البلد ألوادعة باقة من الزهور اليافعة وهذه الباقة…
|
Preview Target CNT Web Content Id |
|