لحمامة كانت أهمية اقتصادية أيضًا لكبر مساحة الأراضي الزراعية التابعة لها حيث كانت الأكبر بين قرى المنطقة الساحلية من ناحية عدد السكان وملكية الأراضي الزراعية وكان لعنب حمامة شهرة في فلسطين. وتعود أهمية حمامة الزراعية أيضًا لأنها تمتد وسط منطقة يزرع فيها الحمضيات والعنب والتين والزيتون والمشمش واللوز والجميز والبطيخ ومختلف أنواع الخضار والحبوب، وبسبب ملائمة المناخ لزراعة الحمضيات في حمامة فقد اهتم أهاليها بزراعة الحمضيات أو ببساتين البرتقال التي كانوا يطلقون على مفردها "بيارة" وجمعها بيارات. وحتى عام 1948م كان أهالي حمامة يملكون ما ينيف عن عشرين بيارة برتقال. كانت الزراعة تشتمل أيضًا على الأشجار الحرجية التي زرعت لتثبيت الرمال والحد من زحفها. وتجدر الإشارة إلى أن مساحات واسعة من الكثبان الرملية (البرص) كانت تمتد شمالي حمامة بين وادي أبطح ووادي صقرير أو سكرير. وكون حمامة كانت تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ولكبر عدد سكانها فقد كان قطاع لا يستهان به من أهلها يعملون بصيد السمك.
كان يتخذ مخطط بيوت حمامة شكل النجمة بسبب امتداد العمران على طول الطرق التي كانت تصل قلبها بالقرى والبلاد المجاورة. ويظهر نموها العمراني واضحا في اتجاه الشمال والشمال الغربي. وقد بلغت مساحتها في أواخر عهد الانتداب البريطاني مائة وسبع وستين دونما (العمران)، وبلغت مساحة الأراضي التابعة لها نحو 41366 دونما. حيث أن قرية حمامة تعتبر من البلدات المصنفة بكثرة سكانها عن باقي قرى الساحل الفلسطيني، وكان في النية تحويل مجلسها القروي إلى مجلس بلدي لتصبح مدينة لا قرية، لولا تغير الظروف وحدوث نكبة 1948م. فقد وصل عدد سكان حمامه عام 1922م إلى 2731 نسمة، وفي عام 1931م بلغ عدد السكان 3401 نسمة منهم 1684 ذكور، 1717 إناث، كانوا يقطنون في 865 منزلا. وفي عام 1945م وصل عدد السكان إلى 5070 نسمة منهم 5010 عربًا و 60 يهودًا. وفي عام 1948م بلغ عدد سكان حمامه 5812 نسمة. وفي عام 2000م يقدر إجمالي عدد أنسال سكان حمامة بما يقارب 60000 بافتراض أن العدد قد تضاعف على أقل تقدير عشر مرات منذ عام 1948م. هذا، و كانت بلدة حمامة عبارة عن حارتين رئيسيتين أو جزئين يكونان بيوت البلدة، الحارة الغربية والحارة الشرقية. وسميت هكذا لأن الوادي كان يفصلها، وكان عبارة عن مجرى لمياه الأمطار التي كانت تمر في هذا الوادي قادمة من جهة مدينة المجدل في الجنوب كما أشرنا. كان الوادي يمتلئ بالمياه في فصل الشتاء وإذا كانت الأمطار غزيرة كان يعيق سير الناس ودوابهم لساعات أو يوم أو لعدة أيام خصوصًا وأنه كان يحد من تنقل السكان من الحارة الغربية إلى الحارة الشرقية أو العكس. كانت الحارة الشرقية هي الأقدم أو أساس البلدة، وكان فيها بشكل لافت للنظر الأسواق، وفي منتصف البلدة تقريبًا كان يقع مسجد أبو عرقوب، وهو اسم لأحد الصالحين القدامى الذين عاشوا في تلك الأنحاء والذي تحول ضريحه إلى مسجد يحمل اسمه. أما الحارة الغربية أو الجزء الآخر من البلدة، فقد كانت تعتدي بيوتها قليلا على خط الرمال القريب من شاطئ البحر، وكانت الأحدث تقريبًا في عمر البناء.
كانت توجد مدرسة ابتدائية للبنين وأخرى للبنات في بلدة حمامة، وكانت تقع على طرف البلدة من جهة الشمال الغربي أو كذلك. وكانت مبنية من الآجر والاسمنت والحجارة بعكس غالبية بيوت البلدة المبنية من الطين اللبن المخلوط بالقصل لتقويته، والقصل هو التبن الخشن الذي كان يحصل عليه الناس عادة بعد درس المحاصيل الزراعية وهو ما كانوا يستعملونه أساسا لغذاء مواشيهم، هذا عدا بعض البيوت والسرايات التي بنيت من الاسمنت والحجارة والبازلت.