كثيرة هي التقارير التلفزيونية المصورة التي عرضت خلال الأيام الماضية عن "النكبة" التي تحل اليوم ذكراها الـ 63. تلك "النكبة" التي شردت الشعب الفلسطيني إلى مختلف الجهات، وجعلت من بقي منهم على أرضه يعاني الأمرين من ظلم الاحتلال ونقص موارد الحياة والخوف من غياب الهوية أو غيابها في بعض الحالات.
من البرامج المميزة كان التقرير الذي عرضته قناة mbc وأبرزت فيه جهود جمعية "هوية" الأهلية في توثيق حق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم. وهو الحقّ التاريخي الذي يؤكد عليه العرب قبل الفلسطينيين. لذلك فإن مبادرة السلام العربية عرقلتْها إسرائيل لأسباب عدة، يأتي في مقدمتها التأكيد على حق العودة لمن هم في الشتات من أبناء فلسطين. والجميل في تقرير mbc أنه يلقي الضوء على مشكلة استعصت على الحل، ويُعرّف الأجيال الجديدة من الفلسطينيين والعرب على حال أولئك الذين تشردوا من غير ذنب سوى أن القوى الكبرى آنذاك اختارت أرضهم لإقامة كيان جديد عليها.. لكنه كيان مارس القتل والدمار كي ينشئ دولة على أرضٍ لم تكن له يوما من الأيام، أما شعبها الحقيقي الذي لم يعرف سواها، فقد تحول إلى غريب في وطنه أو مهجّر قسرا وما زال يحلم بالعودة إلى وطن يضم المسجد الأقصى وتاريخ الأديان كلها.
بالنظر إلى العقود التي مرت منذ عام النكبة، نكتشف أن عدد الأحياء الذين شهدوها ويتذكرون التفاصيل قليل جدا، ما يعني أن التوثيق بات مسألة مهمة. وهذا ما تقوم به جمعية "هوية" وكذلك المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية.
قدم التقرير التلفزيوني شهود العيان الذين تدفقت ذاكرتهم بحكايات الإنسان والمكان، وأبرز جهود التوثيق. ونأمل ـ إن لم يكن قد حدث ـ أن تتم ترجمته إلى مختلف اللغات، فمثل هذه التقارير تستحق أن تعرض في كل مكان، كي يعرف العالم قضية من أصبحوا بفعل فاعل من غير وطن.
مازن العليوي
2011-05-15
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId=5656
الوطن أون لاين