جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
مخطئ من يعتقد أن التظاهرة، التي قام بها الصهاينة في أم الفحم يوم أمس بحماية قرابة ألف وخمسمائة إرهابي من الشرطة والقوات الخاصة التابعة لها، هي عمل فردي لمجموعة من المتطرفين الصهاينة، ولو كان كذلك لما رخصت لها حكومة الاحتلال عبر أكبر محكمة صهيونية وهي محكمة العدل العليا، ولو لم يكن هناك ضوء أخضر من حكومة نتنياهو الأكثر تطرفا من هذه المجموعات لما قامت بتنظيم هذه التظاهرة العنصرية. المؤسف أننا نقول إنه لا مفاوضات في ظل الاستيطان، ونريد من الاحتلال أن يجمد الاستيطان لمدة شهرين أو ثلاثة وبعد ذلك ليس مهماً وقف الاستيطان، وكأن قضايا العودة والقدس والدولة قضايا ثانوية، نحن ننتظر ونوحي للعالم بأن هناك محاولات لمسيرة سلمية يمكن أن تنهي الصراع ولكن المشكلة هي التعنت الإسرائيلي في موضوع الاستيطان، و(إسرائيل) تتمادى في تمنعها ورفضها لما يطرحه الفلسطينيون، وفي نفس الوقت هي مستمرة في مشروع إنهاء الوجود الفلسطيني في فلسطين المحتلة والقدس تحديدا، وهذا ملاحظ من الإرهاب الممارس في القدس منذ زمن، وهو اليوم بدأ تنفيذه في أم الفحم. الاحتلال الإسرائيلي بدأ بالفعل في تنفيذ قراره بيهودية الدولة والتي اعتبرناها شأنا إسرائيليا خاصاً، وتناسينا الهدف من هذا الإعلان وهو طرد من تبقى من فلسطينيي الـ "48" حتى تبقى هذه المناطق خالصة لليهود، وهي نفس السياسة المطبقة منذ سنوات طوال في مدينة القدس ومحيطها من خلال التفريغ والهدم والملاحقة والاستيطان والتضييق بكل أشكاله وألوانه. ما حدث في أم الفحم هو الحلقة الأولى والتي من المتوقع استكمالها في الأزمان القادمة، بهدف تحقيق المشروع الصهيوني التهويدي واستكمال تهجير من تبقى من الفلسطينيين في ظل عدم تدخل مصحوب بلا مبالاة، وإغماض طرف وإعلان البعض عن الموافقة، إضافة إلى عدم طرح هذا الموضوع في أي تفاوض جرى أو سيجري، لأن فريق التفاوض الفلسطيني بقيادة محمود عباس مؤمن بأن هذه الأراضي هي خالصة لليهود، وعندما يعلن انه على استعداد للتنازل عن حق الفلسطينيين التاريخي، هو موافقة . (إسرائيل) تسابق الزمن وتريد أن تفرض سياسة الأمر الواقع، وتريد أن تنفذ سياسة تبادل السكان، المشروع الذي طرحه ليبرمان وسانده نتنياهو لأنه ليس موقفاً شخصياً، بل هو منهج وفكر وعقيدة عند اليهود، وهي بذلك تريد أن تقطع الطريق على أي تسوية كما يراها حتى أصحاب مشروع التسوية من الشعب الفلسطيني، وهي تريد أن تفرض الرؤية الإسرائيلية في حل الصراع وهذا واضح في مواقف نتنياهو وتحالفه القائم على العنصرية. على الكل الفلسطيني أن يتحرك في فلسطين المحتلة من مناطق الـ "48" ومن الضفة والقطاع وحيث يتواجد الفلسطينيون، ويجب أن يستفيق هذا المفاوض من حالة التيه التي يعيشها ويريد أن يعيش فيها الشعب الفلسطيني، ويرى الصورة الحقيقية وأن يترك هذا التصور من الحل. يجب التصدي متوحدين للمخططات الصهيونية وسياسة فرض الأمر الواقع وان نعتمد على استراتيجيات جديدة في التصدي والمواجهة لمنع سياسة الاحتلال. وهذا يتطلب أن نسعى جاهدين من أجل إنهاء الانقسام والجلوس مع بعضنا البعض ونجلس للبحث عن خيارات جديدة للتعامل مع المحتل بعد فشل مشروع التفاوض وما يسمى الحل السلمي أو تقاسم فلسطين. وعلى الإخوة في مناطق الـ "48" ألا ينتظروا أحداً وعليهم مواجهة هذا المحتل بطرق مختلفة وجديدة لأنهم الأقدر على تحديدها، وفي نفس الوقت على الشعب الفلسطيني ألا يتركهم يواجهون الإرهاب الصهيوني ويجب أن يشكلوا لهم سنداً في خياره، وعليه يجب أن تكون المواجهة شاملة وإلا سيكون فلسطينيو الـ"48" "فريسة" سائغة للمحتل، ولن يتردد في ارتكاب المجازر بحقهم.