جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
الموقع: تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط على بعد 21 كم شمال مدينة غزة عند التقاء دائرة 31و40 شمالا وخط طول 34و35 شرقاً، وقد كانت على مدى تاريخها الطويل ذات شأن اقتصادي بسبب مينائها البحري وموقعها الاستراتيجي القريب من الحدود المصرية ومواجهتها للقادمين من البحر تجارا وغزاة، وقد كانت منذ القدم محطة هامة من سلسلة المحطات الممتدة على طول السهل الساحلي الفلسطيني، حيث اعتادت القوافل التجارية والحملات العسكرية المرور بها للراحة والتزود بالمؤن . وفي العصر الحديث أصبحت محطة هامة لخط سكة حديد القنطرة حيفا، كما يمر بها الطريق المعبد الرئيسي الذي يخترق فلسطين من الجنوب إلى الشمال على طول الساحل . نبذة تاريخية: عرفت مدينة عسقلان باسم اشقلون Aseckalon منذ أقدم العصور التاريخية، وقد ظهر اسمها مكتوبا لأول مرة في القرن التاسع عشر في الكتابات الفرعونية، كما ظهرت في رسائل تل العمارنة المصرية التي تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، واستمر حتى العصر الهليني 232 - 64 ق.م . إلى إن تحول إلى اشكلون واستمر حتى الفتح الإسلامي، وورد كذلك في كل المصادر التاريخية . أما لفظ عسقلان فطبقا لما ورد في لسان العرب يعني أعلى الرأس كما جاء فيه إنها بمعنى الأرض الصلبة المائلة إلى البياض . وقد أورد الأستاذ مصطفى الدباغ أن اسم عسقلان هو عربي كنعاني الأصل بمعنى المهاجرة . أما المجدل عسقلان فهي كلمة آرامية بمعنى البرج والقلعة والمكان المرتفع المشرف للحراسة، وفي فلسطين أماكن كثيرة تسمى المجدل منها : مجدل عسقلان نسبة إلى آثار مدينة عسقلان الملاحقة لها وتميزا لها من أسماء بعض القرى العربية الأخرى التي تحمل الاسم نفسه . المجدل عسقلان عبر التاريخ : تعد مدينة عسقلان من أقدم مدن فلسطين، وقد دلت الحفريات المكتشفة على أنها كانت مأهولة منذ العصر الحجري الحديث في عصور ما قبل التاريخ، لقد عثر على بقايا أكواخ دائرية يتراوح قطرها ما بين متر إلى متر ونصف على شكل أجراس ، كما عثر على أدوات مصنوعة من العظم وأواني حجرية وزينات صدفية وبقايا هياكل حيوانات . كان الملك الآشوري بلاصر أول من هاجم عسقلان في حملته على فلسطين سنة 731 ق.م. ولم ينته الحكم الآشوري لعسقلان إلا على يد نبوخذ نصر ( 602 – 562 ق.م .) استولى الإسكندر المقدوني على مدينة عسقلان سنة 332 ق.م . وسرعان ما تنافس عليها ورثته في الحكم فخضعت المدينة تارة للبطالمة وتارة أخرى للسلوقيين . فتحت عسقلان في عام 633م على يد معاوية بن ابي سفيان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب. ومنذ العام 1124م بعد سقوط صور بيد الصليبيين بقيت عسقلان معقلاً وحيداً على الساحل وتصدت لهجماتهم المتكررة إلى أن سقطت بيدهم سنة 1153م . حررها صلاح الدين الأيوبي عام 1187م من الصليبيين، ولكنهم عادوا واحتلوها مرة ثانية على يد " ريتشارد قلب الأسد " عام 1192م بعد سقوط عكا بأيديهم . إلا أن صلاح الدين قبل انسحابه من المدينة أمر واليها بهدم المدينة وسورها حتى لا تكون حصناً للفرنجة يقطع الطريق بين مصر والشام . وبعد هذا بدأ نجم عسقلان في الأفول إلى أن دمرت نهائياً سنة 1270 م على يد السلطان الظاهر بيبرس ، لتسلم الدور التاريخي إلى المجدل ( عسقلان - ( اشكلون اليوم ) التي تقع على بعد 6 كم إلى الشمال الشرقي منها. الانشطة: وقد مارس سكان المجدل عسقلان العديد من الأنشطة منها: الزراعة: فقد ساعد موقع مدينة المجدل وسط بيئة زراعية كثيفة فبلغت المساحة المزروعة في المجدل 42334 دونما لا يمتلك اليهود منها شيئاً وقد زرع سكان المجدل الحبوب والخضر والأشجار المثمرة كذلك زرعت الحمضيات وكروم العنب والفواكه كالتين والخوخ والبرقوق والتوت. الصناعة: وتعتبر المجدل عسقلان من أشهر المدن الفلسطينية في صناعة الغزل والنسيج وكانت تعتمد على الأنوال اليدوية التي بلغ عددها عام 1945 حوالي 800 نول ثم دخلت الأنوال الآلية. التجارة: وقد مارس السكان تجارة الأقمشة المتنوعة محلياً والمنتجات الزراعية وكذلك البضائع المستوردة من الخارج ومن اشهر أسواق المدينة : سوق الجمعة : يقام يوم الجمعة من كل أسبوع ، يتم فيه تبادل البيع والشراء بين الوافدين إلى السوق من أهل المدينة والقرى المحيطة بها . وينتهي عادة قبيل صلاة الجمعة ، حيث ينصرف الناس إلى الصلاة في المسجد ويقع السوق في جنوب غرب المدينة ، وهو ساحة واسعة تشرف على نظافته وتنظيمه بلدية المجدل ، ويجلب إليه كل ما يريد أهل المجدل وقراها بيعه من منتجات زراعية أو صناعية .