جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
يعبد: بلدة تقع إلى الغرب من مدينة جنين، تبعد عنها 16 كم، وعدد سكانها عام 1997م يزيد عن 11 ألف نسمة ويقدر عدد سكانها 2010م بنحو 17 ألف نسمة،وهي بلدة تاريخية وقديمة، تدل المكتشفات الأثرية أن الإنسان سكنها منذ آلاف السنين، وخاصة في تلالها وجبالها ووجود الكهوف الأثرية والقبور والفخاريات والزجاج الكنعاني والعملات وآبار المياه والأدوات التي كان يستخدمها الإنسان في معيشته تدل على موقعها وأهميتها التاريخية. كما يوجد في البلدة وفي محطها من تلال وجبال العديد من الأضرحة والقباب وقبور للصحابة والتابعين والمجاهدين منذ عهود الفتح الإسلامي وفتح القدس ( بيت المقدس)، وحروب الصليبيين والفرنجة. موقع البلدة استراتيجي ، يشرف على البحر الأبيض المتوسط، ويعتمد سكانها في معيشتهم على الزراعة ( الزيتون) والتبغ، فالبلدة تعتبر مملكة التبغ في فلسطين، كذلك على صناعة الفحم النباتي فهي الرائدة في هذا المجال. فيها بلدية منذ عام 1952م وكهرباء منذ عام 1964م وشبكة مياه وشوارع ومدارس ثانوية ومتوسطة وأساسية للبنات والأولاد. وفيها سبعة مساجد منتشرة في كافة أحيائها أهم هذه المساجد ( مسجد يعبد الكبير ) الذي أعيد بناؤه بطراز حديث عام 1996م ويتسع ل 2000 مصلي، وأهم ما في بلدة يعبد أن أهلها متعاونون فيما بينهم، يذللون الصعاب والخلافات ويتعاونون فيما بينهم في الشأن العام. وهذا محط اعتزاز لاهل بلدة يعبد. ومن رموز بلدة يعبد وشخصياتها العشرات، حيث أن كل فرد في يعبد يسعى إلى رفعة بلده ووطنه ويجتهد في دفع الأوضاع إلى الأمام، فهناك الأدباء والشعراء والمهندسين والأطباء والصحفيين والقادة الفلسطينيون ورجال السياسة وشيوخ الإسلام والمؤرخون والعلماء والصناعيون والزراعيون والمتفوقون في كافة مجالات الحياة الفلسطينية والعربية . وقدمت بلدة يعبد ما يزيد عن 105 شهيد جاهدوا في سبيل الله وسبيل فلسطين ضد الإستعمار البريطاني والاحتلال الصهيوني، فهم نجوم وكواكب مع عشرات الآلاف من الشهداء الفلسطينيين والأسرى والمعتقلين. فالشهيد الشيخ عز الدين القسام الذي روى بدمه تراب فلسطين في يعبد هو ومن جاهد معه حتى آخر رمق في حياتهم عام 1935م، في معركة غير متكافئة مع قوات الإستعمار البريطاني في احراش يعبد، والمعارك التي خاضها الثوار والمجاهدون الفلسطينيون مع قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م،وألحقوا خسائر مادية وبشرية في صفوف هذه القوات، وما تعرضت له البلدة من قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية، وقتل العديد من أبناء البلدة على يد هذه القوات انتقاما من أهلها، بعد أيام من الصمود والثبات والتصدي، فقد كانت يعبد فعلا ساحة حرب حقيقية تحدث عنها كبار الجنرالات الإسرائيليون في مذكراتهم وكتبهم. لا اريد هنا أن أذكر أسماء كي لا تخونني الذاكرة وأنسى اسماء، إنهم معروفون وأعلام وثريات، مرفوعة في سماء فلسطين الغالية. أما عائلات وعشائر بلدة يعبد - رغم ان البلدة لا تعترف كثيرا بالعائلية، إلا في الإنتخابات فقط - فهي كالتالي: أبو بكر، زيد الكيلاني، العطاطرة، العمارنة، الحمارشة، أبو شملة، حرز الله، الخطيب، الطاهر، البدارنة، القبها، الشيخ علي، العبادي، البعجاوي، أبو صلاح، التركمان، الميتاني، الأخوة اللاجئون لعام 1948م.( ما عدا ذلك فروع من عائلات). أما القرى المحيطة بالبلدة فهي: كفيرت، نزلة الشيخ زيد، الطرم، طورة الشرقية، طورة الغربية، أم الريحان( داخل جدار الفصل العنصري)، الخلجان، أم دار، زبدة، برطعة( داخل جدار الفصل العنصري)،ظهر المالح( داخل جدار الفصل العنصري)، خربة عبد الله اليونس( داخل الجدار)، ظهر العبد، أم ريحة، وخربة المكحل. أما المستوطنات المقامة على أراضي بلدة يعبد فهي: شاكد، حنانيت، ريحان، تل منشة"شمال البلدة"، مافودوتان، وحرميش" جنوب البلدة"، والاستيطان في محافظة جنين، بدأ في بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي، وجدار الفصل العنصري الذي بدأ الاحتلال الإسرائيلي بإقامته فيالضفة الغربية فقد بدأ التنفيذ في أراضي محافظة جنين عام 2002م، الذي سلخ نحو 74 ألف دونم من أراضي منطقة يعبد غرب مدينة جنين خاصة أحراش القسام " العمرة" وهي المتنزه الطبيعي الوحيد في شمال الضفة الغربية وتبلغ مساحته نحو 5 كم مربع، والعديد من القرى المحيطة، وزرع الاحتلال الإسرائيلي البوابات الإلكترونية والأبرج العسكرية وكمرات المراقبة، وحول ما يزيد عن 15 كم مربع من الأراضي وعلى إمتداد الجدار إلى مناطق عسكرية ومغلقة، وما زال الاحتلال ماضيا بهذه السياسة، حيث الإغلاق والحصار على منطقة يعبد ما زالت مستمرة، وخاصة الشارع الاقع إلى الجنوب من البلدة الذي تغلقه قوات الاحتلال منذ عام 2000م أمام حركة التنقل الفلسطيني، ويربط هذا الشارع محافظة جنين مع محافظتي طولكرم وقلقيلية. سميت يعبد بهذا الإسم كما ذكر في كتب التاريخ ، حيث أنها مكان للعبادة، صلى على أحد جبالها سيدنا إبراهيم عليه السلام ( الجبل المصلى)، من العبادة والصلاة لله تعالى وحده لا شريك له. وذكر لي أحد علماء الآثار الفلسطينيين من القدس( الصفوري)، أن سبب تسمية البلدة بهذا الإسم يعود لموقعها العالي، ولمدخلها، فمن يريد الدخول إلى يعبد يعبر من طريق واحدة معبدة ومتدرجة الإرتفاع.
أضافها: فهيم زيد الكيلاني
f_zaid60@yahoo.com