إعداد وتصوير: عبد القادر سطل
يقع مقام الشيخ مراد في الجهة الشرقية من حي ابو كبير، والشيخ مراد يعتبر من السلف الصالح حيث أنشأ الأمير جمال الدين بن الشيخ من رجال السلطان الناصر محمد بن قلاوون البناء القائم على قبر الشيخ مراد وذلك في العام 736 هجري الموافق 1335 ميلادي، بما معناه ما يقارب 100 عام بعد فتح يافا على يد الصحابي عمرو بن العاص.
قمت اليوم بزيارة الى مقبرة الشيخ مراد بهدف العمل على تحضير فيلم وثائقي يجسد مأساة الأوقاف الإسلامية وبشكل خاص صرخة الشيخ مراد هذا الولي الصالح الذي شاء القدر أن يعيش نكبة فلسطين في قبره ومعة المئات من القبور المهدمة بفعل فاعل والمشاهد تكاد تبكي البشر والحجر.
وإن لم يكن كافيا تهشيم القبور واقتطاع جزء كبير من المقبرة لصالح الشارع العام والمباني السكنية في المنطقة إلا أننا نشاهد ما آلت إليه الأوضاع اليوم حيت تم تكسير القبور وسرقة الشواهد أو إخفائها وهي تحمل تاريخ يعود الى اكثر من 1200 عام من الحكم الاسلامي في البلاد. وقبل اسابيع تم سرقة اللوحة التي كانت امام بوابة المسجد داخل المقبرة والجميع ينكر أن له يد في الأمر بما في ذلك سلطة الآثار.
والغريب في الأمر أن الذي اصطحبني للمقبرة كان شاب يهودي من سكان الحي قرر أن يقوم بتحضير فيلم وثائقي عن المقبرة ومحاولة إحياء الموضوع وطرحه على الرأي العام وتساءل عن موقف مسلمي يافا من أوضاع المقبرة وطلب مني أن ننظم يوم عمل تطوعي لتنظيف المقبرة التي تحوّل جزء منها إلى مزبلة. . علما أن رئيس بلدية يافا في زمن الانتداب المرحوم عاصم بك السعيد مدفون في المقبرة ولكن في زيارة سابقة مع حفيده لم نستطع التعرّف على القبر.
وهنا نتوجه الى اهلنا في يافا اينما كانوا طالبين المساعدة بالحصول على معلومات تخص المقبرة وإذا كان هناك من يعرف قبر لأقاربه أن يتصل بالموقع لنحدد زيارة مشتركة للتعرّف على مكان القبر.
إننا كمسلين نتحمل جزء من مسؤولية الاهمال لأوقافنا ومقدساتنا وعلينا أن نعمل كل ما في وسعنا لفضح المؤامرة على أوقافنا ومقدساتنا، بالأمس خططوا لشرب الخمر في مسجد بئر السبع واليوم نقف امام مشهد تقشعر له الابدان وتعلو صرخة من تحت الأرض لولي الله الشيخ مراد ومعه المئات . فماذا نحن فاعلون بعد أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل.