جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
تهويد الخان الأحمر يعتبر المصير الذي انتهت إليه منطقة الخان الأحمر في برية القدس، مثالا نموذجيا، على التزييف الصهيوني للتاريخ الفلسطيني واستمرار سرقة الأرض وفرض جغرافية جديدة، بقوة الحديد والنار، وفقا للفهم الأيديولوجي الصهيوني. وتقع هذه المنطقة، وهي الأشهر في برية القدس، جنوبي الكيلو 16 من طريق القدس-أريحا، وتضم أثرا قديما مميزا أخذت المنطقة منه اسمها، وهو الخان الأحمر، الذي كان نزلا للتجار والرحالة، وللمارين عبر برية القدس الممتدة حتى البحر الميت، وللقادمين أو الذاهبين من حواضر عربية واسلامية كدمشق الشام. تابوت أثري في الموقع ويعرف الخان أيضا باسم دير افتيموس، نسبة لمار افتيموس وهو قديس مسيحي أسس ديرا وكنيسا في المكان عام 428م. وفي كتابه (بلادنا فلسطين) يقدم المؤرخ مصطفى مراد الدباغ للموقع "للخان الأحمر أراض مساحتها 16380 دونما لا يملك اليهود فيها شيئا. تحيط بهذه الأراضي، أراضِ النبي موسى وعناتا والعيسوية والعيزرية وأبو ديس، وتعتبر هذه المساحة الكبيرة المترامية الأطراف من برية القدس، مرعى للماشية". وأجرت دائرة الآثار الفلسطينية في زمن الانتداب البريطاني تنقيبا في الموقع عام 1928، وكشفت عن أرضيات فسيفسائية، وصهاريج وبقايا برج. وتسيطر سلطات الاحتلال على جميع المنطقة، وبنت عليها منطقة صناعية يهودية ومتاجر ضخمة للتسوق خدمة للمستوطنات المجاورة خاصة المدينة الاستيطانية (معالية ادوميم) التي تعتبرها سلطات الاحتلال جزء من حدود مدينة القدس، ويجري العمل الان في مقطع من الجدار الفاصل لجعل هذا الضم أمرا واقعا، وفي الوقت ذاته، إجبار الفلسطينيين على سلوك طرق أخرى غير طريق القدس-أريحا التقليدي، الذي سيقتصر استخدامه على المستوطنين اليهود. قوس في الخان وتطلق سلطات الاحتلال على منطقة الخان الأحمر التي هجرت سكانها في عملية تطهير عرقي مفجعة، اسم (ميشار ادوميم)، وتوجد عدة حواجز عسكرية على الطريق الموصل إليها، لمنع دخول المواطنين الفلسطينيين. بعض معالم الخان ووفقا لعاملين في الموقع، فإن الحفريات كشفت عن كثير من القطع الأثرية، ومن بينها توابيت، بالإضافة إلى أرضيات فسيفسائية، ويمكن مشاهدة العديد من القطع الأثرية ملقى بإهمال في الموقع من خلف السياج. ويضم الموقع الأثرى عدة أقسام، من بينها آبار مياه مهمة، ومبنى تشير الدلائل إلى انه استخدم في فترة من الفترات كسجن، وأضافت سلطات الاحتلال استراحة ليستخدمها السياح، ووضعت تعريفات باللغتين العبرية والإنجليزية، في الموقع، الذي ذكر في أدبيات معظم الرحالة الذين زاروا فلسطين، وهو الآن يغتصب بصمت، وبدون ضجيج، أو حتى بيانات استنكار.