لماذا تحذف المرأة من شجرة العائلة؟!
انتشر لدينا في الآونة الأخيرة، تدوين شجرة العائلة لدى كثير من الأسر، بشكل مكتوب ودقيق في الغالب العام، وهذا أمر جميل ومفيد، ويساعد على الترابط وصلة الأرحام.
المهم في الأمر أن عمل (شجرة العائلة) عمل طيب، يوثق أواصر القربى، ويعرف (الحمولة) بأطرافها وأبعادها وأعماقها، ويقربها من بعضها، ويعين على التكافل والمحبة والتواصل بما يحمل من عناوين.. فإن الكتابة تبقى.. والذاكرة تنسى.. والحبر مهما يكن شاحباً أقوى من أقوى ذاكرة.
ولكن الغريب جداً في الأمر أن كثيراً من الأسر التي قامت بعمل (شجرة العائلة) تذكر الرجال في هذه الشجرة، وتهمل النساء تماماً، ولا تورد لهن ذكراً بحال من الأحوال!!
وكأنهن لسن من العائلة!! أو كأنهن ليس لهن وجود!! أو كأن وجودهن كعدمه ولا ندري ما هو مبرر هذا؟.. فإنه لا يوجد له أي مبرر على الاطلاق.. خاصة أن المرأة في ديننا الإسلامي الحنيف تحتفظ بنسبها واسم عائلتها حتى بعد الزواج، بعكس الغرب الذي ينسب المرأة إلى عائلة زوجها إذا تزوجت في تصرف مضحك ومهين للمرأة ولعائلتها في الواقع.. أما الإسلام فقد أكرمها واعتز بها وحفظ لها اسمها وعائلتها ونسبها مهما تتزوج.
إننا ندعو إلى إثبات النساء في أشجار العائلة، والاعتزاز بهن، فهن شقائق الرجال، وهن الوالدات، وهن بإذن الله منبع الحياة، والإسلام يكرم المرأة ويعتز بها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان كثير الذكر لخديجة وعائشة وفاطمة وغيرهن بالاسم في كل محفل.
ولا يعني هذا أن كل العوائل تغفل ذكر النساء في شجرة العائلة، ولكن الكثير يفعلون ذلك بلا أي مبرر، بل إن في ذلك نقصاً لتلك الشجرة، بل هي شجرة غير طبيعية فلا يوجد عائلة بدون امرأة، وبالتالي لا معنى لشجرة العائلة إذا لم تذكر نساء العائلة كما تذكر رجالها.. وبالمقابل فإن كثيراً من العوائل أيضاً يذكرون النساء في شجرة العائلة بكل واقعية واعتزاز، وفي مقدمة هذه العوائل عائلة آل الشيخ الكرام، فإن شجرة العائلة لديهم تشمل الرجال والنساء، وهذا هو التصرف الحقيقي والجميل، وعائلة آل الشيخ عائلة دين وفضل وتستحق أن يقتدى بها في هذا المجال.
إن حذف النساء من شجرة العائلة يؤذي المرأة كثيراً، ويشعرها بالفقد والوأد، وأنها مقطوعة من أسرتها، وأن أسرتها لا تعتز بها، وهذا ضد قيمنا وشيمنا العربية والإسلامية، كبار الرجال في تاريخنا "ينتخون" باخواتهم وبناتهم في المجالس والمحافل والحروب ويعتزون بذكر اسمهن الصريح الأصيل الذي يدل على الأصالة والإباء.
إن فكرة شجرة العائلة طيبة ومثمرة، تثمر التواصل والتكافل الاجتماعي والمحبة والانتماء والاعتزاز وترسيخ القيم والبعد عن النقائص حياء من الأنساب على الأقل.. وإن هناك في كل أسرة رجالاً فضلاء قيضهم الله لتبني تلك الفكرة والتعب في سبيلها، وهم بها سعداء، ومذكورون، مشكورون.
وحبذا أن يكون لكل عائلة (صندوق اجتماعي) هو رمز التكافل الواقعي.
وحبذا أن تضاف - بكل اعتزاز - أسماء النساء في كل شجرة عائلة معمولة الآن وتخلو منهن.. فهي بدونهن عقيمة ولا معنى لها.
فلماذا إذن تحذف المرأة من شجرة العائلة لدى كثير من العوائل الذين عملوا أشجاراً للعائلة أثبتوا فيها اسم كل (ذكر) ولو مات طفلاً وأهملوا فيه اسم كل (أنثى) ولو عاشت طويلاً وأنجبت كثيراً وكان لها دور كبير في عائلتها وحمولتها؟
يبرر بعضهم هذا التصرف غير المبرر بأن ولد المرأة لا ينسب لها بل لزوجها، وهو تبرير متهالك، فإنهم يثبتون في فروع شجرة العائلة كل (ذكر) ولو مات صغيراً أو لم يتزوج أو تزوج ولم ينجب، فحكاية انقطاع النسل وعدم الامتداد تبرير واه متهالك..