يسعى الاحتلال "الإسرائيلي" لفرض سيطرته على الواجهة الشرقية لمقبرة باب الرحمة الملاصقة للمسجد الأقصى وبناء مشاريع توراتية فوقها.
وتقع مقبرة باب الرحمة التاريخية الإسلامية بمحاذاة المسجد الأقصى المبارك وتحت الأسوار الشرقية لمدينة القدس، وتضم في ثراها رفات الصحابة الكرام؛ عبادة بن الصامت، وشداد بن أوس رضي الله عنهما، وهي المقبرة الإسلامية التي دفن فيها المسلمون منذ 1400عام إلى يومنا هذا.
ويحدها من الجهة الشرقية السور المحاذي للطريق المؤدي إلى باب المغاربة، ومن الجهة الغربية سور القدس الشرقي وهو أيضا سور المسجد الأقصى المبارك، ومن الجهة الجنوبية منطقة سلوان والقصور الأموية، ومن الجهة الشمالية التلة الكبيرة التي هي وقف آل الحسيني.
وأكد مصطفى أبو زهرة رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس: "أن قوات الاحتلال تحاول أن تسلب الجزء الشرقي من هذه المقبرة، وقامت بنصب وبناء سور حديدي جنوب المقبرة من الجهة الجنوبية امتدادا على طول المقبرة إلى الأعلى من الجهة الشمالية فوق وقف أرض تلة الحسيني".
ولفت إلى أن هذا الجزء مساحته حوالي 5 دونمات إضافة إلى اقتطاعها دونما في الجهة الجنوبية بحيث بلغ مجموع ما اقتطع من المقبرة 6 دونمات.
وأشار أبو زهرة أن أراضي المقبرة وقف إسلامي مثبتة في الحجج والطابو، موضحا أن الاحتلال يدعي استملاكه للمقبرة في حين تحاول سلطة الطبيعة سلبها ونهبها.
ونبه إلى أن قوات الاحتلال ستبني مؤسسات استيطانية تهويدية على جزء من المقبرة، وكذلك في الجزء الشرقي منها في الانحدار على أرض الأنصاري التي هي أيضا أراض وقفية، وفيها مقبرة لشهداء الجيش المصري الذين دافعوا عن مدينة القدس قبل العام 48، "وهناك صرح للشهداء المصريين في هذا الجزء من المقبرة يبلغ عددهم 123 شهيدا مصريا".
وبين أن "الجدار الحديدي اقتطع الجزء الأكبر من مقبرة الشهداء المصريين في الجهة الشرقية حيث سيقام عليها مطلات سياحية وحدائق تلمودية، موضحا أنه يوم الخميس الماضي تم الانتهاء من بناء الجدار الحديدي في أعلى تلة الحسيني التي تم اقتطاع معظم أراضيها، وتم إخراج قبر خلف هذا الجدار".
وقال إنه تم إبلاغ الجهات المصرية بما يجري في مقبرة الشهداء المصريين التي عليها أن تدافع عن المقبرة.
وأوضح أبو زهرة أن هناك قضية مرفوعة من متولي وقف الحسيني والأنصاري في المحكمة "المركزية" الصهيونية في القدس، والتي ستبت في مصير الخمس دونمات في شهر تشرين أول القادم، علما أنه تم اقتطاع جزء من المقبرة في الجهة الجنوبية كما ذكرت في سنوات سابقة، وخاصة في الجزء الذي يمنع فيه من دفن المسلمين المجاور لحي سلوان.
وتابع "ندعو الله أن يكون قرار المحكمة لصالح الوقف، علما أن المحكمة تتبنى ادعاءات سلطة الطبيعة بأن أراضي المقبرة مصادرة ولا يوجد من يعترض عليها، ونؤكد أنها أراضٍ وقفية فيها حجج وقفية وتم الاعتراض عليها".
وأوضح أبو زهرة أنه تم نشر مخططات المشاريع التي ستقام على المقبرة، معربا عن خشيته أن يقام عليها قواعد للقطار الهوائي " التلفريك" الذي سيأتي من جبل الزيتون إلى هذه المنطقة.
وأكد أن أراضي المقبرة الوقفية هي لجميع المسلمين في العالم، "فهي ملاصقة للمسجد الأقصى، وجزء من أهم مناطق القدس وفلسطين، وعلى العالم الإسلامي أن يتنبه لما يحدث في المقبرة من طمس للهوية الإسلامية ولمعلم من معالم مدينة القدس".
وطالب منظمة التعاون الإسلامي، وكذلك الحكومتين المصرية والتركية ودول العالم الإسلامي، أن يعملوا على إنقاذ المقبرة.
وتبلغ مساحة المقبرة 23 دونما تمتد من باب الأسباط وحتى نهاية سور المسجد الأقصى، وتضم عددا من قبور الصحابة الذين شاركوا في فتح مدينة القدس، كما تضم رفات المئات من جنود صلاح الدين الأيوبي.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام