جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
يقول البكري في معجم ما أستعجم بان قبيلتي بجيلة وخثعم أبناء أنمار كانوا يقيمون بغور تهامة وما يليها من ظواهر نجد قبل أن تقوم بنو مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بإجلائهم عن بلادهم . فرحلت قبيلتى بجيلة وخثعم أبناء أنمار إلى جبال السروات (جمع سراة) ، وكان يسكنها قوم يقال لهم بنو ثابر ، فقاتلوهم وتغلبوا عليهم ، وأجلوهم عن موطنهم ، فصارت السراة لبجيلة إلى أعالي تربة (وتربة مازالت تعرف بنفس الأسم) . ويضيف البكري بانه بعد أن أستولت بجيلة على السراة كانت دارهم جامعة ، وأيديهم واحدة ، حتى وقعت حرب بين بطون القبيلة نفسها ، فتفرقت بطونها على البلاد بسبب تلك الحروب ، فأستقر بعض بنو قسر في (نجران) مجاورين لبني الحارث بن كعب ، وبعضهم صاروا بعمان ، وأستوطن قسم من بنو أحمس بالبحرين (ليست مملكة البحرين) ، وسكن بالبادية فيما بين اليمامة والبحرين بطن يقال لهم الجلاعم (وهم من بطن سحمة بن سعد) ، ولم يزالوا على ذلك التفرق والشتات حتى ظهور الإسلام ، فقام الصحابي جرير بن عبدالله البجلي بجمعهم .
والجدير بالذكر ، فان المراجع تقول بان السراة (وفي الجمع يقال سروات) هي أعظم جبال جزيرة العرب وهو الحد الفاصل بين تهامة ونجد ، وتقع بين جرش والطائف . ويقول الهمداني أن جبل السراة يصل ما بين أقصى اليمن إلى الشام في عرض مسير أربعة أيام . ويقول القزويني بإن السراة في الحجاز ، وهي جبال حاجزة بين تهامة واليمن ، وهي جبال عظيمة الطول والعرض والامتداد ، ومنها جبل (الحديد) الذي يقع بديار بجيلة ، والسروات (جمع سراة) كثيرة الأهل والعيون والأنهار والأشجار ، وبأسفلها أودية تنصب إلى البحر ، وأهلها أفصح الناس ، أولها هذيل ثم بجيلة ثم أزد شنوة . ويقول فؤاد حمزة (في كتاب بلاد عسير) بان (عسير) هي تسمية حديثة ، إذ ان قدماء المؤرخين العرب كانوا يسمونها بلاد (السراة) ، وكانت كل سراة تنسب إلى القبيلة التي تسكنها ، فيقال (سراة الأزد) ، وسراة بجيلة ، وهكذا .