تجمع العودة الفلسطيني (واجب) بالتعاون مع بيت التراث الفلسطيني وأهالي قرية صفورية
يقيم مهرجان القرية الفلسطينية الثامن عشر .. قرية صفورية
أقام تجمع العودة الفلسطيني (واجب) وبالتعاون مع بيت التراث الفلسطيني وأهالي قرية صفورية، مهرجان يوم القرية الفلسطينية الثامن عشر تحت عنوان «يوم القرية الفلسطينية .. صفورية» يوم الجمعة 22 تشرين الأول (أكتوبر) 2010م في مخيم اليرموك بدمشق، ويأتي هذا المهرجان ضمن مشروع القرية الفلسطينية الذي يقيمه التجمع لترسيخ مفهوم وجوب حق العودة إلى فلسطين، وللتذكير بالقرى الفلسطينية التي دمرها الكيان الصهيوني وشرد وطرد أهلها منها.
بداية الحفل كانت بافتتاح معرض لصور قرية صفورية وبعض المقتنيات التراثية والأثرية القديمة على أهازيج أهالي القرية وشبابها الذين تفاعلوا بالهتاف والترديد للدحية والدلعونة الفلسطينية بمشاركة فرقة حنين، التي تروي ماضي القرية وتاريخها، وقد قام بقص شريط الافتتاح أكبر المعمرين من أبناء القرية في سورية وعدد من القيادات والشخصيات الوطنية الفلسطينية والسورية، وثلة من ممثلي الفصائل الفلسطينية، وممثلي لجان الدفاع عن حق العودة ومؤسسات المجتمع المدني وحشد كبير من أهالي القرية وأبناء المخيم، ثم افتتح المهرجان رسمياً بالقرآن الكريم والنشدين العربيين السوري والفلسطيني.
بداية، ألقى مدير عام تجمع العودة الفلسطيني (واجب) الأستاذ طارق حمود كلمةً رحب في مستهلها بكافة القيادات والنخب الفلسطينية والسورية واللبنانية الحاضرة، ووجّه تحية خاصة لأهالي قرية صفورية وأهالي القرى الأخرى. ثم تابع قائلاً: "قُدر لقرية صفورية في هذا الحفل أن تجمع بين أبناء الشعب الفلسطيني بمختلف انتماءاته السياسية لتعكس صورة الوحدة الوطنية، ولترسل رسالة مفادها أننا قد نختلف في وجهات النظر، لكننا نتفق بأن أرض فلسطين هي أرضنا جميعاً، ولا يمكن أن نختلف على الثوابت الوطنية في استعادة كافة تراب فلسطين".
وأضاف "إن الرسالة التي نريد أن نبعثها من خلال هذا المهرجان هي رسالة سياسية تعرّف بماهية حق العودة، وهذه العودة لن تكون بالنسبة لنا إلى أي مكان، إنما ستكون إلى ديارنا وممتلكاتنا وأرضنا التي اغتصبها الكيان الصهيوني"، وأكد مدير عام تجمع واجب: "لا يمكن أن يوجد بديل عن حق العودة، فهو جزء من الحقوق التاريخية الثابتة للشعب الفلسطيني الذي لا يمكن أن يهادن أويتنازل عن ذرة تراب من ثرى الوطن، وهذا الحق هو حق مشروع نؤكد من خلاله انتماءنا لأرض فلسطين" وأضاف "يوم القرية هويوم نعلّم فيه الأبناء كيف يتعاملون مع أرث الآباء والأجداد لكي لا ينسوا فلسطين أبداً".
وأشاد حمود ببطولة وبسالة أهالي قرية صفورية في الدفاع عن أرض فلسطين، فقد واجه أهالي قرية صفورية أكثر من محطة في تاريخ القضية آخرها في مخيم نهر البارد، لكنهم بقوا على خط المقاومة صامدين مؤكدين على أن خيار المقاومة هوالخيار الوحيد الذي يعيدنا إلى ديارنا، وختم حمود كلمته متمنياً أن يكون اللقاء القادم مع أبناء القرية على ثرى فلسطين والقرية محررة من قيود الاحتلال.
تلا ذلك كلمة أهالي قرية صفورية من أبناء الجيل الأول ألقاها المستشار رشيد موعد، قدّم خلالها نبذة تاريخية عن قرية صفورية، مبتدئاً كلمته بالقول: "صفورية في القلب والقلب ما يزال ينبضحنيناً وشوقاً إليها" وأضاف موعد بأن "العدو الصهيوني يراهن على أن حق العودة سوف يموت مع من طردهم وهجرهم من ديارهم عام 1948، ولكننا نقول له بأننا نراهن على جيل الشباب كسلاح وعامل مهم في التمسك بهذا الحق والمطالبة به"، وختم كلمته بأن الكيان الغاصب هو جسم غريب في جسم معافى سليم، إذاً علينا ألا نقلق لأن هذا الكيان لابد أنه سيزول وحتمية التاريخ تؤكد على ذلك.
ثم تكلّم الدكتور سهيل زكار أستاذ التاريخ في جامعة دمشق في مداخلة تاريخية تعرف بالماضي الحضاري لقرية صفورية، حيث أشار إلى أن صفورية تتمتع بتاريخ طويل انطلق منه تاريخ الناصرة ككل، بعد ذلك تم عرض فيلم يتحدث عن قرية صفورية ويوضّح المعالم الأثرية والتاريخية التي كانت موجودة بها،ويستعرض بياراتها وأشجارها وسهولها، في تفاعل مزج بين الدموع والابتسامات من أهالي القرية.
وفي فقرة خصصت لجيل النكبة من أبناء القرية، أدار مسؤول التاريخ الشفوي والعلاقات العامة للتجمع والمشرف العام على نشاط القرية الأستاذ أحمد الباش حواراً مع ثلة من شهود النكبة من الرجال والنساء من أهالي القرية، تطرق كلّ منهم خلاله للحديث عن جانب من الجوانب التي عاشها أبناء القرية متضمنة العلاقات بين أهل القرية وعاداتهم وتقاليدهم والدور الذي كان يقوم به وجهاء القرية في حلّ الخلافات في حال حدوثها بين أبناء القرية، إضافة إلى مشاركة أهالي القرية في الدفاع عن أرض قريتهم.
ومن ثم ألقى الدكتور طاهر عبد المجيد كلمة الجيل الثاني والثالث، أكد فيها على أهمية هذه المهرجانات في إحياء الذاكرة الفلسطينية، خاصة لدى جيل الشباب الذين لم يروا فلسطين في عيونهم ولكنهم عشقوها في وجدانهم وحفروا اسمها في قلوبهم، وطالب شهود النكبة بأن يحمّلوا جيل الشباب أمانة استعادة فلسطين، واختتم كلمته قائلاً: "إننا مطالبون ببذل كل الجهود لنصنع جيل العودة، وهذا الجيل يجب أن يتسلح بالوعي والعلم والمعرفة لكي يأخذ زمام المبادرة ويستطيع أن يقمع ويقهر العدوالغاشم في كافة المجالات".
كما ألقى رئيس لجنة إحياء التراث الفلسطيني الأستاذ مأمون موعد كلمة بيت التراث الفلسطيني، شدد فيها على أن فلسطين عاشت فينا فتملكت كل جوارحنا لذلك من الصعب نسيانها أو التنازل عنها، معرباً عن الشكر لسورية التي تحضن مثل هذه الأنشطة، وختم كلمته بتكريم تجمع العودة الفلسطيني (واجب) ممثلاً بمديره العام الأستاذ طارق حمود، شاكراً التجمع على ما يقوم به من جهود كبيرة في الدفاع عن حق العودة، وخاصة ما يبذله في سبيل إحياء مهرجان يوم القرية الفلسطينية.
كما تخلل النشاط إلقاء قصيدة شعرية للطفلة فرح موعد من أطفال القرية أكدت من خلالها تمسكها وأبناء جيلها بحقهم في العودة إلى قريتهم، واختتم النشاط بتكريم كلاً من محمد طاهر عبد المجيد، عارف موعد، عثمان الصفوري، إبراهيم السعدي، خضرة الموعد، زهرة أبونعاج، حيث قدم لهم مجسماً لخارطة فلسطين. كما تم أيضاً تكريم المستشار رشيد الموعد ممثلاً عن شهود النكبة، والكاتب الدكتور أحمد سعيد نجم، والدكتور أحمد الشريف، والفنان عبد الرحمن أبوالقاسم، والكاتب هاني السعدي، والدكتور معاذ عبد المجيد، وجميعهم من أبناء القرية وأعلامها.
وحول أهمية هذه الفعالية قال المدير التنفيذي للتجمع الأستاذ أحمد حسين: "بأن الهدف من هذه الفعالية هو تنشيط الذاكرة الفلسطينية وترسيخ ثقافة العودة في أوساط أبناء الشعب الفلسطيني بمختلف شرائحه العمرية، ولتشكل جسراً يربط بين الأجيال المتعاقبة من أبناء القرية ولتظل قرى فلسطين حيّة في قلوب أبنائها رغم مرارة الفراق وآلامه".
كما تخلل المهرجان توزيع قطع من حلويات صفورية صنعها نساء القرية، بالتعاون مع اللجنة النسائية للتجمع التي تولت الإعداد لبعض الفقرات. واختتم النشاط بتمني الحضور في استمرارية مثل هذه الفعاليات التي جمعت أكثر من 1500 من أبناء القرية لأول مرة منذ عام 1948.
يذكر أن من بين الحضور من أبناء قرية صفورية الفنان عبد الرحمن أبوالقاسم والفنانة ربا السعدي، وهما من نجوم الدراما السورية، واعتذر الكاتب والمخرج هاني السعدي عن الحضور بداعي السفر فيما حضرت عائلته نيابةً عنه، بالإضافة إلى عدد كبير من القيادات الفلسطينية مثل السيد أبوموسى أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح (الانتفاضة)، أبو أحمد جمال عيسى مسؤول العلاقات العامة الفلسطينية حركة حماس، أبو أحمد فؤاد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، راتب شهاب أمين فرع اليرموك لحزب البعث العربي الاشتراكي، أبو القاسم عضو قيادة إقليم سورية في حركة فتح، رافع الساعدي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة)، أنور عبد الهادي مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، غسان عبود عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، توفيق صالح رئيس لجنة المتابعة في مخيم اليرموك، المعتز بالله أبو زامل رئيس اللجنة المحلية لمخيم اليرموك، عبد الله موعد رئيس الاتحاد الرياضي العام، الدكتور علي عقلة عرسان رئيس اتحاد الكتاب العرب سابقاً، الشيخ صالح الموعد من لبنان.