الخليل 15-12-2020 وفا- صلاح طميزي
بمساحة لا تقل عن ٣٠ مترا، يجسد الفنان التشكيلي يوسف كتلو، جدارياته في بلدة دورا جنوب غرب الخليل.. جدارية تلو الأخرى: من جدارية الحلم الفلسطيني، الى جدارية محمود درويش، وغسان كنفاني، وجدارية عيون سارة، وللشهيدين باجس أبو عطوان، ويوسف العواودة.. جميعها جداريات تحمل رسائل فنية ووطنية لمن يعاصرونها وللأجيال القادمة ايضا.
الفنان كتلو، يكرس جل وقته لجدارياته الفنية الضخمة، مستلهما افكارها من الأرض التي يعشقها، وتخليدا لسيرة شهيد، أو قصة لاجئ أو حكاية أديب، أو مدافع عن القضية الفلسطينية.
يقول كتلو: "عشقت الفن منذ طفولتي، وتطورت موهبتي في سجون الاحتلال. الفن فسحة في مسيرة نضال طويلة، مستعينا بريشتي ومرسمي وأدوات الحفر والنحت التي تعبر عن عشقي لفلسطين ومناضليها الذين كان لهم أثرا كبيرا في رسالتي الفنية تكريما لتضحياتهم وفكرهم".
كتلو الذي يحمل شهادة الماجستير بالفنون الجميلة من جامعة لاهاي في هولندا، بعد أن درس علم الجمال في سجون الاحتلال واكمل دراسته بين أحضان الطبيعة وجامعات الوطن، شارك في معارض محلية ليمثل الفن الفلسطيني، ودشن العديد من اللوحات والجداريات في مناطق مختلفة من دول العالم، غير أنه ركز على بلدته ومسقط رأسه دورا، التي دشن فيها جداريات تمتد على مساحة كيلو متر واحد.
وتحدث كتلو عن أهمية الفن التشكيلي والجداريات التي يصنعها من الحجر الصلب الأصم، بمساعدة مهندسين وطواقم مهرة، لما له من أهمية في نقل رسالة فنية جميلة لجميع الزائرين والسياح، ويقول: الفن يحمل مضامين اوسع من اللغة، كما وأن النقوش والحجارة تبقى خالدة كنوع من الفن أكثر من الرسومات المائية والورقية التي عادة ما تكون حكرا داخل منزل احد الأثرياء، أو في زوايا أو بعض الأماكن الخاصة بهواة الفن وغيرهم.
وتكلف الجدارية الواحدة للفنان كتلو ما بين 20 - 25 الف دولار.
ومن اجمل الجداريات التي شيدها في بلدة دورا، جدارية الحلم الفلسطيني، التي تتحدث عن بلدته بتاريخها وامتدادها الكنعاني، وجدارية الشاعر محمود درويش، وجداريات لمن ارتقوا شهداء من أبناء بلدته
"الجداريات مهما اختلفت مساحتها او مسمياتها، ستبقى شاهدة لقصص وصمود وتضحيات الشهداء والأسرى والأدباء والشعراء وسير العظماء من أبناء شعبنا الذين يعانون من الظلم والقهر اليومي في طريق حريتهم واستقلالهم والخلاص من الاحتلال." قال كتلو، الذي ثمن لأصدقائه وابناء مجتمعه مساندته والمساهمة في الحفاظ على الإرث التاريخي والوطني.