خروج مولاي إدريس الأول من الحجاز إلى المغرب:
وبعد معركة ”فخ“ نسبة لوادي فخ الموجود ضمن حدود مكة المكرمة نجى إدريس بن عبد الله مع راشد. وقد قيل عن راشد أنه أخوه بالرضاع وأنه قرشي الأصل ولكن من الأرجح أنه من البربر الذين دخلوا في الإسلام أيّام الفتوحات، ولهذا السبب هرب مع سيدنا إدريس إلى المغرب، وبحكم أنه بربري ويعرف اللسان البربري عرّف مولاي إدريس بأهله البربر ووثقوا به.
خط سير المولى إدريس الأول إلى المغرب:
وكان خطّ سيرهما من وادي فخّ إلى مدينة يَنبُع ثم إيلات والعقبة، ثمّ مصر، ثمّ برقة فالقيروان ثم تلسمان ثم ملوية فسوس فطنجة ثم وليلي، وهي مدينة مندثرة منذ عهد الرومان تقع في سفوح جبل زرهون، وهو المكان الذي أقام فيه مولاي إدريس، وبايعوه المغاربة وعلى رأسهم أميرهم إسحاق بن عبد المجيد الأوربي وأكرموه وقد كان موقف المغاربة من ذرية الرسول علي الصلاة والسلام موقفا ايجابيا من البداية إلى النهاية فقد عملوا على شد أزرهم وتقوية جيشهم عندما أراد إدريس الأول تأسيس دولته بالمغرب سنة 172ه,كما عملوا على رفع مكانته سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
ونشر مولاي إدريس الأول الإسلام في بلاد المغرب، وحارب الفِرق الضالّة، وأخذ في التوسع جهة الشرق وضمّ لدولته منطقة تلمسان، وتوسع في اتجاه الجنوب.
إلى أن استطاع الحاكم العباسي أن يدس إليه أحد رجاله الذي استطاع أن يصل إلى ديوان مولاي إدريس، وأن يتظاهر بحب آل البيت والولاء لهم، إلى أن تمكن من دسّ السمّ له واغتياله.
هذه سيرة مولاي إدريس الأول رحمه الله؛ ولهذا أُطلق عليه لقب“صقر بني هاشم“لكونه أول علوي هاشمي أسس دولة علوية هاشمية لآل البيت.
ودُفن إدريس الأول رحمه الله بمدينة وليلي على رأس جبل زرهون، وقد حملت زوجته كنزة ابنة إسحاق بن عبد المجيد الأوروبي بابنه إدريس الثاني الذي وُلد ولم يَرَ والده. وتولى رعايته مولى أبيه راشد، وشدّ من أزره ووطّد حكمه وأخذ بيعة المغاربة له.
بنا مولاي إدريس الثاني مدينة فاس، وضرب الدرهم الإدريسي، واتّبع نهج والده.
المولى إدريس الثاني ترك اثنا عشر ولدا على أشهر الأقوال:
محمد, عبد الله, عمر, القاسم,عيسى, يحيى, داود, احمد, حمزة, جعفر, علي, كثير
فمن هؤلاء تفرع الشرفاء الادارسة, ولكل منهم خلف وأولاد وأحفاد.
منقول بتصرف