الحياة الاقتصادية :
سكان زرنوقا يعتمدون في كسب رزقهم على الزراعة ، وهي المهنة الأساس في القرية كما يمارسون التجارة والصناعات التقليدية المحدودة،
الزراعات:
كانت جملة الأراضي المزروعة من أراضي القرية من طرف سكانها العرب نحو 5640 دونم من جملة أراضيها البالغة نحو 7545 دونم حسب إحصاء عام 1944- 1945م .
كانت الزراعة عماد اقتصاد القرية ولاسيما زراعة الفاكهة والحمضيات وكانت الحمضيات وسواها من الأشجار المثمرة تحيط بزنوقة من الجهات كلها وتروى بمياه الآبار ، وكانت الأشجار أكثر عددا في الشمال والشمال الغربي حيث حُفرت الآبار . وفي 1944- 1945 كان ما مجموعه 2070 دونما مخصصا للحمضيات والموز و 2266 دونما للحبوب و 1189 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين
وأجرة العامل اليومية قرشان ويحصل العامل ممن هو من غير أصحاب الأرض من داخل القرية أو من خارجها أو من مصر خاصة على "الكروة" وهي كومة شعير أو قمح متوسط الحجم تماثل أجرة العمل النقدية.
والبيارات تحيط بالبلد من الشرق من جهة مستوطنة رحبوت حتى الغرب والجنوب الغربي من البرتقال لشكري أبو عمر من بيت الفاروقي وهو ليس من زرنوقة ، وكانوا يزرعون الخضار والحبوب وقصب السكر، وفستق العبيد تحت شجر البرتقال و البازيلاء، والفول وهو بمثابة سماد للأرض كما يقول الحاج يوسف البربار، كما يزرعون المشمش والخوخ والزيتون لكنه ليس كثيراً لأن المعاصر تتركز في المناطق ذات الإنتاج الزيتوني الغزير وأقرب المعاصر كانت في الرملة.
تقول الحاجة آمنة داود: كنا نزرع البرتقال والقريفوت والبلنسية والمندلينا وعندنا عشر دونمات نزرع فيها القمح والبطيخ والخضار والباذنجان ونزرع البازيلاء بين الشجر.
وفي موسم الحمضيات الشتوي يقوم معظم الأهالي من ذوي الأملاك بتضمين بياراتهم وبساتينهم المزروعة بالحمضيات لتجار كبار من يافا وغيرها، حيث يقومون بجني الحمضيات ونقلها مقابل مبالغ يتم الاتفاق عليها، كما يذهب بعض الإنتاج إلى مصانع المستوطنات القريبة وإلى سوق القرية.
وعن العمالة المصرية يقول الحاج يوسف البربار: العمال المصريون كثيرون ويعملون في القرية في تسميد الأرض لأنه عمل مرهق قبل شهر نيسان وعمال لقص الحمضيات وتشذيبه ونقل صناديق البرتقال وتغليفه وتبطين صناديقه بصناديق تتسع ل120 حبة أو 180 حبة وكان التجار يتضمّنون البيارة على الزهر وعلى مسؤوليته بحيث يكون ربع الإنتاج لصاحب البيارة ويقوم الضمّان ومعظمهم تجار كبار من خارج القرية بتصدير الباقي وترتيب العمالة ، ويبدأ القطاف في تشرين الثاني وحتى أواخر شباط تبدأ البلنسية ومردودها كبير ، وكان هؤلاء يبيتون في البواكي والبيارات وملحقات الدور حيث لا توجد بيوت للإيجار أو فنادق.
كان يقام في زرنوقة سوق أسبوعية في كل يوم سبت كانت بضائع التجار من يافا واللد والرملة تسوق فيها، ( ومن يبنا والقبية كما في شهادة الحاج يوسف البربار وأكثر التجار من الرملة كانوا يأتون بالأحذية ويبيعون النحل على "جحوش" ويبيعون الزيت من معاصر الرملة) كما يبيع أهل القرية فيها منتجات القرية الزراعية، كما يباع في هذه السوق المتاع الشخصي والأثاث والدواجن ... .
وكان نظام البيع بالفلوس الإنجليزية أو بنظام المقايضة، حيث يمكن مثلاً شراء الشاي والزيوت بالبيض والدواجن إذا تماثلت القيمة .
وبعضهم يعمل في تجارة التجزئة عبر المحلات والدكاكين والبقالات وكانوا يبيعون فيها الحبوب والشاي والزيوت والأقمشة .
وكان الأهالي ولاسيما في البيارات يسيّجون بيوتهم بالصبر (التين الشوكي) ويزرعون الحيشان وساحات الدور الواسعة بأشجار التوت ونباتات الفلفل والبقدونس والنعناع وبعض أنواع النباتات العطرية والزهور ....
وكان في القرية طواحين لطحن الحبوب منها طاحونة لعائلة الحمارنة.
وكان معظم إنتاج القرية الزراعي يباع داخل القرية ولكن قدراً كبيراً من الحمضيات تشتريه المستوطنات المحيطة بزرنوقا حيث كان يوجد مصانع للعصير والتعليب منها مصنع "سيزر" للعصير .
وقد ازدهرت الحياة الاقتصادية في زرنوقا والقرى المحيطة بها في أوائل الأربعينات نتيجة نمو الحياة الزراعية وإنتاج الغلال الاستراتيجية، وساعد قرب زرنوقا من المستوطنات القديمة والتي تطورت فيها الحياة الصناعية والبحثية على سرعة هذا الازدهار.
المصدر: الدكتور اسامة الاشقر
كتاب زرناقة جنة الليمون والبرتقال