1.ديرسنيد وأحداث التاريخ:
· ديرسنيد في العهد الأيوبي.
· ديرسنيد في عهد المماليك.
· ديرسنيد في عهد العثمانيين.
· ديرسنيد في عهد الإنتداب البريطاني.
2. المقاومة الوطنية في ديرسنيد.
3. مشاريع التقسيم وموقع قرية دير سنيد منها.
4. ديرسنيد عشية النكبة.
5.المستعمرات التي أقامها اليهود بالقرب من قرية ديرسنيد.
ديرسنيد وأحداث التاريخ
· ديرسنيد في عهد الأيوبيين:
بعد وفاة صلاح الدين في 4 آذار 1193م أي بعد ستة أشهر فقط من توقيع صلح الرملة دب النزاع والشقاق بين خلفاء صلاح الدين ودخلوا في صراعات دموية وتحالف بعضهم مع الصليبيين ضد بعض وعرضوا عليهم بيت المقدس أكثر من مرة مقابل أن ينتصر سلطان الشام على سلطان مصر أو العكس، وعقد الكامل مع فردريك الثاني إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة صلح يافا في 18/2/1229م لمدة عشر سنوات وتنازل له عن القدس وبيت لحم وبتين وهونين وصيدا مع شريط من الأرض من القدس يخترق اللد وينتهي عند يافا فضلا عن الناصرة وغرب الجليل على أن يكون الحرم بما فيه الصخرة والمسجد الأقصى بأيدي المسلمين، وهكذا استولى الصليبيون على القدس الأمر الذي أثار المسلمين غير أن الناصر داوود وصاحب الأردن إنتهز فرصة إنتهاء مدة الصلح وتحصين الصليبين للقدس واستولى على المدينة عام 1239م، لكن الصالح إسماعيل صاحب دمشق سلمها للصليبين عام 1240م بعد أن طلب مساعدتهم له ضد صاحب مصر الصالح نجم الدين أيوب هذا فضلاً عن تسليمهم عسقلان وقلعة شقيف وقلعة صفد وصيدا وطبريا وجبل عامل والساحل وقد أثار هذا التصرف سخط المسلمين وخاصة جند الشام والخوارزمية الذين جاءوا لمساعدة نجم الدين أيوب في قوة من عشرة آلاف مقاتل وحرر طبريا ونابلس والقدس في 23/8/1244م وبذلك عادت القدس نهائياً إلى أيادي المسلمين، وظلت تحتفظ بهويتها العربية الإسلامية حتى دخلها الإنجليز في 10/12/1917م. وبعد تحرير القدس توجه الخوارزمية لمساعدة الصالح أيوب في معركة هربيا في 17/10/1244م والتي يعتبرها المؤرخون حطين الثانية نظراً لانتصار الصالح أيوب الساحق على التحالف الصليبي-الإسماعيلي الذي كان يجمع الصالح إسماعيل ملك دمشق بسبب الحقد السياسي و التناحر على السلطة وصاحب حمص وأمير الكرك الناصر داوود وأمراء صور وتبنين ويافا وأنطاكية وطرابلس الصليبين وأساقفة الرملة، وبعد معركة هربيا عادت قرية ديرسنيد و الساحل الفلسطيني إلى سلطة الدولة الأيوبية، ونظراً للمكانة المقدسة لفلسطين وإقتداءً بسنة الرسول الذي أوقف أرض الخليل على الصحابي تميم الداري قبل الفتح الإسلامي أوقف الأيوبيون مساحات شاسعة من أراضي فلسطين لصالح الأعمال الخيرية، وقد كانت قرية ديرسنيد من بين عدد من القرى التي أوقفت لصالح دور العلم والأعمال الخيرية.
· ديرسنيد في عهد المماليك:
بعد انتصار المماليك على المغول في معركة عين جالوت عام1260م قام السلطان الظاهر بيبرس بتقسيم أراضي الممالك السورية على هيئة إقطاعيات ومراعي للقبائل التركمانية والقادة الذين ساعدوه على النصر وحفظ الأمن وتطوير المدن الساحلية والجبلية وتشجيع الزراعة وزيادة أراضي الوقف لصيانة الأماكن المقدسة والمرافق الحيوية والمؤسسات الاجتماعية والثقافية وطرق المواصلات، فأوقف أراضي ديرسنيد على خدمة المدرسة الحنفية، كما جعلها محطة من محطات البريد بين القاهرة ودمشق لتزويد موظفي البريد والمسافرين والتجار وخيولهم بالماء والغذاء و العلف بالإضافة إلى الراحة والمأوى.
· ديرسنيد في عهد العثمانيين 1516م-1917م:
في القرن الخامس عشر الميلادي نشطت حركة الكشوف البحرية الكبرى التي قام بها الإسبان والبرتغاليون والتي كان من نتائجها اكتشاف سواحل القارات وطرق ملاحية لم تكن معروفة من قبل وأهمها رأس الرجاء الصالح، الأمر الذي أدى إلى تحويل التجارة العالمية عن الطرق المصرية والشامية والعراقية إلى طريق رأس الرجاء الصالح مما أصاب حركة التجارة في دولة المماليك بالكساد وهو ما أدى إلى إضعاف هذه الدولة في الوقت الذي كانت فيه قوة جديدة تبرز وهي قوة الدولة العثمانية وخاصة في عهد السلطان سليم الأول الذي جعل الدولة العثمانية بشكيمته الحديدية تقف على قوائمها الخلفية وتنتصر على المماليك في معركة مرج دابق شمال مدينة حلب عام1516م ومعركة الريدانية شرق القاهرة عام1517م ويقضي على دولة المماليك ويضم الشام ومصر للإمبراطورية العثمانية، وهكذا أصبحت سوريه من جبال طوروس في الشمال إلى العريش في الجنوب ولاية عثمانية واحدة تحت حكم الوالي جابردي الغزالي، ثم قسمت بعد ذلك إلى ثلاث ولايات هي حلب وطرابلس وسوريا(دمشق)، ثم إلى أربع ولايات بعد أن أمر السلطان أحمد الثاني عام1624م بتكوين ولاية صيدا التي شملت بيروت و وصيدا وصور وعكا وصفد وذلك بعد رسالة البابا بولس الخامس إلى فخر الدين المعني التي يحرضه فيها على الدولة العثمانية وشق الصف العربي الإسلامي والمسيحي في الدولة،وقد قسمت كل ولاية إلى ألوية وكل لواء إلى سناجق وكل سنجق إلى إقطاعيات عسكرية هي الخاص والزعامة والتيمارت، وقد قامت الولايات بتوزيع هذه الإقطاعيات على العسكريين وفقاً لمكانتهم ورتبتهم، أما بالنسبة لسنجق القدس التابع لولاية سورية فقد ارتبط بالباب العالي بالأستانة مباشرةً حتى يشرف بنفسه عليه ويعمل على منع التغلغل الصهيوني و الهجرة اليهودية إلى القدس، ويصدر القرارات التي تحميها مثل تحديد فترة الإقامة للزوار اليهود للأراضي المقدسة بواحد وثلاثين يوماً ويعين الموظفين المخلصين حتى لا يقعوا فريسة للقناصل الأجانب (كان الباب العالي في تلك الفترة يحمل لقب حامي حمى الحرمين وثاني المسجدين وأولى القبلتين)، وظهر خلال فترة الحكم العثماني طبقة الباشاوات والأغوات والبكوات والأفندية الذين ابتدعوا من الوسائل وخاصة نظام الالتزام ما كان يرغم الفلاح أو مالك الأرض على رهن الأرض أو بعض منها كي يستطيع تسديد ما فرض عليه من ضرائب، وعندما يعجز تنزع منه أرضه، وقد كانت غزة ومن ضمنها قرية ديرسنيد في تلك الفترة من الإقطاعيات الكبيرة أي الخاص وتنقسم إلى سبع زعاماتات و 105 تيمارتات تحت حكم مصطفى باشا عبد المعين جد أسرة آل رضوان الذي منحه السلطان سليم الأول حكم سنجق غزة وراثياً عام1560م ثم خضعت لحكم الأمير فخر الدين المعني منذ عام1624م ثم حكم ضاهر العمر في الفترة من 1733م-1775م، ثم حكم أحمد باشا الجزار في الفترة من 1775م- 1799م، وفي عهده قرر نابليون مهاجمة بلاد الشام لاستباق الخطر العثماني في استرداد مصر، واحتلال طريق التجارة إلى الهند، وإقامة دولة يهودية تراها فرنسا وتكون عازلة بين مصر والدولة العثمانية، فاستولى على غزة في 25/2/1799م وحاول الاستعانة بنفوذ اليهود السياسي والمالي ووجه لهم نداء في 4/4/1799م للتحالف معه ونصرته في مهمته مقابل أن يجعل منهم ورثة فلسطين الشرعيين، ولذلك يعتبره بعض المؤرخين الصهيوني الأول، ولكنه هزم أمام أسوار عكا ورجع إلى مصر يجر أذيال الخيبة وهو يقول (دفنت أمالي تحت أسوار عكا)، وبهزيمة نابليون تعززت مكانة الجزار وزاد استبداده، وبعد موته خلفه سليمان باشا الذي حكم حتى 1819م ثم خلفه عبد الله باشا الذي ثار عليه أهالي فلسطين لشدة استبداده وخلافه مع باشا دمشق فلجأ إلى والي مصر محمد علي يطلب منه المساعدة فأرسل حملة بقيادة ابنه إبراهيم باشا احتلت الشام في الفترة من 1831م-1840م حتى أجبر على الانسحاب من الشام بعد مؤتمر لندن عام1840م لتعود سوريا إلى الدولة العثمانية وقد تحولت غزة إلى قائمقامية حتى عام1917م وهو العام الذي دخلت فيه القوات البريطانية إلى فلسطين أثناء الحرب العالمية الأولى.
وفي الأخير وفي نظرة موضوعية تتطابق معرفياً مع الواقع، للحقيقة و التاريخ لا بد من كلمة تقال وهي أنه يتوجب على كل باحث أو مؤرخ يتناول تاريخ الدولة العثمانية في البلاد العربية أن يفرق بين عهدين:
-عهد الإمبراطورية العثمانية التي كانت تحكم بالإسلام الذي يحقق التوازن بين عنصري الأمة الأتراك والعرب ويحقق المساواة بينهما في الحقوق والواجبات والمسئوليات، وهو ما يتضح من خلال موقف السلطان عبد الحميد الثاني الذي حكم في الفترة من 1876م-1909م في عصر يعتبر من أسوء عصور الانحطاط والانحلال والأزمات الداخلية والخارجية، والذي رفض عرض هرتسل بتسديد ديون الدولة العثمانية مقابل السماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين وقال له: (إن فلسطين ليست ملك يميني، إنها ملك جميع المسلمين، ولئن يعمل المبضع في جسدي أهون عليَ من أن أرى شبراً يقتطع من أرض فلسطين). وقد دفع السلطان عرشه ثمن موقفه هذا عندما انقلبت عليه جماعة الإتحاد والترقي(جون تورك) ودخل عليه الحاخام اليهودي ناعوم وقال له:(قم يا عبد الحميد ودع عرشك وأخرج من قصرك)، وقد أصبح ناعوم هذا سفير تركيا الكمالية في واشنطن.
-أما العهد الثاني فهو عهد جماعة الإتحاد والترقي التي تأسست في نفس العام الذي تأسست فيه الحركة الصهيونيةعام1897م في مدينة جنيف بسويسرا، ومعهم يهود الدونمة الذين كانوا يحملون فكرة القومية الطورانية ويعملون على تتريك شعوب الإمبراطورية وقد عانى الأتراك والعرب والإسلام منهم وليس العرب وحدهم.
-وهذه قائمة بأسماء الذين خدموا في الجيش العثماني من أهالي ديرسنيد وهم:
1.مصطفى علي حجازي: ضابط ومدرب في معسكر تدريب الجيش العثماني في جبال القدس وقد شارك في معارك وادي الحسي في 8/11/1917م.
2. أحمد عثمان حجازي: وقد شارك في معارك وادي الحسي في 8/11/1917م.
3. مصطفى محمد أبو القمصان: شارك في معارك سفر برلك ولم يعد.
4. محمد محمود مصطفى أبو القمصان: شارك في معارك سفر برلك ولم يعد.
5. محمد مطر: شارك في معارك وادي الحسي في 8/11/1917م.
6. محمود حسين مسعود: شارك في معارك وادي الحسي في 8/11/1917م.
7. عوض عطاالله: شارك في معارك وادي الحسي في 8/11/1917م.
8. الحاج عوض حجازي: شارك في معارك وادي الحسي في 8/11/1917م.
9.رمضان مصطفى سالم صبح شارك في معارك الإمبراطورية في العراق وفي معارك وادي الحسي في 8/11/1917م.
· ديرسنيد في عهد الإنتداب البريطاني:
استولى البريطانيون على فرية ديرسنيد بعد هزيمة العثمانيين في معركة وادي الحسي في 8/11/1917م,أي بعد صدور تصريح بلفور في 2/11/1917م بستة أيام وهو التصريح الذي قال عنه حاييم وايزمن (ذهبت أنا واللورد روتشيلد والسير رونالد وقابلنا بلفور وقلنا له:حان الوقت لتعلن بريطانيا كلمتها الأخيرة فوعد أن يفعل ذلك,وطلب مني أن أكتب البيان الذي يجب أن تذيعه الحكومة البريطانية بخط يدي,وفعلا قمت بذلك وسلمت البيان في 18/7/1917م,وعندما اجتمعت الوزارة أنتظر النتيجة ,وكان أول من خرج الكولونيل هاوس الذي صاح باسما دكتور وايزمن (المولود صبي)أما بلفور فقد قال بعد أن كتب التصريح بخط يده (إنه أعظم عمل عمله في حياته)
وبعد احتلال القدس في كانون أول 1918م أي بعد صدور التصريح (لم تكن قد احتلت فلسطين بعد) ,وضعت فلسطين تحت الحكم العسكري البريطاني ثم تحت الإنتداب بعد مؤتمر سان ريمو 19-25/4/1920م.حيث تم تعيين السير هربرت صموئيل مندوبا ساميا في فلسطين وهو يهودي بريطاني قال عنه حاييم وايزمن (أن صموئيل نتاج يهوديتنا ونحن الذين عيناه مندوبا ساميا) كما قال عنه دافيد بن غوريون(انه اليهودي الصالح وأن تعينه مندوباً سامياً في فلسطين كان خطوة لتنفيذ تصريح بلفور).
أما هو فقد قال عن نفسه (كنت اليهودي الأول الذي احتل مقعد في الوزارة البريطانية، وقد سنحت لي الفرصة الآن لتنفيذ أماني الشعب اليهودي القديمة وإعادة إنشاء دولة يهودية في فلسطين بمساعدة بريطانيا، وقد دشن عهده بوضع مئات القوانين التي تحدد نشاط العرب وتمنع تصدير إنتاجهم الزراعي وخاصة الحمضيات مما أدى إلى كساد التجارة العربية وجعل الفلاحين يرزحون تحت وطأة الديون بالإضافة إلى زيادة الضرائب والرسوم على الواردات التي تنتج مثيلتها مصانع اليهود لتشجيع وحماية مصانع اليهود مثل مصنع ينشر للإسمنت ومصنع شيمن للزيوت النباتية ومصانع النسيج, كل ذلك كان بقصد حمل العرب لبيع أراضيهم لسداد ديونهم واللجوء إلى استهلاك إنتاج المصانع اليهودية,كما استخدم جميع سلطاته لتنفيذ المخططات الصهيونية وخاصة في مجال تغير القوانين العثمانية الاستعاضة عنها بقوانين جديدة يضفي الشرعية على عمليات انتقال الأرض إلى اليهود ,كما نظم إدارة البلاد على أساس استعماري وأسند رئاسة الدوائر والوظائف العليا إلى اليهود رغم قلة عددهم أو للإنجليز الصهاينة حتى أصبحوا يشكلون أربع أضعاف الموظفين العرب مع العلم أن عدد العرب في فلسطين يساوي 93% بالإضافة إلى كونهم أصحاب البلاد الأصليين كما أعلن اللغة العبرية لغة رسمية إلى جانب العربية و الإنجليزية، وترك للجنة التنفيذية الصهيونية(الوكالة اليهودية) أن تستقل بإدارة المعارف اليهودية في حين جعل إدارة المعارف العربية بيد الإنجليزية وكتب على النقود والطوابع باللغة العبرية أرض إسرائيل، وأقفل المصرف العثماني الذي كان يقرض المزارعين الفلسطينيين مما جعلهم يقعوا فريسة للمرابين اليهود, ومنح امتياز توليد الكهرباء من نهر الأردن وحوضه وروافده ونهر اليرموك ونهر العوجا وبحيرة طبريا لمدة سبعين عاما, ودون أن يسمح للفلسطينيين بتنوير أي مدينة أو قرية أو باستعمال محركات كهربائية للمعامل والمصانع والمؤسسات إلا بإذن من صاحب الامتياز اليهودي الروسي روتنبرغ, كما منحهم امتياز شركة البوتاس الفلسطينية وامتياز تجفيف مستنقعات الحولة. ولم يقتصر دور بريطانيا على ذلك بل إنها سهلت لليهود شراء (400.000) دونما من أراضي مرج بن عامر من غير الفلسطينيين, مما أدى إلى إجلاء (900) عائلة فلسطينية من المزارعين والمستأجرين, وكذلك سهلت لليهود الاستيلاء على أراضي وادي الحوارث,كما قامت بحل اللجنة العربية العليا في 1/10/1937م ونفت خمسة زعماء فلسطينيين إلى جزيرة موريشيوس وأمرت بإلقاء القبض على الحاج أمين الحسيني مما اضطره إلى مغادرة فلسطين سرا إلى لبنان. وأخيرا أعلنت بريطانيا أن الإنتداب في فلسطين غير قابل للتنفيذ من الناحية العملية, وإن الالتزامات المقطوعة للعرب واليهود غير قابلة للتنفيذ أيضا ولذلك انسحبت في 14/5/1948م بعد أن:
1.أدخلت أكثر من نصف يهودي إلى فلسطين.
2.ساعدت في إنشاء القوات اليهودية.
3.سلمت للعصابات الصهيونية الأراضي والمدن والقرى والمراكز الإستراتيجية والمناطق الجبلية والموانئ والمطارات ومعسكرات الجيش والأسلحة والذخائر حتى تضمن انتصار اليهود على العرب الذين نكلت بهم لمدة أكثر من ربع قرن.
المقاومة الوطنية في فلسطين
نتيجة لتسارع الأحداث على الساحة الفلسطينية بشكل خطير،وتحويل الجماعة اليهودية (الييشوف) إلى دولة داخل الدولة , وارتفاع عدد اليهود وزيادة انتقال الأراضي, ظهرت بوادر مقاومة الفلاحين الفلسطينيين للأطماع اليهودية على شكل احتجاجات لسلطة العثمانية, وكان الاحتجاج الأول هو الاحتجاج الذي قدمه عدد من وجهاء القدس إلى الحكومة المركزية في إسطنبول وطلبوا فيه فرض قيود على الهجرة اليهودية إلى فلسطين, والعمل على منع انتقال الأرض أليهم, وقد استجابة الحكومة العثمانية وأصدرت الوثيقة الحمراء التي حددت بأن لا تتجاوز مدة إقامة اليهود في فلسطين أكثر من ثلاث أشهر, ثم تطورت هذه الاحتجاجات إلى مقاومة شعبية غير منظمة عام 1886م وذلك عندما هاجم الفلاحون في الخضيرة وملبس اليهود, وهكذا إنتقل الفلاحون الفلسطينيون من مرحلة بدأ الوعي إلى مرحلة المقاومة الشعبية, ولكن في إنتفاضات محلية قصيرة المدى, مثل
إنتفاضة يافا في 16/3/1908م وإنتفاضة القدس في 4/4/1920م وإنتفاضة يافا الثانية في 1/5/1921م, ومظاهرة 1925م ضد زيارة بلفور إلى القدس لإفتتاح الجامعة العبرية جنبا إلى جنب مع حاييم وايزمن وأحمد لطفي السيد رئيس جامعة فؤاد الأول (القاهرة فيما بعد) والذي يلقبه مفكري الأنظمة بإسم أستاذ الجيل, والذي للأسف لم يتراجع عن قراره في الإشترك, في إفتتاح الجامعة العبرية مع بلفور وايزمن رغم إرتفاع الأصوات العربية في فلسطين وسورية ولبنان والأردن والعراق ومصر وغيرها من الأقطار العربية التي طالبته بعدم المشاركة, ومظاهرات تأييد الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش 1925م-1927م, وإنتفاضة القدس ويافا في 13/10/1933م, وثورة 1935م (ثورة القسام) التي مع الأسف لم يتسع نطاقها ولم يطل زمانها وقضي عليها بإستشهاد الشيخ عزالدين القسام في أحراش بلدة يعبد في 20/11/1935م, لكنها شكلت ظاهرة جديدة في النضال الفلسطيني بالإنتقال من مرحلة المقاومة الشعبية إلى مرحلة الثورة المسلحة, لذلك ونظرا لطابع هذه الإنتفاضات المحلي وقصير المدى لم يشارك أهالي ديرسنيد والقرى والمدن الصغرى فيها, لكنهم أدركوا أن الطريق الوحيد الذي يمكن أن يشكل حاجزا أمام التوسع الصهيوني والانحياز البريطاني هو العصيان المدني والثورة المسلحة, لذلك أعلنت يافا الإضراب في 19/4/1936م وقد شاركت ديرسنيد كغيرها من قرى ومدن وعشائر فلسطين في هذا الإضراب بالعصيان المدني والإمتناع عن دفع الضرائب وقاطعت المحاكم والدوائر الحكومية, والامتثال لنداء قيادة الإضراب بارتداء الكوفية والعقال, وبعد أن اجتمع قادة الأحزاب الستة وشكلوا القيادة الوطنية في 25/4/1936م وأعلنوا الثورة في 7/5/1936م شارك أهالي ديرسنيد في هذه الثورة بالرجال والمال والسلاح وقاموا بتدمير خط السكة الحديد في القرية لمنع وصول القوات البريطانية إلى مناطق الثوار, وقطع الإمداد والتموين عن الجيش البريطاني والمستعمرات اليهودية, ومن الذين شاركوا في تدمير خط السكة الحديد من أهالي ديرسنيد. عبد اللطيف عثمان حجازي, على عثمان حجازي, فارس حجازي أبوالقمصان, عبد القادر جادالله, على جادالله, محمود مصطفى صبح, سعيد الصليبي, رجب الصليبي وعبد الحميد أبو نصر. وذلك تحت إشراف وتوجيه المختار مصطفى على حجازي الذي كان يقف فوق سطح منزله الواقع شرق خط السكة الحديد في شمال القرية وهو يحمل في يده فانوس وأحمد عثمان حجازي الذي كان يقف فوق سطح منزله في وسط القرية وهو يحمل في يده فانوس ومدير محطة ديرسنيد محمد أحمد المغربي الذي كان يقف فوق سطح المحطة في جنوب شرق القرية وهو يحمل في يده فانوس أيضا وذلك لمراقبة خط السكة الحديد من جهتي الشمال باتجاه المجدل والجنوب باتجاه غزة وتحذير الرجال أثناء قيامهم بتدمير الخط ليلا في حال وصول قوات بريطانية من المجدل أو غزة،لكن عندما لم تستطع بريطانيا القضاء على الثورة لجأت إلى الدول العربية لمساعدتها في إنهاء الإضراب والثورة، واستجاب حكام اليمن والعراق وشرق الأردن وأصدروا نداءً إلى الشعب الفلسطيني في 8/10/1936م دعوا فيه إلى إنهاء الإضراب العام والثورة، وتحت ضغط الصعوبات الاقتصادية والمخاطر العسكرية والوساطة العربية استجابت اللجنة العربية العليا إلى نداء الملوك والأمراء العرب في 11/10/1936م، وغادر فوز الدين القاوقجي ورجاله فلسطين إلى شرق الأردن في 15/10/1936م، ولكن ذلك لم يكن أكثر من استراحة المحارب بالنسبة لشعب فلسطين، وفرصة للاستعداد لضرب الحركة الوطنية الفلسطينية بالنسبة لبريطانيا، واشتعلت الثورة من جديد في 7/7/ 1937م بعد تقرير اللورد بيل وفي 26/9/1937م بعد اغتيال حاكم لواء الجليل المستر أندروس لويس وحارسه ماكوين، وتذرعت بريطانيا بذلك لضرب الحركة الوطنية الفلسطينية وأمرت بحل اللجان القومية والمجلس الإسلامي الأعلى ووضعت يدها على الأوقاف الإسلامية وشددت الرقابة على الصحف، وحلت اللجنة العربية العليا في 1/10/1937م وألقت القبض على خمسة من زعمائها ونفتهم إلى جزيرة موريشوس وعزلت الحاج أمين الحسيني من جميع مناصبه في المجلس الإسلامي و اللجنة العربية والأوقاف و الإفتاء وحاولت القبض عليه ولكنه استطاع أن يفلت من الحصار واللجوء إلى لبنان سراً، وفرضت الحكم العسكري على البلاد في 22/10/1937م، لكن الثورة استمرت حتى تلبدت سماء العالم بغيوم الحرب العالمية الثانية واضطرت بريطانيا كالعادة إلى كسب تأييد العرب وأصدر وزير المستعمرات مالكوم ماكدونالد الكتاب الأبيض الثالث في 17/5/1939م الذي أكد فيه عزم بريطانيا على عدم إقامة دولة يهودية في فلسطين، وقيام دولة يتقاسم العرب واليهود فيها السلطة بما يحقق مصالح الطرفين وتحديد الهجرة بعشرة آلاف سنوياً لمدة خمسة سنوات بالإضافة إلى خمسة وعشرين ألف يسمح لهم بالدخول فوراً ثم تتوقف الهجرة إلا بموافقة العرب على أن لا تزيد نسبة اليهود عن ثلث السكان، ورغم أن العرب واليهود رفضوا هذا الكتاب، إلا أن صدوره بالإضافة إلى سياسة القبضة الحديدية والمراوغة البريطانية أدت إلى تأجيل هبوب العاصفة القادمة من فلسطين ضد بريطانيا و العصابات الصهيونية إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية.
فارس حجازي
أحد المناضلين الذين قاموا بتدمير خط السكة الحديد في محطة دير سنيد
تنفيذاً لقرار القيادة الوطنية في القدس
مشاريع التقسيم وموقع دير سنيد
رغم أن الفلسطينيون كانوا يشكلون الأغلبية الساحقة في فلسطين وبالإضافة إلى كونهم أصحاب البلاد الأصليين، إلا أن بريطانيا و الولايات المتحدة وأوروبا والإتحاد السوفيتي وعصبة الأمم وهيئة الأمم انحازوا إلى جانب أقلية من الغزاة الأجانب الذين تسللوا إلى البلاد بمساعدة حكومة الإنتداب في ست موجات.
1-الموجة الأولى: في الفترة من 1822م إلى 1903م وقد بلغ عدد أفرادها 25ألف مهاجر معظمهم من دول أوروبا الشرقية.
2-الموجة الثانية: في الفترة من 1904م إلى 1914م وقد بلغ عدد أفرادها 40ألف مهاجر لتزيد عدد اليهود في فلسطين ليصل إلى 6% من مجموع السكان.
3- الموجة الثالثة: في الفترة من 1919م إلى 1923م وعدد أفرادها 35ألف مهاجر لتزيد عدد اليهود في فلسطين ليصل إلى 12% من عدد السكان، وتزيد نسبة الأرض المسجلة لمالكين يهود إلى نسبة 3% من مساحة فلسطين.
4- الموجة الرابعة: في الفترة من 1924م إلى 1928م وعدد أفرادها 67ألف مهاجر لتزيد عدد اليهود في فلسطين ليصل إلى 16% من مجموع السكان ولتزيد نسبة الأراضي المسجلة لمالكين يهود إلى نسبة 4.2% من مساحة فلسطين.
5- الموجة الخامسة: في الفترة من1929م إلى1939م وعدد أفرادها 250ألف لتزيد عدد اليهود في فلسطين ليصل إلى 30% من مجموع السكان, وتزيد نسبة الأراضي المسجلة لمالكين يهود إلى نسبة 5.7% من مساحة فلسطين.
6- الموجة السادسة: في الفترة من 1940مإلى1945م وعدد أفرادها 60ألف لتزيد عدد اليهود في فلسطين ليصل إلى 31% من مجموع السكان, ولتزيد نسبة الأراضي المسجلة لمالكين يهود إلى 5.7% من مساحة فلسطين.
وكذلك رغم تقارير لجان التحقيق والكتب البيضاء التي كانت تصدرها البعثات الدولية والبريطانية بعد كل إنتفاضة أو ثورة في فلسطين ومنها:
1- لجنة الاستفتاء: التي أرسلها مؤتمر الصلح في 25/3/1919م والتي أوصت بالمحافظة على استقلال ووحدة سوريا ورفض الحماية والوصاية ومعاهدة سايكس- بيكو وتصريح بلفور.
2- تقرير لجنة كينغ-كراين: في 28/8/1919م و التي أكدت على ضرورة أن تكون سوريا من جبال طوروس إلى العريش دولة مستقلة، على أن تكون فلسطين جزء لا يتجزأ منها ومستقلة استقلالا داخليا، وتنتخب حكامها وتسن قوانينها وفقاً لرغبات أهلها ورفض الهجرة وفكرة الوطن القومي ومعاملة اليهود معاملة أهلها في الحقوق و الواجبات.
3- تقرير الفاتيكان: في 27/5/1922م الذي يرفض مشروع الوصاية البريطانية على فلسطين لأنه يهدد المساواة بين الأديان، ويؤكد معارضته إقامة وطن قومي يهودي في فلسطين.
4- كتاب تشرشل الأبيض: في 3/6/1922م والذي رغم انحيازه الواضح لليهود يؤكد على إقامة الوطن القومي لليهود في جزء من فلسطين على أن لا يؤدي ذلك إلى إخضاع السكان أو إختفاء اللغة والثقافة العربية، كما ينفي تصريح وايزمن أن تكون فلسطين يهودية كما أمريكا أمريكية وإنجلترا إنجليزية.
5- اقتراح لورد اسلنجتون: في مجلس العموم البريطاني في 16/11/1922م الذي يرفض فيه الإنتداب البريطاني على فلسطين كونه يتنكر للعهود التي قطعتها بريطانيا لشعب فلسطين بالاستقلال في بيانها الصادر في تشرين أول 1915م وفي تشرين الثاني1918م.
6- تقرير لجنة والتر شو: في 6/3/1930م والذي يطالب بريطانيا بإصدار قرار يضمن حقوق الطوائف غير اليهودية في فلسطين وعدم اشتراك الوكالة اليهودية في حكومة فلسطين وتحديد ومراقبة الهجرة اليهودية ووضع القيود على انتقال الأراضي.
7- تقرير لجنة سير جون هوب سيمبسون الخبير في مجال الهجرة والسكان في 20/10/1930م والذي يؤكد أن فلسطين لا تتسع لإنسان جديد.
8- الكتاب الأبيض لوزير المستعمرات ياسفيلد في 31/10/1930م والذي تبنى الأفكار الرئيسة في تقريري لجنة والترشو وجون هوب سيمبسون.
9- تقرير لجنة موم في 23/9/1939م الذي أكد أن ليس بريطانيا صلاحية التصرف في فلسطين دون رغبات ومصالح جميع سكانها.
10- الكتاب الأبيض لوزير المستعمرات مالكولم ماكدونالد في 17/5/1939م والذي ينص على إقامة دولة فلسطينية يتقاسم فيها الفلسطينيون واليهود المسؤولية والسلطة بما يحقق مصالح الطرفين رغم ذلك كله إلا أن بريطانيا والولايات المتحدة وأوروبا والإتحاد السوفيتي وعصبة الأمم وهيئة الأمم المتحدة إنحازت إلى جانب أقلية من الغزاة الأجانب الدخلاء, ولكن ذلك ليس غريبا ولكن العجب هو أن تستغرب ذلك في عصر سقوط الأيديولوجيات وسيطرت المصالح, وقدرة بريطانيا والولايات المتحدة على جمع الصيف والشتاء تحت سقف واحد في نفس الوقت, والحفاظ على المصالح المتناقضة في نفس المكان والزمان. أي المصالح مع العرب واليهود رغم الإنحياز الكامل اليهود ضد العرب, وهكذا تنبت بريطانيا والولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي وعصبة الأمم وهيئة الأمم المتحدة مشاريع التقسيم التي كانت بداياتها في:
1- مشروع لجنة الخبراء الأمريكيين التي أرسلها الرئيس ودرولسون إلى فلسطين عشية انعقاد مؤتمر الصلح في باريس قي 12/1/1919م والتي أكدت أن فصل فلسطين عن سوريا له ما يبرره لكونها مهد اليهودية والمسيحية, ويجب أن تصبح دولة يهودية.
2- مشروع لجنة بيل: في 7/7/1937م والذي ينص على أنه مادام العرب يعتبرون اليهود غزاة أجانب, ومادام اليهود يريدون التوسع على حساب العرب فالحل الوحيد هو التقسيم إلى
أ- دولة يهودية على مساحة 33% من فلسطين وتمتد من الحدود اللبنانية حتى
مدينة يافا.
ب- دولة عربية تضم إلى شرق الأردن.
ج- القدس والأماكن المقدسة وتبقى تحت الإنتداب البريطاني.
3-مشروع وودهيد في 9/11/1938م: ويدعو إلى تأسيس دولتين تستطيعان الاعتماد على نفسيهما.
4- مشروع موريسون_غرادي في 26/7/1946م ويدعو إلى تقسيم فلسطين إلى أربع مناطق عربية ويهودية والقدس والنقب وتشكيل حكومة مركزية مختلطة في الناطق الأربعة برئاسة المندوب السامي (نظام فيدرالي بزعامة بريطانيا)
5- مشروع بيفن وزير الخارجية البريطانية في 7/2/1947م ويدعو إلى وضع فلسطين تحت الوصاية البريطانية لمدة خمس أعوام على أن يمارس السكان حكما ذاتيا في مناطق تحدد حسب الأكثرية العربية واليهودية فيها.
6- قرار مجلس الأمن رقم181 في 19/11/1917م وينص على التقسيم التالي:
أ- دولة يهودية على مساحة 15324.9066كم2 أي 56.74% من مساحة فلسطين,مع العلم أن عدد اليهود الموجودين فعلا في حدود هذه الدولة هو 498 ألف يهودي مقابل 407 ألف فلسطيني.
ب- دولة عربية على مساحة11403.1998كم2 أي 42.22% من مساحة فلسطين و
ويعيش فيها 752ألف فلسطيني و 10آلاف يهودي.
ج- كيان مستقل خاضع لنظام دولي خاص في القدس و الأماكن المقدسة على مساحة 280.8936كم2 أي 1.04% من مساحة فلسطين ويعين فيه 105ألاف فلسطيني و100ألف يهودي.
7- مشروع الكونت برناودوت في 27/6/1948م ويدعو إلى قيام إتحاد من عضوين فلسطيني ويهودي في فلسطين والأردن بموافقة الطرفين على أن يتولى كل طرف الإشراف على شؤونه الخاصة وحماية الأماكن المقدسة, وقد دفع برنا ودوت حياته ثمنا لمشروعه واغتالته عصابة شتيرن في القدس في 19/9/1928م.
أما بالنسبة لموقع ديرسنيد من هذه القرارات والكتب البيضاء والسوداء ومشاريع التقسيم في التطبيق, فقد كان كل يتطابق مع المصالح الصهيونية يطبق ويدرج أكبر مما يحتمل النص.
أما ما يتعلق بما يتطابق مع الحق الفلسطيني فقد كان يلقى على رفوف وزارة المستعمرات البريطانية أو رفوف وزارة الخارجية البريطانية أو رفوف عصبة الأمم أو رفوف هيئة الأمم المتحدة ليطويه النسيان.
ديرسنيد عشية النكبة
تدرج التفكير الصهيوني بالنسبة لفلسطين من اعتبارها المكان الصالح إلى المكان الأصلح إلى أن أصبحت المكان الوحيد، لذلك لم تتردد الحركة الصهيونية في أن تتحدث مع كل شخص باللغة التي تروق له، وأن لا تتجه إلى فلسطين في أول أمرها بل إلى إنشاء كومونولث في أي مجال لا يحسب فيه أي حساب للسكان ويكون تحت السيطرة الغربية وقد حاول هرتسل نفسه الحصول علي امتيازات لتوطين اليهود في قبرص أو فلسطين المصرية (سيناء) وذلك في رسالة أرسلها إلي رئيس الوزراء البريطاني جوزيف تشمبرلين في 12/7/1902م قال فيها إن توطين اليهود في شرق المتوسط سيقوي إمكانية الحصول علي فلسطين ويحقق الهدف الإنساني والغاية السياسية بأن يكونوا جزء من السور الأوروبي المرفوع في وجه أسيا، وعندما رفض المندوب السامي البريطاني في مصر اللورد كرومر مشروعه حاول هرتسل الحصول علي امتيازات لتوطين اليهود في الموزمبيق أو الكونغو البلجيكي أو جنوب إفريقيا أو أوغندا، وكذلك حاول أنصاره من مؤسسي الصهيونية السياسية وخاصة ماكس نوردو الملقب بالإفريقي لأنه كان يبحث عن امتيازات للمنظمة الصهيونية في إفريقيا، وحاييم وايزمن الملقب بالأوغندي لأنه كان يبحث عن امتيازات للمنظمة الصهيونية في أوغندا .
وكما لم تتجه الحركة الصهيونية إلي فلسطين في أول أمرها، لم تتجه للقدس في أول أمرها أيضا، وقد كتب هرتسل مايؤكد ذلك إلى نيولنسكي صديق السلطان عبد الحميد الثاني المكلف بالملف الأرمني في 7/5/1896م يعرض عليه الوقوف مع تركيا ضد الشعب الأرمني، ويوضح أن ذلك لن يكون مجانا بل من أجل خدمات مؤكده لقضية اليهود في فلسطين، أما بالنسبة للقدس فقال (إنها سوف تكون خارج حدود الدولة اليهودية ولهذا لا تكون لأحد وحده وتكون للجميع في الوقت نفسه لان البلد المقدس، بلد الثقافة والأخلاق المشتركة يمتلكه كل المؤمنين ) ولم يكن هناك من حاجز أمام الأطماع الصهيونية سوي مقاومة عرب فلسطين التي أخذت تعبر عن نفسها بصورة أكثر اتساعا وعنفا بمقدار تضخم الهجرة اليهودية، رغم الاختلال الكبير في ميزان القوي لصالح الحركة الصهيونية حيث كان عدد المناضلين الفلسطينيين في عهد الإنتداب 2500 مناضل موزعين على أكثر من 500 مدينة وقرية بمعدل 100 مناضل لكل مدينة و20 لكل قرية بالإضافة إلى 3155 مناضل من قوات جيش الإنقاذ متواجدين في المنطقة العربية من خطة التقسيم و500 مناضل من الأخوان المسلمين في الجنوب ليصل عدد المناضلين الفلسطينيين والعرب قبل 15/5/1948م إلي 6155 مناضل بينما كان عدد الجنود الصهاينة 62500 هذا بالإضافة إلى اختلال موازين التسلح والتحكم في الوسائل والأدوات القتالية لصالح الجنود الصهاينة، أما بعد إنتهاء الإنتداب وانسحاب القوات البريطانية فقد كان عدد الجيوش العربية 38408 جندي منهم 700 جندي لبناني و2000 جندي سوري و2500 جندي عراقي و4500 جندي أردني و28500 جندي مصري و1109 جندي سعودي و1675 جندي سوداني بالإضافة إلى 4410 مناضل فلسطيني و500 مناضل من الإخوان المسلمين و3155 مناضل من جيش الإنقاذ ليصل العدد إلي 46549 جندي نظامي وغير نظامي بالإضافة إلى الحاميات المحلية في المدن والقرى، وذلك مقابل 74450جندي صهيوني في أيار 1948م وقد زاد هذا العدد ليصل إلى 99122في تشرين الأول 1948م ثم 121000في أوائل 1949م ، وكان تسليح القوات اليهودية بالمقارنة مع تسليح القوات العربية أفضل خاصة وان القوات البريطانية تركت معظم أسلحتها لهذه القوات كما كان لديها معامل لإنتاج الذخائر لمختلف الأسلحة وورشات لصناعة الألغام والقنابل اليدوية، هذا بالإضافة إلى صفقات الأسلحة التي عقدتها الحركة الصهيونية مع تشيكوسلوفاكيا، وكذلك وجود قيادة موحدة وطيران وقوة بحرية، وتعاطف القوتين العظمتين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي وأوروبا والرأي العام العالمي والأمم المتحدة وهو ما ينسف رواية بن غوريون من أن الحرب كانت واجهة بين 700ألف يهودي و27مليون عربي أي الواحد ضد أربعين, وما قاله حاييم وايزمن إلى الرئيس الأمريكي هاري ترومان (إنه مشهد داوود في مواجهة جوليات ) خاصة في ظل الانقسامات العربية واتفاق الوكالة اليهودية والملك الأردني عبد الله ضد العدوين المشتركين المفتي وهتلر, في ظل هذا الاختلال في الموازين القوى لصالح القوة الصهيونية قررت الأنظمة العربية دخول حرب فلسطين على عكس رغبة الشعب الفل طيني والقيادة الفلسطينية التي كان وفدها في اجتماع الجامعة العربية في عاليه في لبنان في 7/10/1947م قد رفض دخول الجيوش العربية إلى فلسطين مؤكدا أن الوسيلة المثلي لدفاع عن فلسطين تقع على عاتق الفلسطينيين أنفسهم لأنهم واثقون من قدرتهم على تحمل عبء الدفاع عن أرضهم وعروبتهم على أن يقتصر الدور العربي على تسليحهم وتدريبهم وتزويدهم بالفنيين والخبراء, ولأنهم واثقون أيضا أن الدولة العربية كانت مسلوبة القرار السياسي ولا تتمتع باستقلالية التحرك العملي أو القدرة التنظيمية والعددية و التسليحية، ولا أدل على ذلك من شهادة رئيس الأركان المصري الطريق عثمان المهدي الذي قال بكل وضوح وصراحة (لم نكن مستعدين ولذلك عارضت دخول الجيش المصري الحرب لعدم وجود عتاد ولكنهم أرغمونا على ذلك) وشهادة اللواء أحمد المواوى أول قائد القوات المصرية في فلسطين الذي قال(أن النقراشي قال أن الاشتباكات ستكون مجرد مظاهرة )هذا بالإضافة إلى أن الجيش المصري والعراقي كانا خاضعين لأحكام معاهدتين مع بريطانيا, معاهدة الزعفران مع مصر عام 1936م ومعاهدة صالح جبر_بيفن مع العراق عام 1936م أيضا.
كما أن الجيش الأردني كان تحت قيادة الجنرال جون باغوت غلوب (أبوفارس) في حين كانت معظم المراكز القيادية والتشكيلات العسكرية بيد البريطانيين, أما الجيشين السوري واللبناني فقد كانا خارجين من حكم الإنتداب ويعانيا من ضعف العدد والسلاح والتدريب, وأخيرا كانا الجيشان السعودي واليمني يمتلكان أسلحة بسيطة هذا بالإضافة إلى الأسلحة الفاسدة التي زود بها الملك فاروق الجيش المصري, ووضع هذه الجيوش بأمرة الملك عبد الله, وتأخير دخولها إلى فلسطين إلى ما بعد انسحاب الجيش البريطاني في 15/5/1948م وهو ما أتاح للعصابات الصهيونية احتلال 2241.747كم2 أي 8.3% من مساحة فلسطين أضيفت إلى مساحة الأرض التي كانت بأيديهم قبل 15/5/1948م وهي 1539.513كم2 أي 5.7% ليصبح ما بيد اليهود من أراضي فلسطين في 14/5/1948م وهو تاريخ إعلان دولة إسرائيل 3781.278كم2 أي 14% من مساحة فلسطين وذلك إلى الإضافة إلى طرد 52% من اللاجئين من213 مدينة وقرية.
وبما أن قرية دير سنيد تقع في منطقة عمليات الجيش المصري, لذلك سنوضح خط سير هذا الجيش والمعارك التي خاضها. إجتاز الجيش المصري الحدود الفلسطينية_المصرية عند مدينة رفح في رتلين, الأول سلك الطريق الساحلي وحرر مستعمرة نيريم, في رفح ومستعمرة كفارداروم في دير البلح ودخل غزة مساء يوم 15/5/1948م ثم واصل سيره وتابع تقدمه حتى وصل قرية ديرسنيد وحاصر مستعمرة يدمردخاي في شمال غرب القرية في 19/5/1948م حيث بدأت حرب الخنادق بين الطرفين, وعندما إشتد الحصار على اليهود تظاهروا بالضعف ورفعوا أعلام التسليم في محاولة لإستدراج الجيش المصري.
وعندما إقترب الجيش من المستعمرة أمطره اليهود بوابل من نيران المدفعية والرشاشات, وهنا أدرك الجيش المصري الخدعة فقصف المستعمرة بألآف القذائف حتى إستسلمت وتمكنوا من دخولها في 24/5/1948م بعد أن بلغت خسائرهم مائتي شهيد, ثم واصل الجيش طريقه إلى المجدل التي إتخذها اللواء أحمد المواوى مقرا له, ومن هناك أرسل كتيبة إلى الفالوجا بقيادة الأميرالاي سيد طه وأركان حربه البكباشي جمال عبد الناصر وهي الكتيبة التي سجلت ملحمة حصار الفالوجا العظيم وتشكيل نوات الضباط الأحرار الذين قادوا ثورة 23تموز 1952م فيما بعد.
وكتيبة إلى سدود بقيادة اللواء محمد نجيب وأركان حربه الصاغ عبد الحكيم عامر فدخلت المدينة في 29/5/1948م ثم تابعت سيرها إلى مستعمرة نيتسانيم وحررتها بعد معركة جرح فيها اللواء محمد نجيب وأركان حربه الرائد عبد الحكيم عامر في 7/6/1948م.
أما الرتل الثاني من الجيش المصري فقد توجه إلى مدينة بئر السبع ودخلها في 20/5/1948م، وفجأة عندما أصبحت القوات المصرية على بعد 32كم إلى الجنوب من مستعمرة تل أبيب أمرت القيادة المصرية وعلى غير المتوقع القوات المصرية بالتوقف و الاتجاه إلى احتلال خط المجدل –الفالوجة- بيت جبرين- الخليل وخط أسدود- القسطينة بهدف فصل المستعمرات الصهيونية في النقب وعددها27 مستعمرة عن شمال فلسطين وأرغمها على الاستسلام وضمان الإتصال بقوات الفدائيين المصريين التي كانت على بعد 7كم إلى الجنوب من القدس وهكذا لم يعد الهدف المصري الوصول إلى مستعمرة تل أبيب، وأعلنت الهدنة الأولى في 11/6/1948م بعد تهديدات من الولايات المتحدة وبريطانيا بالتدخل لإيقاف القتال بالقوة وقد استمرت الهدنة حتى 8/7/1948م, وهكذا انتهت المرحلة الأولى من القتال التي استمرت من 15/5/1945م حتى 11/6/1948م والتي كان نشاط القوات العربية عامة فيها يقتصر على المناطق العربية حسب قرار التقسيم رقم 181, وهو ما يعني أن المهام القتالية التي كلفت القوات العربية بها لم تكن في الواقع لإسقاط المشروع الصهيوني بقدر ما كانت السيطرة على الجزء العربي من قرار التقسيم, أو بشكل أخر تنفيذ مشروع التقسيم, وقد تلقت إسرائيل في فترة الهدنة الأولى كميات كبيرة من لأسلحة والعتاد الحربي بما في ذلك المدفعية الدبابات والطائرات بالإضافة إلى عدد كبير من المقاتلين المتطوعين المتدربين, أما على الجانب الآخر فقد منعت الدول الغربية وصول أية أسلحة أو عتاد إلى الدول العربية, الأمر الذي جعل القوات العربية تنتقل من حالة الهجوم إلى حالة الدفاع مما أتاح لليهود احتلال مساحات واسعة في الجليل واللد والرملة وجنوب يافا تساوى 9% من مساحة فلسطين أي 2430.81كم2 وذلك في فترة تجدد القتال من 8/7-31/10/1948م, واحتلال مساحات واسعة في السهل الساحلي تساوى 13% من مساحة فلسطين أي 3511.17كم2 في الفترة من 19/7-31/10/1948م.
(وقد احتلت قرية ديرسنيد وطرد أهلها منها خلال هذه الفترة وبالتحديد في 30/10/1948م).
واحتلال مساحات واسعة في الجنوب من مدينة بئر السبع في الشمال وحتى قرية أم الرشراش(إيلات حاليا) في الجنوب على خليج العقبة تساوى 42%من مساحة فلسطين أي 11343.78كم2 وذلك بعد توقيع الهدنة مع مصر في 24/2/1949م.
وبذلك يكون اليهود قد احتلوا 21067.038كم2 أي 78%من مساحة فلسطين أي بزيادة 21.26% وهو ما يساوى 5742.1134كم2 عن حصتهم في قرار التقسيم رقم 181 وهي 56.74% أي ما يساوى 15324.9066كم2 .
وزيادة 64% أي 17285.76كم2 عما كانوا يحتلونه قبل دخول الجيوش العربية في 15/5/1948م أي 14% من مساحة فلسطين وهو ما يساوى 3781.278كم2.
وهكذا انتهت حروب الأنظمة التي دفع ثمنها شعب فلسطين أرض ودم وكيان, وتمكن الإسرائيليون من إقامة دولة في فلسطين على أرض لم تكن يهودية طيلة ألفي عام كما قال الكاتب الأمريكي اليهودي الفريد ليلنتال.
أما بالنسبة لمشاركة أهالي ديرسنيد في أحداث عامي 1947م 1948م فقد كانت مشاركة فعالة وإيجابية حتى قبل ذلك التاريخ وفي وقت يعود إلى بداية الأربعينات.
وعندما بدأ شباب ديرسنيد يشعرون بالخطر شكلوا فصيلا للمقاومة بقيادة عطية مصطفى حجازي ومشاركة شباب القرية الذين قاموا بجمع الأموال ورهن مصاغ زوجاتهم لشراء الأسلحة والذخائر للدفاع عن القرية والقرى المجاورة, وقد شارك هذا الفصيل في تحرير مستعمرة يدمردخاي في 24/5/1948م وقطع أعمدة الكهرباء وأسلاك التليفون عن المعسكرات البريطانية والمستعمرات اليهودية وتكسير مزروعات وأشجار اليهود, ومن الذين شاركوا في هذا الفصيل:
1. محمد حجازي على مصطفى حجازي.
2. محمد أحمد عبد الله أبو القمصان.
3. محمود على على حجازي.
4. رباح أحمد عثمان حجازي.
5. حسين محمد مصطفى أبو القمصان.
6. ذيب محمد مصطفى أبو القمصان.
7. محمد أبو حجازي.
8. عبد العزيز أحمد درويش أبو القمصان.
9. فخري عبد اللطيف عثمان حجازي.
10. على على على حجازي.
11. أحمد خليل على حجازي.
12. على درويش حجازي.
13. أحمد موسى محمد أبو القمصان.
14. عايش أحمد درويش أبو القمصان.
15. خليل أحمد مسعود.
16. العبد أبو طه مسعود.
17. على محمد مسعود.
18. جمعة الحاج حسين مسعود.
19. خليل أحمد مسعود.
20. عبد المعطى مسعود.
21. عبد القادر قرموط.
22. عبد الرحمن محمود قرموط.
23. محمود قرموط.
24. مصباح رباح.
25. عاشور حسين على.
26. محمود حسن أبو نصر.
27. رمضان حسن أبو نصر.
28. محمد حسين الحاج.
29. حسن محمد حسن أبو نصر.
30. عبد المجيد محمد أبو نصر.
31. جابر محمود جابر عبد المالك.
32. أيوب عبد المالك.
33. رجب أبو نصر.
34. موسى الصادي.
35. جمعة الصليبي.
36. عبد الحميد جاد الله.
37. محمد محمود جاد الله.
38. خالد محمد جاد الله.
39. سليمان محمد الصادي.
40. إبراهيم محمد الصادي.
41. أحمد محمد الصادي.
42. شعبان الدباغة.
43. على محمد مطر.
44. محمد علي عبد المالك.
45. هاشم أبودية.
وقد قدم هذا الفصيل عدد من الشهداء الذين خضبوا بدمائهم تراب ديرسنيد دفاعا عن كرامة الوطن والأمة وهم:
1. عبد الهادي أحمد حجازي.
2. حسين محمد أبو القمصان.
3. عبد السلام عبد الرحمن أبو القمصان.
4. عبد العزيز أحمد درويش أبو القمصان.
5. هاشم أبودية.
6. عادل خليل عليان.
7. عبد السلام حسين عليان.
8. العبد جابر عبد المالك.
9. موسى محمد موسى مسعود.
10. محمود حسن أبو نصر.
11. عاشور حسين على.
12. عوض الله عبد الله الصليبي.
وعدداً من المفقودين هم:
1. محمد جابر أبو عسكر.
2. خميس مطر.
3. محمد سليمان الصادي.
4. مصطفى عبد الرحمن صبح.
5. عبد الرازق عبد المالك محمود علي.
كما قدمت دير سنيد عدد من الجرحى وهم:
1. يوسف محمود أبو القمصان.
2. على أحمد درويش حجازي.
3. أحمد مصطفى حجازي.
4. سعيد أحمد عبد الله أبو القمصان.
5. عايش أحمد درويش أبو القمصان.
6. درويش أحمد درويش أبو القمصان.
7. إبراهيم أحمد أبو القمصان.
8. طلعت مسعود.
9. العبد مسعود.
10. فؤاد أبو نصر.
11. حسن جودة مطر.
وذلك بالإضافة إلى عدد من الأسرى وهم:
1. الشيخ خليل على مصطفى حجازي.
2. الحاج أحمد عبد الله مصطفى أبو القمصان.
3. محمود أحمد أبو القمصان.
4. درويش أحمد درويش أبو القمصان, الذي أسرته القوات الإسرائيلية بعد إصابته.
الشهيد حسين أبو القمصان
المستعمرات التي أقمها اليهود بالقرب من قرية ديرسنيد
بالإضافة إلى مستعمرة يدمردخاي التي أقامتها الحركة الصهيونية في شمال غرب قرية ديرسنيد في عام 1943م، في موقع متوسط ومفصلي يتحكم في الطريق الساحلي الذي يربط بين مدينة يافا ومدينة غزة وقرى شمال قضاء غزة والطريق الذي يربط السهل الساحلي الأوسط بمنطقة النقب الفلسطينية، والتي تمثل من حيث القوة و الأهمية الإستراتيجية ثاني مستعمرة في السهل الساحلي الفلسطيني الأوسط بعد مستعمرة نيتسانيم وذلك لتحكمها وسيطرتها على طريق غزة-يافا وخط السكة الحديد غزة-المجدل بالإضافة إلى طرق المواصلات غير المعبدة التي تربط قرية ديرسنيد بالقرى المجاورة نظرا لأهمية قرية ديرسنيد بالنسبة لهذه القرى لكونها مركز المواصلات الوحيد الذي يربط هذه القرى بالمدن و الأسواق والموانئ والخدمات العامة التعليمية والصحية والاجتماعية والقضائية في غزة ويافا والقدس، الأمر الذي كان أيضاً يجعل مستعمرة يدمردخاي المستعمرة المركزية لكل مستعمرات اليهود في السهل الساحلي الأوسط إلى الجنوب من مستعمرة نيتسانيم، وعلى كل حال وفي كل حال لم تكن ديرسنيد أو القرى الشمالية لقضاء غزة أو فلسطين كلها بيئة طبيعية أو تاريخية أو جغرافية أو ديموغرافية أو إنثروبولوجية للمستعمرات اليهودية بل كانت بيئة مختلقة بفعل نشاط الحركة الصهيونية و الاستعمار الغربي والخلل في الفكر والفعل العربي.
- وأهم المستعمرات التي أقامتها الحركة الصهيونية حول قرية ديرسنيد هي:
o مستعمرات مافكعيم في عام1949م، وتلمي يافي عام1950م، وغيتا عام1950م على أراضي قرية بربره.
o مستعمرات بيرورحايل عام1948م، وتلاميم عام1950م، وحيلتس عام1950، وسيدي دافيد عام1955م، وزوهر عام1956م على أراضي قرية البرير.
o مستعمرتي تلاميم ومافكعيم في الأراضي التي بين برير وبربره وبيت جرجا.
o موشاف غيتا عام1949م، وموشاف بيت شكما على أراضي قرية الجية.
o مستعمرة إيرز عام 1949م على أراضي قرية دمرا.
o مستعمرتي غيفر عام1942م، وأورهينر عام1957م على أراضي قرية سمسم.
o مستعمرة سيديروت عام1951م على أراضي قرية نجد.
o مستعمرتي زيكيم عام1949م، وكرميا عام1950م بالإضافة إلى مستعمرة يدمردخاي التي توسعت لتحتل كل أراضي قرية هربيا.
o مستعمرات دوغيت وإيلي سيناي ونيسانيت على أراضي قريتي بيت حانون وبيت لاهيا بعد حرب حزيران عام1967م.