لم يكن الوصول إلى منزل الحاج أحمد الحاج حسين محمد (أبو فراس) أمرا صعبا. عند وصولنا إلى منطقة وادي الزينة التي تبعد بضعة كيلو كترات عن مدينة صيدا، وهي منطقة تجمع تجمع فيها عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين، لم نحتج إلى كثير من السؤال، فوادي الزينة فيها الكثير من أبناء بلدة سحماتا، وأبو فراس رجل معروف فهو صاحب ملحمة وله علاقات واسعة وطيبة مع سكان الوادي.
سؤال واحد وجهناه لأحد أبناء المنطقة وحصلنا على العنوان بسهولة.طرقنا بابه ولم يكن يعرف مبتغانا ولكنه رحب بنا بأكثر مما نطمع. عرضنا عليه فكرة (هوية) وأن الهدف من الزيارة هو الحصول على ما عنده من معلومات عن عائلة محمد – سحماتا، وكان تعليقه مطئنا ومرحبا: وصلتم.
الرجل يعشق سحماتا وكل ما ومن فيها، ويحفظ ويسرد عنها وعن عائلاتها كمن يقرأ في كتاب. اسم العائلة (محمد) يعود إلى محمد النافع الذي حضر مع (قدورة) من لواء عجلون في الأردن إلى سحماتا. محمد النافع كان مكلفا من قبل السلطان العثماني بحكم لواء الجليل من صفد إلى عكا واستقر في قلعة سحماتا. هكذا وبدون تكلف يجود أبو فراس بما عنده من معلومات، فقد بذل وقتا وجهدا كبيرين في سبيل جمع هذه المعلومات، وهو حريص على متابعة كل صغيرة وكبيرة تتعلق بعائلات سحماتا:
كان لمحمد ابنان: أحمد وقاسم، ولقاسم ولد واحد هو موسى. وأحمد كان له محمد، ولمحمد ولدان : محمود وحسين. وحسين له ولد اسمه علي، ومن أبناء علي: الحاج حسين والد أحمد (أبو فراس- محدثنا) ومحمد و خالد ومصطفى.
الوالد الحاج حسين هو من غادر سحماتا متوجها إلى لبنان عام 1948 عندما شنت العصابات الصهيونية هجماتها على البلدة وقصفتها بالطيران الحربي. لقد كان الوالد أبو مصطفى من الوجهاء المعروفين في البلدة، ومضافته مفتوحة للجميع وكان يسهم في حل بعض الخلافات والإشكالات التي كانت تنشب بين بعض أبناء البلدة بين الحين والآخر ولكنه اضطر للخروج مع أهل البلد عندما لم يعد هناك امكانية للبقاء في مواجهة العدوان.
عند سؤاله عن أوراق أو وثائق عن العائلة يحتفظ بها من والده في سحماتا، يجيب بحسرة :(لقد فقدنا هذه الوثائق في مخيم تل الزعتر، وثائق ولادة لإخواني مصطفى ، خالد ومحمد باللغات العربية والانجليزية والعبرية..كانت جميعها محفوظة داخل علبة في المنزل داخل المخيم وقد فقدناها في حرب تل الزعتر.
ندخل معه في تفاصيل شجرة العائلة، فيذكر لنا أسماء الأجداد وصولا إل الأحفاد ذكورا وإناثا، مع التفريق بين الأحياء والأموات وعندما تخونه الذاكرة في اسم واحد من أحفاده أو أحفاد إخوانه كان يستعين بذاكرة أم فراس التي لم تبخل علينا بما عندها من معلومات. ويشير لنا إلى الأشخاص الذين فقدوا في حرب تل الزعتر ومنهم أخواه خالد ومصطفى، ويذكر لنا أسماء الذين استشهدوا من أبناء العائلة في تل الزعتر وفي مخيم شاتيلا (أثناء المجزرة 16/9/1982)، إذ كانت خسارة العائلة كبيرة في هذه المجزرة باستشهاد 17 شخصا معظمهم من أبناء خالد يوسف الحاج حسن وأبناء أحمد موسى علي الحسين، إضافة إلى عدد من الجرحى.
انتهينا بشجرة عائلة شبه مكتملة، والفرع الذي لم يعرف تفاصيله زودنا بأسماء الأشخاص الذين يمكننا أن نزورهم لإستكمال المعلومات.
يحدثنا أبو فراس أثناء الزيارة عن تشعب عدد من العائلات من عائلة محمد مشيرا إلى بعض أبناء العائلة الذين لا يعرفون صلتهم بعائلة محمد. ويستطرد في الحديث ليخبرنا عن واحدة من حسنات مختار سحماتا علي صالح قدورة الذي أسهم في تثبيت اسم عائلة قدورة لأبناء هذه العائلة عند إجراء الإحصاء أمام لجنة الإحصاء في بعلبك. فقد كان الرجل من أفراد عائلة قدورة يقول اسمه فلان الفلاني ذاكرا اسمه واسم أبيه أو جده أحيانا دون ذكر اسم العائلة فيستوقفه المختار: اكتب فلان الفلاني قدورة، وهذا ما جنب العائلة كثرة التفرعات.
يداهمنا الوقت فقد أخذنا الحديث لساعات ولكن الرجل لم يمل ولم يتذمر، بل عرض تقديم العون في أي وقت سواء بزيارات أخرى أو عبر الهاتف.غادرناه وفي البال أن نعود إليه مجددا.
شهداء عائلة محمد (سحماتا) في مجزرة شاتيلا
الإسم
|
العمر
|
زهرة يوسف محمد
|
40 سنة
|
خالد يوسف محمد
|
47 سنة
|
فاطمة سليم محمد
|
44 سنة
|
بهاء خالد يوسف محمد
|
12 سنة
|
سهيلة خالد يوسف محمد
|
19 سنة
|
سناء خالد يوسف محمد
|
17 سنة
|
ليلى خالد يوسف محمد
|
11 سنة
|
أكرم خالد يوسف محمد
|
9 سنوات
|
إيمان خالد يوسف محمد
|
7 سنوات
|
منال خالد يوسف محمد
|
5 سنوات
|
سامر خالد يوسف محمد
|
سنتان
|
أحلام خالد يوسف محمد
|
سنة واحدة
|
مفيد أحمد موسى محمد
|
15 سنة (قتل بعد أن كان جريحا)
|
فاديا أحمد موسى محمد
|
7 سنوات
|
عايدة أحمد موسى محمد
|
16 سنة
|
إيمان أحمد موسى محمد
|
6 سنوات
|
معين أحمد موسى محمد
|
11 سنة
|
تمت الزيارة يوم السبت 29/1/2011