1. الموقع والموضع.
2. موقع القرية.
3. أصل التسمية.
4. مساحة أراضي القرية.
5. مناخ القرية.
6. تربة القرية.
7. الزراعة ومصادر المياه.
8. الطرق والوديان.
9. الشكل العمراني لبيوت القرية.
10. سكان دير سنيد وتعدادهم.
11. معالم دير سنيد.
12. مخاتير وشيوخ ووجهاء دير سنيد.
الموقع والموضع
قرية دير سنيد قرية من قرى فلسطين التي دمرتها العصابات الصهيونية بعد أن قامت بطر أهلها منها في 30/10/1948م، وهي واحدة من أصغر أربع قرى في قضاء غزة وهي"بعلين ومساحتها ستة دونمات، وخزاعة ومساحتها ثمانية دونمات، والخصاص ومساحتها عشر دونمات، وديرسنيد ومساحتها ثلاثة عشر دونماً" ، وتقع دير سنيد في المنطقة المعتدلة الدافئة على خط عرض 31.3 ْشمال خط الاستواء وعلى خط طول 34 ْ شرق خط غرينتش، وهي إحدى قرى السهل الساحلي الذي يمتد من جبال الكرمل في الشمال إلى مدينة رفح على الحدود الفلسطينية المصرية في الجنوب، ومحطة من محطات سكة حديد سيناء – فلسطين، والتي تأتي مباشرة بعد محطة غزة والتي تبعد عنها 11كم جنوباً وقبل محطة المجدل التي تبعد عنها 14كم شمالاً، كما أنها تقع على الطريق الرئيس بين مصر والشام وسط سهل منبسط، وتحيط بأراضيها أراضي قرية هربيا من جهة الغرب، وأراضي قريتي دمرا وسمسم من جهتي الشرق والجنوب الشرقي، وأراضي قريتي بيت جرجا وبربره من جهتي الشمال والشمال الغربي، وأراضي قريتي بيت حانون وبيت لاهيا من جهتي الجنوب والجنوب الغربي.
لكن ورغم صغر مساحة أراضي ديرسنيد وتواضع عدد سكانها إلا أنها تمتاز بأهمية موقعها وموضعها، فهي تقع فلكياً في المنطقة المعتدلة الدافئة بين خطي عرض 30-40 شمال خط الاستواء وهو ما يجعلها تمتاز بمناخ البحر الأبيض المتوسط الرطب، وفي سهل يتنوع مناخيا واقتصاديا بين البحر المتوسط في الغرب وصحراء النقب الفلسطينية في الشرق.
كما أنها تقع جغرافيا في وسط أهم شبكة مواصلات في الشرق وهي خط السكة الحديد الذي يمتد من الدار البيضاء على سواحل المحيط الأطلسي في الغرب إلى الخليج العربي في الشرق واسطنبول في الشمال، وطريق الشرق الأوسط السريع والذي يمتد من بغداد إلى القاهرة ثم إلى الدار البيضاء في المغرب الأقصى بالإضافة إلى قربها من أهم موانئ فلسطين أسدود ويافا وغزة وهو ما أتاح لها أن تكون مركزاً لتصدير البرتقال ونقل الحجاج والمسافرين و التبادل التجاري يبن الساحل والصحراء والسهل والجبل والشمال والجنوب.
ومن الإنصاف والموضوعية أن نقول انه إذا كان أهالي ديرسنيد قد أدركوا أهمية موقع وموضع القرية فإن عبقرية الموقع والموضع قد انعكست على تفكير وسلوك أهالي ديرسنيد مما جعلهم يستثمرون هذا الموقع وهذا الموضع أيضا.
أصل التسمية
يتكون اسم ديرسنيد من مقطعين:
الأول (دير) ويعني مقام الرهبان والراهبات، وقد كانت الأديرة في أول نشأتها ملجأ للرهبان الفارين من الحكام الوثنين، ومكانا للنقد والإصلاح، وإيواء أهل التقوى والنسك، ومركزاً لأعمال التبشير بالمسيحية، ومصرفاً لإيداع الأموال، ومنزلا لراحة المسافرين، ومقراً لتعليم، ومجمعاً للفنون والحرف والصناعات، وملتقى الأخبار، وخزناً للمخطوطات، وأداة استصلاح الأراضي البور، ثم تطورت إلى قرى في عهد الإمبراطور قسطنطين الذي اتخذ المسيحية ديانة رسمية للإمبراطورية البيزنطية.
والمقطع الثاني (إسنيد) وهو نسبة إلى آل السنيد من بطون غزية وهم بنوا غزية ابن أفلث ابن ثعل من قبائل طيء القحطانية اليمنية.
مساحة أراضي قرية ديرسنيد
تبلغ مساحة أراضي قرية دير سنيد6081دونما منها 13دونما مساحة مسطح القرية و270دونما للطرق والوديان والجسور و483مملوك لليهود 589دونما مملوكا للفلسطينيين منها 512دونما مروية و4361دونما مزروعة بالحبوب و96دونما مغروسة بالحمضيات و62دونما مغروسة بالموز.هذا بالإضافة إلى226دونما من الأراضي المشاع,وهي أراضي كان يتناوب في زراعتها أهل القرية جميعا لأنهم كانوا جميعا يشتركون في دفع ما عليها من ضرائب ابتدأ من صدور القانون العثماني في14كانون أول1858م.كما أنه لم يكن للعائلات التي استوطنت دير سنيد بعد أن تركت قراها الأصلية الحق في الاشتراك في استثمار الأراضي المشاع في القرية إلا إذا وافق سكان القرية على إدراج أسمائهم في قائمة المستحقين لاستثمار هذه الأراضي وذلك بعد تعهدهم بالاشتراك في دفع الضرائب المستحقة على هذه الأراضي.
وقد كانت أراضي القرية تقسم إلى أربعة أرباع الأول لعائلة أبو القمصان حجازي والثاني لعائلة الحاج وأبو نصر والصليبي وعليان والثالث لعائلتي مسعود وجاد الله والرابع لعائلات قرموط ومطر وصبح وأبو عسكر.
كما كانت أراضي دير سنيد تمتاز بتقسيمها إلى قسائم وكانت كل قسيمة تعرف باسم خاص بها وهي:
1. الجزيرة: وتقع في غرب القرية بين الضفة الشرقية والضفة الجنوبية والضفة الغربية لوادي الحسي والضفة الجنوبية لوادي العبد.
2.الميقاتي: وتقع جنوب غرب القرية بين طريق غزة - يافا في الشرق والضفة الشمالية لوادي الحسي في الجنوب والضفة الشرقية لوادي الحسي والجزيرة في الغرب والشمال الغربي.
3.الحبل: وتقع شمال القرية بين الضفة الشرقية والضفة الغربية والضفة الجنوبية لوادي العبد وبين خط السكة الحديد شرقا وطريق يافا-غزة غربا.
4.الحواكير:وتقع شمال القرية بين خط السكة الحديد شرقا وطريق غزة- يافا غربا.
5.المزيرة: وتقع في جنوب القرية بين خط السكة الحديد شرقا وطريق غزة- يافا غرباً على الضفة الشمالية لوادي الحسي.
6.بكيتة: وتقع في شمال شرق القرية بين الضفة الشرقية لوادي العبد غرباً وقسيمة الشعف شرقاًً.
7. بركة الزيتون: وتقع جنوب بكيتة وبين قسيمة بكيته شمالا وقسيمة البنية جنوبا والضفة الشرقية لوادي العبد غربا وقسيمة الشعف شرقا.
8.البنية: وتقع جنوب قسيمة بركة الزيتون شمالا قسيمة قرن الغزال جنوبا وبين الضفة الشرقية لوادي العبد غربا وقسيمة الشعف شرقا.
9.قرن الغزال: وتقع في شرق القرية بين قسيمة البنية شمالا وقسيمة الذراع جنوبا وخط السكة الحديد غربا وقسيمة زيتا شرقا.
10.الذراع: وتقع في جنوب شرق القرية بين قسيمة قرن الغزال شمالا والضفة الشمالية لوادي الحسي جنوبا وخط السكة الحديد غربا والضفة الشمالية لوادي الحسي وقسيمة زيتا شرقا.
11 .الشعف: وتقع إلى الشمال من قرية زيتا بمحاذاة أراضي قرية سمسم الغربية.
12.قسيمة زيتا: وتقع بين قسيمة الشعف شمالا والضفة الشمالية لوادي الحسي جنوبا وقسيمتي قرن الغزال والذراع غرباً وأراضي قرية سمسم شرقاً.
أما بخصوص الأراضي التي كانت مملوكة لليهود فقد كانت في الأصل مملوكة لبعض الأفندية والبكوات والأغوات والبشوات الذين استغلوا قانون الالتزام العثماني في جمع الضرائب في شراء هذه الأراضي من أصحابها الفلاحين البسطاء الذين لم يستطيعوا سداد ما على هذه الأراضي من ضرائب مما اضطرهم إلى رهنها للأفندي أو البيك أو الأغا أو الباشا لفترة زمنية قصيرة ومحددة بشروط بحيث لا يستطيع الفلاحين خلالها تسديد الديون تنفيذ الشروط، مما يؤدي إلى نزع ملكية أراضيهم منهم لصالح الأفندية والبكوات و الأغوات والباشاوات والذين هم أنفسهم وقعوا ضحية هذه السياسة في عهد الإنتداب البريطاني ونزعت منهم ملكية أراضيهم لصالح الصندوق القومي اليهودي أو لصالح سماسرة كانوا يتنازلون عنها لصالح اليهود.
مناخ قرية دير سنيد
العوامل المؤثرة في مناخ القرية:
1. الموقع الفلكي على خط عرض 31.3 ْشمال خط الاستواء أي في المنطقة المعتدلة الدافئة.
2. الموقع الجغرافي بين المنطقة الباردة في الشمال والمنطقة المدارية في الجنوب.
3. البحر الأبيض المتوسط الذي يقع على مسافة ستة كيلو مترات إلى الغرب من القرية.
4. وادي الحسي ووادي العبد ووادي السافية التي تحيط بقرية دير سنيد من ثلاث جهات الغرب والشمال والجنوب.
5. الرياح العكسية الشمالية الغربية التي تهب على القرية من منطقة الضغط الجوي المرتفع في الشمال في فصل الشتاء.
6. الرياح التجارية الجنوبية الشرقية التي تهب على القرية من منطقة الضغط الجوي المرتفع في الجنوب في فصل الشتاء.
وهو ما يؤدي إلى سقوط الأمطار الإعصارية والبرق والرعد بسبب التقاء هاتين الكتلتين الباردة الرطبة والحارة الجافة
7.رياح الخماسين التي تهب على القرية من منطقة الضغط الجو المرتفع الجنوبية في الصحراء المدارية والتي تحمل الأتربة وترفع درجة الحرارة وتلحق الأضرار بالمزروعات في فصل الربيع.
لذلك تتمتع قرية دير سنيد بمناخ البحر الأبيض المتوسط الرطب وهو مناخ خار جاف صيفا ودافئ ممطر شتاء وتزيد فيه كمية سقوط الأمطار عن 400ملم في العام، والمدة التي يتساقط فيها الندى عن 250يوما في العام.
تربة دير سنيد
تتكون تربة ديرسنيد من ترسبات الرمال الشاطئية التي اختلطت مع ترسبات الطمي المنقولة من المرتفعات الجبلية بواسطة الأودية والسيول والأمطار والعوامل الجوية الأخرى كالحرارة والرطوبة والضغط الجوي والرياح التي تؤثر في تشكيل سطح القشرة الأرضية ميكانيكيا بتفتيتها ودون تغير خصائصها الكيمياوية، وكيميائيا بتفتيتها وتغير خصائصها الكيمياوية، مما أدى إلى تكوين:
1.تربة البحر الأبيض المتوسط الحمراء الطفيلية الخفيفة الخصبة: وهي تربة مسامية سهلة التهوية تجود فيها زراعة الحمضيات والكروم والزيتون و الأشجار المثمرة (التفاح، والرمان، والخوخ، والمشمش، والبرقوق، واللوز)، والمحاصيل المبكرة (الخضراوات) مثل البندورة والفلفل والبقدونس والكزبرة والبصل والجزر و الحبوب (القمح والشعير والذرة) و القثاء (الخيار والفقوس) وكذلك البطيخ والشمام، وذلك بالإضافة إلى أهميتها في صناعة لبنات الطوب لبناء بيوت القرية.
2. التربة الرملية المفككة: التي تحف بالقرية من جهة الغرب في تلال هندسية جميلة الشكل.
3. تربة الكركار الرملية المسامية المتماسكة في شرق القرية: والتي تعتبر الوعاء الخازن للمياه الجوفية بحيث أصبحت تمثل الرصيد الاحتياطي الهائل للمياه في القرية.
الزراعة ومصادر المياه
زرعت الحبوب مثل القمح والشعير والذرة والسمسم في مساحة 4361 دونماً في جنوب القرية وغرست الحمضيات في مساحة 96 دونما في أراضي المختار مصطفى علي حجازي في قسيمة قرن غزال في شمال شرق القرية إلى الشرق من خط السكة الحديد وأراضي الشيخ خليل علي حجازي في قسيمة الحبل في شمال القرية إلى الجنوب من وادي العبد وأراضي الحاج عبد الرحمن أبو القمصان وإخوانه في قسيمة قرن الغزال في شمال شرق القرية، وأراضي الشيخ خميس أبو نصر وإخوانه في قسيمة الجزيرة في غرب القرية، وأراضي محمد عطاالله وإخوانه في قسيمة المقاتي في جنوب غرب القرية إلى الغرب من طريق يافا- غزة، وأراضي محمد أبو دية في قسيمة المزيرة في جنوب القرية، وأراضي الحاج عبد الرحمن في قسيمة المزيرة في جنوب غرب القرية, وأراضي المختار محمود حسين مسعود وسليم أبو قوطة في قسيمة زيتا في جنوب شرق القرية، كما زرع الموز في مساحة62 دونما في شمال شرق وشمال غرب القرية على الضفة الجنوبية لوادي العبد، وقصب السكر في جنوب قسيمة الحبل في أراضي الشيخ خليل حجازي، والزيتون في قسيمة الحواكير في غرب القرية إلى الشرق من طريق يافا – غزة في أراضي الحاج محمد علي حجازي.
وزرعت المحاصيل المبكرة(الخضراوات مثل: البندورة والفلفل والباذنجان والكوسا والجزر والقرنبيط والملفوف والقثاء الخيار والفقوس والبطيخ والشمام والبقول مثل الفول والعدس والحمص والفاصولياء والبازلاء ) والأشجار المثمرة مثل التفاح والخوخ والرمان والمشمش واللوز والكروم مثل العنب والتين في المساحات المروية من وادي العبد في شمال شرق القرية، وفي المساحات المروية من وادي الحسي في قسيمة الجزيرة في شمال غرب القرية، كما زرع الصبار الذي كان يستخدم كسياج للحواكير والكروم وأشجار الصنوبر والأثل والأكاسيا والكينيا والسرو التي كانت تستخدم كسياج للبيارات، وذلك بالإضافة إلى النباتات الطبيعية مثل الزعتر والميرامية والبابونج والينسون والعقدة الصفراء والأشواك والعوسج، وقد كانت الزراعة في معظمها بعلية تعتمد على مياه الأمطار وخاصة الزراعة الشتوية، كما كان يوجد في قرية دير سنيد عددا من الآبار الارتوازية التي كانت تغذي القرية بالمياه طول العام ويتراوح عمقها من 14م إلى 30م ومن هذه الآبار:
1. بئر الحاج حجازي في قسيمة الجزيرة في غرب القرية.
2. بئر الأخوين المختار مصطفى علي حجازي والشيخ خليل حجازي في قسيمة الحبل
3. بئر الحاج عبد الرحمن أبو القمصان وإخوانه في قسيمة قرن الغزال.
4. بئر الشيخ خميس أبو نصر وإخوانه في قسيمة الجزيرة في غرب القرية.
5. بئر محمد عطاالله وإخوانه في قسيمة المقاتي في جنوب غرب القرية.
6. بئر محمد أبو دية في قسيمة المزيرة في جنوب القرية.
7. بئر المختار محمود حسين مسعود وسليم أبو قوطة في قسيمة زيتا في جنوب شرق القرية.
8. بئر الحاج عبد الرحمن في قسيمة المزيرة في جنوب القرية.
9. بئر المحطة في محطة ديرسنيد في قسيمة المزيرة في جنوب القرية.
10. بئر المختار محمد حسين مسعود في قسيمة البنية في شمال شرق القرية.
11. بئر أبو ركبة (وهو من قرية دمرا) في قسيمة الذراع في جنوب شرق القرية.
12. بئر هديهد في الجزيرة في غرب القرية وهو بئر أثري قديم ورد ذكره في تغريبة بني هلال عند مرورهم بقرية ديرسنيد أثناء هجرتهم من نجد في الجزيرة العربية إلى المغرب العربي.
و كانت الزراعة في قرية ديرسنيد تقوم على الأساليب البدائية والأدوات اليدوية وقد كان الفلاح يعتمد على الدواب وخاصة البغال والأبقار والحمير والجمال في كل العمليات الزراعية من إعداد وتسوية وحرث وبذر وري وحصاد وتسويق، ولكن في الأعوام الأخيرة التي سبقت النكبة استخدم أهالي ديرسنيد المحراث الآلي (التراكتور) الأمر الذي ساعد في تحسين الإنتاج الزراعي كماً و كيفاً طبقا لمفاهيم ذلك العصر، لكن ومن الإنصاف أن نقول أن الزراعة في قرية ديرسنيد كما في باقي قرى فلسطين لم تكن تعتمد على الرجل وحده بل شاركته المرأة بفاعلية في كل العمليات الفلاحية جنبا إلى جنب وكتفا إلى كتف بالإضافة إلى دورها كزوجة وأم وربة بيت.
الطرق والوديان
اقتطعت الطرق المعبدة و الترابية المفتوحة والمغلقة و الخطوط الحديدية والجسور والعبارات والوديان 270 دونماً من أراضي قرية ديرسنيد، وسوف نتحدث عن هذه الطرق و الوديان بشيء من التفصيل مع التركيز على أسمائها إن وجدت:
1. الطرق:
وتنقسم إلى قسمين الطرق المعبدة والطرق الترابية:
· الطرق المعبدة: يوجد في ديرسنيد طريق معبد واحد وهو طريق غزة-يافا الذي يمر من الطرف الغربي للقرية، وهو جزء من أوتوستراد الشرق السريع الذي يمتد من بغداد في الشرق واستنبول في الشمال مروراً بسوريا ولبنان وفلسطين إلى مصر في الجنوب ثم من مصر في الشرق إلى الدار البيضاء على ساحل المحيط الأطلسي في الغرب حيث يعرف في بلدان المغرب العربي باسم طريق المعاهدة وذلك لأن الدول التي قامت بشقه وتعبيده هي دول الوفاق الأوروبية (بريطانيا، وفرنسا، وروسيا القيصرية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وذلك من أجل خدمة مجهودها الحرب ضد دول الوسط (ألمانيا، الإمبراطورية الثنائية"إمبراطورية النمسا والمجر"، و الإمبراطورية العثمانية،وبلغاريا) أثناء الحرب العالمية الأولى، وقد أعطى لقرية ديرسنيد أهمية كبيرة بحيث أصبحت مركزاً لنقل المسافرين و البضائع والسلع من قرى شمال قضاء غزة إلى مدينة غزة أو مدينة يافا أو مدينة القدس وحتى بيروت ودمشق و القاهرة ومكة والمدينة.
· الطرق الترابية: يخترق قرية ديرسنيد عددا من الطرق الترابية المفتوحة والمغلقة التي تتقاطع فيما بينها, وتربط القرية بالمرافق العامة والقسائم الزراعية المختلفة والحقول والبيارات والكروم والآبار ومعالم القرية والجسور والوديان ومحطة السكة الحديد وموقف الباصات على طريق غزة-يافا المعبدة والجسور والوديان والقرى المجاورة.
ومن أهمها الطريق الذي يمتد في وسط القرية من الغرب إلى الشرق حيث يتفرع في طرفه الغربي وبعد أن يخترق طريق غزة يافا المعبدة إلى فرعين, الأول يتجه إلى قسيمة الجزيرة في غرب القرية, والثاني يتجه إلى قرية هربيا في شمال غرب القرية مخترقا وادي العبد, ولذلك أقامت عليه حكومة الإنتداب جسر هربيا(جسر الحثانة) وذلك لضمان استمرار المواصلات أثناء جريان الوادي في فصلي الشتاء والربيع.
كما يتفرع في طرفه الشرقي إلى فرعين الأول يتجه إلى ديوان أل أبو القمصان حجازي في الشمال ثم يتفرع إلى فرعين أيضا الأول يستمر في الاتجاه نحو الشمال إلى بيارة الشيخ خليل على حجازي في قسيمة الحبل الزراعية في شمال القرية, والثاني يتجه نحو الشرق حيث يتقاطع مع طريق بيت جرجا الذي يمتد من جنوب شرق القرية إلى شمالها الشرقي بموازاة خط السكة الحديد ثم يعبر خط السكة الحديد إلى بيارة المختار مصطفى على حجازي في قسيمة قرن غزال ويستمر في الاتجاه نحو الشمال الشرقي إلى بيارة أبو القمصان ثم إلى قرية سمسم.
أما الطرف الثاني من طريق وسط القرية فيتجه نحو المطينة والبيدر وبيارة الحاج عبد الرحمن وبيارة أبودية في قسيمة المزيرة.
وذلك بالإضافة إلى طريق بيت جرجا الذي يمتد من جنوب شرق القرية إلى شمالها الشرقي بموازاة خط السكة الحديد من جهة الغرب حيث يتفرع منه في الجنوب فرعان أحدهما يتجه إلى محطة السكة الحديد في الجنوب الشرقي والثاني يتجه نحو جسر المزيرة في الجنوب الغربي, كما يتفرع منه أيضا طريق ترابي آخر يخترق خط السكة الحديد شرقا إلى قرية دمرا.
· السكة الحديد: تقع قرية ديرسنيد على الخط الحديدي الساحلي الذي يربط فلسطين بمحطة اللد المركزية في الداخل ومحطات بيروت ودمشق واستنبول في الشمال ومحطة بغداد والكويت في الشرق ومحطة القاهرة في الجنوب ثم المغرب العربي غربا، الأمر الذي أكد أهمية موقع ديرسنيد كمحطة من محطات السكة الحديدية التي تلعب دوراً هاماً في نقل الحجاج من القرى شمال قضاء غزة إلى الديار المقدسة في مكة والمدينة، بالإضافة إلى نقل المسافرين والبرتقال و البضائع و السلع إلى الأسواق وموانئ التصدير في غزة واسدود ويافا، كذلك كمركز للبريد ومحطة لراحة المسافرين.
· الوديان: أهم وديان قرية ديرسنيد هو وادي الحسي الذي يبدأ بالقرب من منطقة دورا في جبال الخليل ويصب في البحر الأبيض المتوسط جنوب قرية هربيا، ومن روافده وادي سويلم ووادي الكلخة اللذان يلتقيان به جنوب تل القنطرة ووادي المليحة الذي يلتقي به عند تل الحسي ووادي الحليب (وادي السافية) الذي يلتقي به في جنوب غرب القرية، ووادي العبد الذي يلتقي به في شمال غرب القرية وهو وادي فصلي موسمي الجريان يمتلئ بالماء خلال فصلي الشتاء و الربيع لدرجة أن سرير الوادي لا يستوعب كمية المياه التي كثيرا ما تفيض على الجانبيين ويجف تقريبا خلال فصلي الصيف والخريف، ويخترق هذا الوادي خط السكة الحديد في جنوب شرق القرية وفي شمال شرق القرية لذلك أقامت عليه حكومة الإنتداب جسرين الأول جسر الذراع في جنوب شرق القرية على وادي الحسي والثاني جسر البنية في شمال شرق القرية على وادي العبد وذلك لتأمين استمرار المواصلات خلال فصلي سقوط الأمطار و الفيضان في فصلي الشتاء و الربيع، كما يخترق أيضا طريق يافا-غزة المعبدة ولذلك أقامت عليه حكومة الانتداب أيضا جسرين الأول جسر المزيرة على وادي الحسي في جنوب غرب القرية و الثاني جسر الحبل على وادي العبد في شمال غرب القرية وذلك لتأمين استمرار المواصلات في فصلي سقوط الأمطار في الشتاء و الربيع أيضا، وهكذا نجد أن قرية ديرسنيد وهي مركز تجمع الوديان ومركز تجمع المواصلات ومركز الجسور أي أنها قرية الجسور الأربعة، وبالقرب من مصبه في البحر الأبيض المتوسط في جنوب قرية هربيا يتسع مجرى الوادي لكثرة روافده ولكن ورغم أتساع مجراه وقلة انحداره وبطئ جريانه ألا أنه يكون قادراً على شق مجراه وذلك بسبب جريانه في تربة رملية تسمى محلياً بالسوافي، ولذلك يسمى وادي السافية ابتداء من جريانه في منطقة السوافي في شمال غرب قرية ديرسنيد وحتى مصبه في البحر الأبيض المتوسط إلى الجنوب من قرية هربيا.
الفصل الأول