يقول محمد عودة (11 عاما) “لم يكن قد مر سوى بضع ساعات على احتفالي بعيد ميلادي الحادي عشر في التاسع من يناير/كانون الثاني الماضي حتى حضر أفراد من عناصر شرطة الاحتلال يرافقهم مستعربون واعتقلوني ووضعوني في جيب عسكري وانهالوا علي بالضرب طوال الطريق، مرددين، (والله رح تموت!) . ويضيف محمد “في المسكوبية أشبعوني ضربا وشتما، مصرين أن أعطيهم أسماء راشقي الحجارة، كما كانوا يحضرون شراب الشوكولاته ويقربونه من انفي لأشمّه، وبعد ذلك يصبونه علي، كما كانوا يجبرونني على الوقوف طويلا رافع اليدين، وعندما أقول لهم إنني تعبت كانوا يجبرونني على الركوع ورفع يدي وكلما حركت وجهي كنت أتلقى الصفعات” .
وقال محمد مازن الدويك (13 عاما) “اعتقلت قبل أشهر من قبل الكابتن “الإسرائيلي” ايتسك في الرابعة فجراً وكان معه نحو 20 شرطياً، قيدوني واقتادوني إلى مركز المسكوبية” .
وأضاف “عند وصولي إلى هناك، أوقفوني على الحائط وجاء كابتن يدعى هشام وصفعني على وجهي وركلني في كل أنحاء جسمي، وسألني “كم حجراً رميت؟ ومن هم أصحابك الذين يلقون الحجارة؟)” . وتابع “وعندما قلت له إنني لم ارشق حجارة، عاد وضربني مجدداً، وأضاف “كلما كنت أكرر القول (لا اعرف شيئاً) كان ينهال علي بالصفعات والضرب، وعندما انحنيت لاحمي وجهي من الضربات، وجدت رأسي وقد صار على الأرض تحت الكرسي، عندها حمل الكرسي وضربني به على جسدي” . ومضى يقول “حضر محقق آخر اسمه موشي وقبل أن يبدأ استجوابي بدأ بتوجيه اللكمات على وجهي وكل جسدي وكان يقول لي (إذا لم تعترف سأدخل عليك ضباطا يكسرونك) أو (سوف أرسلك عند قتالين قتلى مجرمين)، إلا أنهم وافقوا في نهاية النهار على إطلاق سراحي وجاء والدي واصطحبني إلى البيت” .
من جهته قال شقيقه باسل مازن الدويك (9 سنوات) “حضر أفراد الشرطة لاعتقالي في الرابعة صباحا في شهر فبراير/شباط لكن والدي رفض اعتقالي ورافقني في التاسعة صباحا الى المسكوبية حيث جلس معي في الغرفة وبعد أن منعوه من الكلام حققوا معي عن رمي الحجارة وصوروني واخذوا بصماتي” . وقال باسل ببراءة “صاروا يجمعون الحجارة من الحارة بعد كل مواجهة، وكل واحد بصمته على حجر سيعتقلونه” .
وتجري الاشتباكات والمواجهات بشكل شبه يومي في حي سلوان بين الشبان الفلسطينين وشرطة الاحتلال بسبب سياسة هدم المنازل في الحي .
من جهته قال الطفل مسلم عودة (10 سنوات ) “حضر رجال الشرطة والمخابرات إلى بيتنا الساعة الرابعة صباحاً لاعتقالي قبل نحو ثلاثة أشهر ولكن والدي رفض أن أذهب معهم فأعطوه استدعاء للمسكوبية باسمي” . وتابع “ولما وصلت إلى هناك حققوا معي عن إلقاء الحجارة من التاسعة صباحا حتى الرابعة بعد الظهر، فنفيت التهم” . وأضاف “قبل شهرين جرت مواجهات مع الشرطة، كنت أقف متفرجاً، فاعتقلني عناصر من شرطة الاحتلال واحتجزوني نحو ثلاث ساعات في غرفة صغيرة جداً فيها فراش صغير في مركز شرطة البريد في القدس، واتهموني برشق الحجارة إلى أن جاء أبي ومعه محام” .
وقال الحاج فايز الرجبي عن التحقيق مع ابنه بهاء (13 عاما) الأربعاء الماضي “حضروا في الثالثة صباحاً تسلقوا الجدران ودقوا على الأبواب وأرادوا الدخول إلى غرفة ابني بهاء فمنعتهم، وطلبوا حضوره في الثامنة صباحا إلى المسكوبية فبقينا هناك حتى الخامسة مساء” .
واكد جواد صيام من مركز معلومات وادي حلوه-سلوان ان شرطة الاحتلال “اعتقلت في الشهرين الماضيين نحو 400 فلسطيني بينهم 180 طفلاً تحت سن 14 عاماً” .