يروي الحاج قاسم مجريات نكبة عايشها وطبعت أحداثها قصصاً في ذاكرته، فيقول: «كنت أنا ووالدي وعمي بدر وزوجته، كنا في خلة فيليه (خارج الوادي بـ 2 كيلومتر) حيث كان في جيش الإنقاذ منتشر في المنطقة، جاءت طيارة من جهة الدير لفوق جيش الإنقاذ وقام الجيش باطلاق النار عليها. كان معي دابة ذهبت لأحضر عليها التبن، كنا نريد أن ننام في الاراضي تحت الزيتون، فقالوا لي إنزل عن الدابة انزل الى الأرض، فنزلت ونمت على بطني وفجروا أنينة الغاز، والصوت كان قوياً جداً وبقيت 7 ايام لا أسمع بأذني. فنمنا بخلة فيليه، ثم جاء جيش الانقاذ وقالوا لنا، ماذا تفعلون هنا، فسألناهم ماذا حصل؟ فقالوا: انكسرت معركة ترشيحا، فأسرعوا واذهبوا الى لبنان قبل أن يأتي اليهود ويذبحوكم».
«كان معنا دابة ووضعنا الفراش عليها، ووصلنا الى الرميش، على الحدود وجدنا الجيش اللبناني أيضاً يضع الدبابات من الناحتين، وقالوا لنا أسرعوا في الخروج، ونحن آنذاك كنا قد نسينا الطريق المؤدية الى لبنان فنمنا في السهل. أنا وأحمد نعمان ونسوان وأولاد، نمنا ثلاث أيام في سهل رميش ونمنا ليلة عند دار نجيب العميد».
في اليوم التالي جاءت الباصات وأخذتنا إلى صور، كان في شوادر (خيم) بالبرج الشمالي، وصارت الدنيا تمطر فإختبأنا عند دار أبو محمد الميعاري، كان عنده شادر كبير، وثاني يوم جاءت الباصات إلى حلب وأخرى الى بعلبك. ركبنا ووصلنا أول الحازمية، فتوقف وقال السواق معظمكم من الجليل فقلنا له نعم من سحماتا وترسين، فقال إسمعوا مني.. إنزلوا هنا واختبئوا في أي جامع أو كنيسة أفضل من الذهاب الى بعلبك، هناك ثلج كثير والذي معه طفل أو كبير في السن يودعه، لأنه البرد كثير والثلج كذلك.
فقلنا له لا.. نريد الذهاب للى بعلبك الساعة 12 ليلاً، فأخذوا الأسماء وسجلوا، ووزعونا ووزعوا لنا الأكل، كانت مؤامرة كبيرة.
بقينا 75 عيلة تعبنا شهر، فوجدنا غرفة 4x4 وإشترينا بـ50 ليرة فأخذناها، وبالنسبة للأكل وبشرب، يحضروا لنا 7 حبات عجوة صباحاً، الظهر باذنجان بين الماء، وكان كل واحد مسؤول عن 10 أشخاص، وكان مسؤول عنا عبد الحميد، وثاني يوم يحضروا ملعقة مربى و3 أرغف خبز نصفه شعير وسخين.نحضر 1كيلو طحين من الفرن، نعجنهم ونقلب المقلاة على البريموس ونخبزهم، وأحمد كان يسهر عند واحد حلونجي، فتعلمنا أكلوا ونبيع، بالأول عملنا فلافل محل ما بوزعوا الاعاشة يذبح 3 بفرنك نلم خبز نأكل ونشبع ولباقي نبيعه ونجيب الرأس مال.
بالنسبة لأخوي أحمد، خرج معنا من فلسطين، كان بنابلس قبل ما نطلع، كان عند الأستاذ نهاد، اللي كان بيعلمنا بفلسطين.
قال الأستاذ لأبوي اعطيني هالصبي يروح معي سنة، فذهب معه.
الحاج عبد يافاوي، اذكره ختيار جلس بالحوش، يعمل اسكافي، بالنسبة لي في ذلك الوقت كان كبير 70 سنة، لا يأتي ولا يذهب أولاده لأنه بطرابلس.