فضل محمد شحادة (قرية لوبية): عندما هاجمنا اليهود من ناحية طبريا، إستشهد منا حوالي 17 شخص من أالي لوبية، ووضعوهم كلهم بالمغارة
اسمي فضل محمد شحادة من قرية لوبية قضاء طبريا، مواليد 1937، مواليد فلسطين، طلعنا من بلدنا الى مجد الكروم (بقينا فيها شهر).
في قرية لوبية صار فيها ثلاث غارات من اليهود، كان الوقت في شهر رمضان، تأتي الطائرة تضرب ونحنا نَفْطَر بالمغارات. ومرة هوجمنا من محوَرين، من محور بلدة الشجرة ومن محور طبريا، عمل اليهود تمويه فقد أضاءوا انوار السيارات كلها لكي يوهمونا أنهم قادمون من جهة، وإذ بهم يأتون من جهة طبريا.
بلدنا فيها حارة شمالية، وحارة قبلية، فقرر الأهالي أن كل شخص يحمي حارته بحاله، فكان الثوار يحرسون البلد... ولكن عندما هاجمنا اليهود من ناحية طبريا، إستشهد منا حوالي 17 شخص من أالي لوبية، ووضعوهم كلهم بالمغارة. وبعد ذلك بدأ اليهود بقصف البلد بالطيران.
وكما ذكرت كانت الطائرات تقضف البلد برمضان من مستعمرة إسمها "يمّا" وفيها مطار صغير. وكان القصف يتم يومياً على صلاة المغرب وتُحرق البيادر من القمح والشعير.
ويوم أن تركنا لوبية، جاء جيش الإنقاذ، فتنفَّس أهل البلد الصعداء والناس اطمأنّت بأن هناك جيش الإنقاذ.
وبعد أسبوعين أو أكثر، انتبهنا أن جيش الإنقاذ انسحب، فخاف الأهالي من ذلك، فخرجنا الى مجد الكروم، وبعد شهر قال والدي سوف نلحق أهل لوبية والفلسطينية الى بنت جبيل، فذهبنا الى بنت جبيل، ثم نقلونا.
بالبلد هناك حمايل وعشائر الشهابية، العطوات، السملوت، العصافرة، الفقراء، فياض، بيت حجو (الكفارنة).
مختار القرية كان حسن أبو دهيس للحارة الشمالية، ومختار الحارة القبلية هو يحي سعيد الشهابي.
القرية تعتمد على الزراعة، مثل القمح والشعير، والبامية والبندورة.
كل الناس عندهم أملاك وأراضي. كان عندنا نجارين وحدادين، وأيضاً حلاقين ولكن لا أذكر أسماءهم.
كان يوجد جامع واحد للبلد، شيخ الجامع الشيخ علي الشهابي، وكان عندنا ضريح الجامع الأزهر من الكفارنة.
وعندنا مدرسة حكومية تُدرس للصف السادس الإبتدائي. أنا درست ووصلت للخامس. مدير المدرسة نصري (مسيحي) من الناصرة، ومحمد عبد القادر مسؤول عن الزراعة وحسن حميدة يعلمنا إنجليزي من صفد، ومن بيت الفاهوم اسمه محمد أستاذ، ومن لوبية واحد اسمه محمد الجوهر وآخر من بيت حجو.
بالنسبة للأعراس، كانوا يقيمون سهرات ليومين، ويعزمون الناس ويحصل طراد خيل، ويزفوا العريس على الخيل، ويأتي الحدايّ ويتنافسون مع بعضهم البعض، كان في حدي أذكر ما يقول:
أنا الحديّ الحطيني أعور من عيني اليميني
وفعلاً الحدي أعور!!
وفي رمضان، الناس تصوم وتطبخ وتشتري قمر الدين وتعمل عصير.
كان في مغارات قديمة كثير، أظن كانت على زمن الرومان.
كان عندنا نبع دامية بعيدة قليلاً، كنا نروي منها أرض لوبية. وحول لوبية، حطين، نمرين، الشجرة، طرعان، سخنين، عرابة.
كنت أسمع عن ثورة 1936، كان الثوار يقاومون الإنجليز، من يُصاب كان يُؤخَذ الى مدينة طبريا.
عندما خرجنا من فلسطين ذهبنا الى بنت جبيل ثم عنجر (بقينا فيها 7 سنوات) ثم الى مخيم البرج الشمالي ونحن هنا إلى الآن.
أنا لِيَ عم بقيَ في فلسطين بالمكر قضاء عكا. فهو كان متزوج من المكر وعاش هناك ولم يخرج من فلسطين.
إذا صحّ لي الرجعة برجع طبعاً،
لا ولن أنسى فلسطين... فلسطين بلدي ووطني... من ليس له وطن ليس له دين.
عمي والد زوجتي عنده أوراق من فلسطين، عنده كواشين من لوبية (إسمه سامي صالح).