بدأ العام الدراسي وعادت مجددًا معاناة خمسة عشر طالبًا من "عرب الرماضين" الواقعة إلى شمال شرق قلقيلية؛ فهم يتجهون يوميًا إلى مدرستهم في قرية "النبي إلياس" المجاورة مشيًا على الأقدام بمسافة تزيد على الكيلو متر؛ ويكابدون المعاناة بمرورهم اليومي عبر بوابة تفتيشٍ أمنية في ذهابهم وإيابهم أي في الصباح ووقت الظهيرة؛ فضلًا عن تربص مركبات المستوطنين بهم.
يقول مختار عرب الرَماضين الشمالي شرق قلقيلية قدر جخادمة: "في عرب الرَماضين الشمالي تقطن 35 عائلة بدوية؛ ويصل عدد أفرادها إلى 200 شخص؛ نعيش في بيوت من "الزينكو" تعلوها "مستوطنة تسوفيم" التي تحاصر السكان من عدة جهات، الذين يُمنعون من البناء ليعيشوا مع الدواب جنبًا إلى جنب".
ويصف أجواء العيش في هذا المكان بالقول: "لا تتوفر لدينا مدرسة ويضطر 15 طالبًا من أبنائنا إلى الذهاب لمدرسة "النبي إلياس" التي تبعد أكثر من كيلو متر عن سكننا، ورحلة العذاب اليومية تتضاعف عندما يحل الشتاء، وما أقسى أن يسير الطلاب مسافة طويلة في أجواءٍ عاصفة".
ويواصل جخادمة حديثه: "يحمل الطلاب في حقائبهم المدرسية الأوراق الثبوتية لتتضمن "شهادة الميلاد وصورة عن بطاقة هوية الأب" كي يتسنى لهم عبور البوابة ويصلون إلى المدرسة بسلام، وأي نقص في هذه الأوراق يتسبب في إرجاع الطالب إلى منزله، فمع الكتب المدرسية يجب أن تحضر هذه الأوراق لتسليمها إلى جنود البوابة الأمنية التي يضطرون إلى المرور منها".
ويضيف المختار جخادمة: "يأتي التفتيش في المرحلة الثانية وخصوصًا عندما يحين تبديل جنود البوابة الأمنية، فقد سئم أبناؤنا من معاملة لا ترقى للإنسانية؛ إذ لا يكف الاحتلال عن العبث بمحتويات الحقائب والاستفزاز من قبل الجنود حين يتهمونهم بحيازة السكاكين".
وبعد الخروج من البوابة تأتي مرحلة السير على الطريق الالتفافي المؤدي إلى منطقة الارتباط العسكري شرق قلقيلية والوقوف بالقرب من مدخل الارتباط، في انتظار المركبات المارة؛ حسب قوله.
ويتحدث بمرارة عما يصيب هؤلاء الطلاب: "مَركبات المستوطنين المسرعة هي أكبر هاجس لهم ولآبائهم وأمهاتهم، فهم لا يأمنون على أبنائهم الطلبة من "عربدة المستوطنين"، إذ يتعين عليهم السير في مربع أمني خطير يبدأ بمنطقة الارتباط العسكري وبمفترق خطير وبشارع يصل "النبي إلياس" تمر منه صباحًا آلاف المركبات التابعة للمستوطنين ويسيرون بسرعة جنونية ولا يتورعون عن دهس المواطنين".
وبمناسبة بدء العام الدراسي أعرب جخادمة عن أمله في توفير وسيلة نقل خاصة لطلاب عرب الرماضين لحمايتهم من المستوطنين ومركباتهم المسرعة.
ويتمم حديثه: "وجودنا داخل عرب الرماضين الشمالي ما هو إلا شوكة في حلق مستوطنة تسوفيم التي تتمدد بكل الاتجاهات للسيطرة على المنطقة بأسرها، ونعتز برفضنا لكل ما عُرض علينا من مقترحات من قِبل الإدارة المدنية للخروج من المنطقة؛ لم نقبل بكل الإغراءات التي قُدمت لأجل التخلي عن التمسك بأرضنا؛ بالرغم من حياتنا الصعبة المليئة بالمنغصات وإجراءات خطيرة لطالما مست عصب الحياة".
المصدر: فلسطين اون لاين