جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
خلال تموز- الاحتلال يشن أوسع حملة اعتقالات في الخليل
الخليل- معا- قال أمجد النجار مدير نادي الأسير في محافظة الخليل أن قوات الاحتلال شنت خلال الشهر الماضي أوسع حملات الاعتقال والتي زادت وتيرتها وارتفعت بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان المبارك لتطال عمليات الاعتقال طلاب وأطفال ومرضى وكبار في السن وأسرى محررين. ولم تفلت أحياء المدينة وقرى ومخيمات المحافظة من هذه الهجمة المسعورة للمواطنين والاعتداء على المعتقلين أثناء عمليات الاعتقال مستخدمين الكلاب المدربة في اقتحام البيوت بشكل لم يسبق له مثيل و ارهاب الاطفال وترويعهم عند مشاهدتهم للكلاب تقتحم غرف نومهم في منتصف الليل إضافة إلى استخدام الالفاظ البذيئـة والمسيئة لذوي الاسير. وفي شهادات مشفوعة بالقسم ادلى بها ذوي الاسرى لنادي الاسير ولمحامي النادي بتعرض أبنائهم للضرب المبرح أثناء عمليات الاعتقال حيث أفاد ذوي الاسير احمد علي سويطي بتعرضه للضرب المبرح هو وإخوته خلال عملية الاعتقال بالإضافة الى العبث بمقتنيات المنزل. وأكد ذوو الأسير محمود محمود الحميدات قيام جيش الاحتلال بتكسير أثاث البيت وتكسير الأبواب كما قاموا بطرد جميع أفراد العائلة إلى خارج البيت بالإضافة الى مصادرة الكمبيوتر وعدد من الاجهزة الخلوية ولم يفلت الاسرى المحررين كذلك حيث اعتقلت قوات الاحتلال الاسير المحرر يونس عودة الحروب وأفاد ذوي الاسير بقيام الجيش بتكسير ابواب المنزل. وفي السياق ذاته بين تقرير النادي ما تعرض له الطفل ثروت عارف السويطي حيث قام جنود الاحتلال بالاعتداء على المعتقل وضربه ،وكذلك الطفل صقر محمد السويطي، و أفاد والده بأن قوة هائلة من جنود الاحتلال قدرت بما يقارب 200 جندي و17 مدرعة اسرائيلية قد داهمت منزلهم وذلك لاعتقال ابنهم وقد عاثوا فسادا بمنزل المعتقل وقد حاول جنود الاحتلال اطلاق النار على والد المعتقل عندما حاول الدفاع عن ابنه ومنعهم من أخذه بالقوة مع العلم من أن المعتقل لم يتجاوز 13 عام فقد تعرض للضرب المبرح على ايدي الجنود أمام مرأى من اخوته الصغار الموجودين بالمنزل الأمر الذي ارعبهم. أما ذوو الاسير علاء وراسنة لفت إلى أنه وخلال عملية الاعتقال قام جنود الاحتلال بتفجير باب المنزل والاعتداء بالضرب المبرح على ذوي المعتقل منهم شقيق الأسير والذي يعاني من مرض بالقلب دون مراعاة لوضعه الصحي الخطير. وفي الإطار ذاته كان للمعتقلين المرضى نصيب من التنكيل فلم يفلتوا من عمليات الاعتقال الهمجية والتي صاحبها الركل والضرب حيث وصل عدد الاسرى المرضى خلال هذا الشهر سبعة عشر مريضا ومعظمهم يعانون من امراض مزمنة فاستمرار اعتقالهم يهدد حياتهم ، فقد عرف منهم فراس نايف غيث وهو مصاب بمرض الصرع وقدر محمد النواجعة والذي يعاني من مرض القلب وكذلك فراس زياد ابو سنينة الذي يعاني من مشاكل في القلب وإبراهيم غنام والذي يعاني من مشاكل في الكلى وعدد منهم يعانون من أزمات صدرية وضيق في التنفس وعدد اخر لم يمر ايام على اجرائهم عمليات جراحية ولازالوا قيد العلاج عرف منهم جلال قاسم الراعي والذي كان قد اجرى له عملية في القدم قيل يوم من اعتقاله وكذلك عمرو عيسى الفروخ وحسب افادات هؤلاء الأسرى المرضى فإن سلطات الاحتلال لم تراعي ظروفهم الصحية اثناء عملية الاعتقال والنقل وصولا الى معتقل "عتصيون" وتخللها حفلات من الركل والضرب والشتم والكلام البذيء ورغم طلب بعضهم بأخذ الدواء معهم إلا أن الجنود رفضوا ذلك. وكباقي الأشهر السابقة واصل جنود الاحتلال حملات الاعتقال باستهداف الأطفال الفلسطينيين واعتقالهم والزج بهم في سجونها ومعتقلاتها السيئة ولقد بلغ عدد الاطفال خلال هذا الشهر عشرون طفلا والذي يُقترف بحقهم إجراءات تعسفية وانتهاكات بكل الأشكال وتعذيب قاسي وضغط وابتزاز ومساومة ، ومحاكمات جائرة وعرف من هؤلاء الاطفال صقر محمد سويطي ،واحمد ابراهيم اخليل ،وخضر يوسف ماضي ،وعماد خالد الجندي ونضال محمد الحروب ،وباسل سليمان مطرية ،وفراس زياد ابو سنينة ومعظمهم اعطوا إفادات لمحامي نادي الاسير بتعرضهم للضرب والتنكيل والإهانة من قبل الجنود اثناء عملية الاعتقال. وخلال هذا الشهر استهدف جنود الاحتلال العشرات من الطلبة وصل عددهم الى أكثر من ثلاثة وعشرون طالبا والتي تأتي ضمن سياسة التجهيل التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني وملاحقة طلبة الجامعات، الذين يتعرضون لحملات ممنهجة من قبل الاحتلال، لحرمانهم من التخرج بسبب تكرار عمليات الاعتقال. وفي نفس السياق فقد حول أكثر من ثلاثين اسيرا لمراكز التحقيق الرئيسية "عسقلان" و"المسكوبية" "وبتح تكفا" و"الجلمة" تعرضوا معظمهم لتنكيل كمرحلة ثانية من الاعتقال من التعذيب بعد عملية التعذيب التي يتعرض لها الأسير في أثناء الاعتقال . وتعقيبا على ذلك قال أمجد النجار مدير نادي الأسير أن استخدام حكومة الاحتلال للتعذيب بحق الأسرى الفلسطينيين ليس فقط من أجل الحصول على المعلومات ولكن هناك أهداف أخرى من التحقيق،ألا وهي تحقير الأسير وإهانته، والسخرية منه والحط من قيمه ومبادئه وقضيته وشعبه. وتوقف النادي في تقريره عند سياسة سرقة أموال الأسرى من خلال فرض الغرامات المالية اضافة الى الاحكام كإجراء عقابي بحقهم حيث تتراوح الغرامات ما بين 1000- 6000 شيقل فخلال شهر تموز تم فرض غرامات على الأسرى في محكمة "عوفر" وصلت بمجموعها اكثر من خمسون الف شيقل وهذا ما يسبب ارهاق مادي لذوي الاسرى في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة جدا التي يعاني منها ابناء شعبنا الفلسطيني. ولم تفلت المرأة من حملات الاعتقال ومثل باقي الاشهر اعتقلت قوات الاحتلال الطفلـة هديل طلال عيسى ابو تركى 17عاما من مدينة الخليل، بالقرب من الحرم الابراهيمي بالخليل يوم الخميس الماضي. واعتقلت الأسيرة الطفلة ابو تركى بعد مشادة كلامية بينها وبين إحدى المجندات التي تقف على بوابات الحرم الابراهيمي ،والتي حاولت منعها من الدخول، وادعى الاحتلال بأنها أرادت طعن المجندة بالسكين بعد رش مادة مسيلة للدموع على وجهها، حيث تم تقييدها ووضع رباط على عينيها واقتيادها إلى جهة مجهولة. علما ان الأسيرة ابو تركي هي أسيرة محررة أمضت في سجون الاحتلال 6 شهور، وكانت تبلغ من العمر حينها 15 عاماً فقط ، حيث اعتقلت بتاريخ 14/11/2010 ، بتهمة محاولة طعن جندي في الخليل، وتمت إساءة معاملتها خلال التحقيق، حيث تعرضت لوسائل تعذيب مختلفة لإجبارها على الاعتراف بالتهمة الموجهة إليها، وبعد 6أشهر قررت محكمة الاحتلال الإفراج عنها إلى مركز رعاية الفتيات في بيت لحم لصغر سنها. وفي هذا السياق قال النجار ان اعتقالها ليس له مبرر قانوني ، فهي كانت متوجهة للصلاة في الحرم الابراهيمى، وان ادعاء الاحتلال بأنها أرادت طعن مجندة هو كاذب لتبرير اعتقالها، وان معظم الاعتقالات التي تتم على مداخل الحرم الابراهيمي تأتي ضمن سياسة الكذب وتلفيق التهم والإرهاب لمنع ابناء محافظة الخليل من الصلاة في الحرم الابراهيمي. ولقد رصد نادي الاسير في محافظة الخليل اكثر من ستة عشر انتهاك تعرض لها المعتقلين اثناء عمليات الاعتقال وهي: 1- احتجاز المواطن الفلسطيني وتوقيفه عدة ساعات قد تصل الى يوم كامل دون مذكرة اعتقال والقيام بالاعتداء عليه واذلاله في موقع الاحتجاز ومن ثم الافراج عنه وتركه. 2- احتجاز المواطن الفلسطيني واعتقاله دون مذكرة اعتقال الى مكان آخر ليس سجناً او مركزاً رسمياً للاعتقال كأن يكون ساحة عامة او مكان منزوي والقيام بضربه والاعتداء عليه وإذلاله ومن ثم الافراج عنه وتركه في حال سبيله. 3- اعتقال المواطن الفلسطيني رسمياً والقيام بالاعتداء عليه خلال نقله الى مركز الاعتقال او الى السجن. 4- احتجاز المواطن ساعات طويلة مقيد اليدين تحت اشعة الشمس الحارقة ودون طعام ومن ثم اطلاق سراحه. 5- الضرب الشديد بالأيدي والأرجل وأعقاب البنادق. 6- اجبار المواطنين على التعري من ملابسهم. 7-استخدام المواطنين دروعاً بشرية. 8-اجبار المواطنين على تقليد حركات واوات الحيوانات. 9- سرقة اموال المواطنين وتخريب ممتلكاتهم. 10- شبح المواطنين ساعات طويلة في العراء صيفاً وشتاءاً. 11- القيام بأعمال تحرش وشذوذ جنسي. 12-الدوس على المعتقلين بعد القاءهم على الارض. 13-الشتائم المهينة والبذيئة. 14-تواصل سياسة تحطيم البيوت 15-الاعتداء بالضرب اثناء عمليات الاعتقال امام ذويه 16- استخدام الكلاب وبشكل ملحوظ خلال عمليات الاعتقال وجميع هذه المعطيات التي حصل عليها نادي الاسير بشكل مباشر من الاسرى وذويهم لهو اكبر دلالة على انحطاط المستوى الاخلاقي لجنود الاحتلال في تعاملهم مع المواطنين الفلسطينيين وان الاستهداف الواضح بحق ابناء محافظة الخليل يستدعي تدخل المؤسسات الدولية الحقوقية لزيارة محافظة الخليل والاطلاع على الانتهاكات التي تتعرض لها يوميا ضمن سلسلة متواصلة من القمع والتنكيل والاعتقال بحقهم . وطالب امجد النجار مدير نادي الاسير في محافظة الخليل بضرورة دعوة كافة المؤسسات الحقوقية العاملة في الارض المحتلة لعقد لقاء حول الكارثة الحقيقية التي تعاني من محافظة الخليل من جراء حملات الاعتقال المتواصلة.
المصدر: وكالة معا