وقع د. أيمن جابر حمودة، مساء أول أمس، كتاب «لكي لا ننسى بيت دجن يافا»، في مركز الحسين الثقافي، بحضور عدد كبير من أهالي بلدة بيت دجن الفلسطينية، بعضهم ممن تركوها على إثر النكبة، والبعض الآخر ممن تردد اسم البلدة على مسامعهم، منذ الصغر، ولم يستطيعوا رؤيتها.
وقالت مقدمة الحفل، د. مقبولة حمودة، إن الكتاب يعَدُّ «مرجعاً للأجيال الحالية والقادمة، عن البلدة الفلسطينية، التي تقع قرب يافا».
وقُدم، خلال حفل توقيع الكتاب، الذي يرصد ريعه لصالح جمعية بيت دجن الخيرية، فيلم وثائقي صغير عرض ذكريات بعض أهالي بيت دجن، عن بلدتهم، وكيف اضطروا لتركها، ومجيء أغلبهم إلى عمّان».
رئيس الجمعية، فؤاد ماضي، تحدث عن تاريخ بيت دجن، الذي يعود إلى حوالي أربعة آلاف سنة، وذكر كيف أبى أهل البلدة بيع أي شبر منها، وقت الاحتلال. واشتمل الحفل، أيضاً، على «حوارية شباب بيت دجن»، قدمها كل من: أحمد خالد، وأمل ارشيد، وعكست الحوارية مناظرة بين شاب وفتاة حول دور الشباب في استرجاع الأرض والتمسك بها، وانتهت باتفاقهما على أهمية العمل، معاً، من أجل هذه الهدف، والالتزام بتحقيقه.
من جهته بين د. أيمن حمودة، في كلمته، أن جهد إنتاج الكتاب هو جهد جماعي شارك فيه حوالي 160 شخصاً، مشيراً إلى أن تاريخ بيت دجن تاريخ طويل لن يحيط به أحد في 400 صفحة. وأشار حمودة إلى الكيفية التي تمت بها جمع معلومات الكتاب، وتوثيقها، ومراجعتها، والتأكد منها، وتدقيقها، وكيف تم رسم الخرائط، مبيناً أن فريق العمل، الذي وصل عدده إلى أكثر من مئة شخص عملوا ـ على مدار عامين من الزمن ـ ثم استعرض أبواب الكتاب المختلفة. وفي نهاية الحفل تم إعلان يوم 27 حزيران، من كل عام، يوم لقاء متجدد لأهالي بيت دجن.
يوثِق الكتاب لجوانب عدة لهذه البلدة الفلسطينية، التي شرِد أهلها منها سنة 1948، مع باقي القرى والبلدات والمدن الفلسطينية. ويروي المؤلف، من خلال شهادات لستين من رجال البلدة ونسائها، الذين ولدوا فيها قبل سنة 1948، أو الذين زاروها بعد النكبة، تاريخ بيت دجن ونضال أهلها ومقاوتهم للانتداب والعصابات الصهيونية، التي اعتادت الاعتداء على بيت دجن وأهلها. كما يسهب الكتاب في توثيق تاريخ البلدة القديم، الذي يعود إلى الكنعانيين، في الألف الرابعة، قبل الميلاد، واتصال هذا التاريخ بشكل متسلسل إلى يوم النكبة مرورا، بأمم وشعوب تميزت بالعمارة والتقدم والازدهار، إلى أن تعرضت لاعتداء ممنهج على أيدي القوات الاسرائيلية، في السنوات التي تلت النكبة.
وخصصت أبواب منفصلة من الكتاب للبحث في جغرافية البلدة، ورسم خرائط مفصلة لحاراتها، ووصف بيارات البرتقال الدجنية، التي كانت تصدر إنتاجها العالي الجودة إلى أوروبا، ومدارس البلدة، والعادات الاجتماعية لأهلها، وأغاني أعراسها، إضافة إلى معلومات عن الثوب الدجني الشهير، الذي يعرض حالياً في متاحف عدة؛ في الأردن، ودول أخرى في أوروبا وأميركا.
ويأمل المؤلف، من خلال عمله، الذي استغرق إنجازه عامين من البحث والتحقق، وبمساعدة فريق عمل كبير، أن يحذو حذوه شبان آخرون بتوثيق تاريخ قرى وبلدات أخرى تعرضت للتطهير الكلي على أيدي العصابات الصهيونية، سنة النكبة، ويسهموا، بالتالي، في حفظ الذاكرة الفلسطينية.
المصدر: جريدة الدستور الاردنية