كانت القرية تنتشر على تل كبير ناشئ من جبل في الجهة الشمالية لوادي الصرار الذي كان يعبره خط سكة الحديد الواصل بين القدس ويافا. وكانت طريق فرعية تصل القرية بطريق عام يفضي إلى القدس. ولعل اسمها المشتق من الولوج يشير إلى المدخل الطبيعي بين الجبال الذي كانت طرق الموصلات تلجه. في سنة 1596 كانت الولجة قرية في ناحية القدس ( لواء القدس)، وعدد سكانها 655 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون والفاكهة, بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل وكروم العنب. في سنة 1850 كانت الولجة موطن آل درويش ذوي القوة والنفوذ الذين كانوا يسيطرون على منطقة بني حسن وقراها العشر الأخرى. وفي تشرين الثاني نوفمبر 1853، لحق بالقرية أضرار من جراء القتال بين آل درويش ومنافسهم في النفوذ آل لحام المسيطرين على المنطقة الواقعة إلى الجنوب من القرية. في أواخر القرن التاسع عشر وصفت الولجة بأنها قرية (وافية الحجم)، مبنية بالحجارة ومستقرة في ثلمة من سفح تل. وكان سكانها يعنون بساتين الخضروات في و هدة تستقي من مسيل ماء يجري شمالي القرية وكانوا يستنبتون الكرمة وشجر الزيتون. وكانت القرية تتزود بالمياه من خمس مجموعات ينابيع تتدفق في الجوار.
كانت منازل القرية مبنية بالحجارة والطوب والأسمنت، ومتجمهرة بعضها قرب بعض بحيث لا يفصل بينها إلا أزقة ضيفة متلوية. في أواخر فترة الانتداب، كانت القرية توسعت توسعا ملحوظا فقد بنيت منازل جديدة إلى الشمال الشرقي من وسط القرية، كما إلى الجنوب الشرقي منه. وكان سكان الولجة من المسلمين ويصلون في مسجد يعرف بمسجد الأربعين. وكان في القرية دكاكين عدة. ومدرسة ابتدائية وكانت المقالع القريبة من القرية مصدرا لحجارة البناء المميزة لمنطقة القدس. وكانت الآبار كثيرة في أنحاء القرية ولا سيما في الأجزاء الجنوبية من أراضيها وكان معظم غلال القرية يروى بمياه هذه الآبار والينابيع، غير أن بعض الغلال كان بعليا. وكانت الحبوب تزرع على المنحدرات. وكان شجر الزيتون مصدرا لأهم الغلال الزراعية التي تنتجها القرية. في 1944 1945, كان ما مجموعه 6205 من الدونمات مخصصا للحبوب و2136 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا (إقتباس من كتاب كي لا ننسى للدكتور وليد الخالدي).
هاجمت الكتيبة الثامنة من لواء عتسيوني الولجة ليلة 21 تشرين الأول أكتوبر 1948 واحتلتها. وكان الهجوم جزءا من عملية ههار ( أنظر علار قضاء القدس). وذكر تقرير لوكالة إسوشييتد برس، في 20 تشرين الأول أكتوبر، أن القوات المصرية والإسرائيلية المتمركزة جنوبي غربي القدس ( ما زالت مشتبكة في قتال ضار منذ خمسة أيام). وجاء في الرواية ( أن المعركة بدأت بهجوم إسرائيلي واسع النطاق على قريتي الولجة وشرفات اللتين يسيطر المصريون عليهما... عندما حاولت ثلاث كتائب إسرائيلية تطويق المصريين في بيت لحم وبيت جالا...)، وكان هؤلاء عبارة عن مقاتلين مصريين غير نظاميين يقاتلون إلى جانب المجاهدين الفلسطينيين.
إلا إن احتلال الولجة هذا لم يدم طويلا. فقد ذكرت صحيفة (نيورك تايمز) في تقرير بتاريخ 20 تشرين الأول أكتوبر أن الإسرائيليين طردوا من القرية بعد هجمات عربية مضادة ناجحة. ويعزز( تاريخ حرب الاستقلال) هذه الرواية، إذا يذكر أن القرية سلمت لاحقا إلى إسرائيل بمقتضى شروط اتفاقية الهدنة التي وقعت مع الأردن في 3 نيسان أبريل 1949. وقد دخل الجيش الإسرائيلي القرية، فضلا عن ثلاث قرى أخرى في منطقة القدس (بيت صفاف وبتير والقبو) في الأسابيع التي عقبت توقيع الاتفاقية.
القرية اليوم
لا يزال بعض المنازل الحجرية قائما في موقع القرية، أما سوى ذلك فالموقع مغطى بأنقاض الحجارة وكذلك بشجر اللوز النابت على المصاطب الغربية للقرية وإلى الشمال منها. ولا يزال الماء يتدفق من بنية حجرية أسمنتية مبنية فوق نبع يقع في واد إلى الغرب من الموقع. ويمر خط هدنة 1948 بالمناطق الجنوبية من أراضي القرية. وقد أقامت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) مآوى للاجئين ومدرسة ابتدائية على الأرض التي باتت جزءا من الضفة الغربية. وثمة شاهد حجري أيضا على ضريح امرأة من سكان القرية، اسمها- وهو فاطمة ظاهر عليه مقروء، أما نسبتها فمطموس غير مقروء. ويستعمل موقع القرية منتزها للإسرائيليين, وإلى الشمال منه يقع الآن منتزه كندا الإسرائيلي.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
أنشئت متسعمرة عمينداف (163128) على أراضي القرية في سنة 1950.