هوية /
الصورة أعلاه كانت سبباً لتلاقي عائلتين فرقت بينهم عقودٌ من الشتات، عندما بادر المحتفظ بالصورة الى إخراجها من أرشيف والده المتوفي وتقديمها لـ "هوية" بحثاً عن صاحب الصورة وهو صديق والده قدمها له قبل النكبة لتكون ذكرى لأجل المودة الخالصة.
مع بداية العمل الميداني للمشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية "هوية"، أولينا اهتماماً للصورة الشخصية والعائلية لأننا أردنا أن لا يبقى شهود النكبة مجرد أرقام أو حتى أسماء مجهولة بل أعلاماً وشخصيات معروفة. فكانت بضعة أشهر من العمل كفيلة برفع مستوى الاهتمام إلى درجة عالية، وذلك بفعل الأثر الايجابي لكثير من الصور ودورها في إحياء التواصل بين عدد من العائلات والشخصيات والتفاعل بيهم سواء من خلال الزيارات الميدانية أو عبر الموقع الالكتروني لـ"هوية" والصفحات التابعة له على مواقع التواصل الاجتماعي.
كثير من الصور بلغ عمرها خمسة أو ستة عقود وما زالت حبيسة الأدراج والألبومات، وبعضها معلق على الجدران لسنوات طويلة لم يرها إلا أصحاب الدار وزائروهم.. في المقابل فإن مساهمة بعض أصحاب الصور بإعادة نشرها عبر الانترنت كان له أثر كبير في التعريف بجيل فلسطين ومن تبعهم، وساعدت في إحياء التواصل بين أقرباء فرّقت بينهم الغربة، وجددت اللقاء بين أصدقاء متباعدين ومتجاورين أحياناً. فللصورة سحرٌ خاص تزداد قيمته ويعظم أثره كلما تقدم العمر بنا وبهذه الصور.
إنها دعوة من "هوية" لأبناء شعبنا الفلسطيني لاستخدام كل وسيلة تعزز التقارب والتواصل بين أهلنا وشعبنا، وفي مقدمتها الصورة خاصة تلك التي توثق لجيل أجدادنا الذين شهدوا نكبة عام 1948 ونكسة عام 1967، وأجبروا على مغادرة بيوتهم وترك أراضيهم، بل اقتلعوا من كل فلسطين منذ عقود.
للصورة سحرها.. فلننشرها لتحدثنا عن الماضي البعيد وتحي فينا أمل العودة