وُلِد إسحاق مصطفى درويش في مدينة القدس عام 1896م، وهو ابن شقيقة مفتي فلسطين المجاهد محمد أمين الحسينيّ. تلقّى دروسه الابتدائيّة والإعداديّة في القدس، وقسماً من دراسته العليا في بيروت، ثمّ تخرّج ضابطاً في الجيش العثمانيّ في الحرب العالميّة الأولى.
وكان جده علي أفندي أحد الموظفين العثمانيين الذين عُينوا لتولية أوقاف خاصكي سلطان في القدس. وبما أن قسماً كبيراً من أراضي وأملاك هذا الوقف كان تابعاً لنواحي اللد والرملة ولواء يافا وغزة، فقد كان ارتباطه بولاية صيدا وعاصمتها عكا. وكان وقف خاصكي سلطان من أكبر الأوقاف ومن أهمها في المنطقة، ولذا كانت السلطات العثمانية تعين عادة تركياً لهذا المنصب ولا تعطيه لأحد الأعيان المحليين. ولما كان المنصب يعطى عادة مدى الحياة، فقد توطن علي أفندي زادة وعائلته في المنطقة في أواخر القرن الثامن عشر. وخلفه في وظيفته ابنه مصطفى آغا، وشغل المنصب مدة طويلة. وتزوج مصطفى آغا في القدس واستوطنها، وأنجب عدة أولاد، منهم: علي محسن، ومحمد أفندي درويش، والسيد أحمد عاطف، ومحمود أفندي، وعثمان أفندي.
أحد أعضاء الإدارة أيام الحكم المصري في ثلاثينات القرن التاسع عشر
وتعاون هؤلاء الإخوة مع الحكم المصري في الثلاثينات فتقدموا في المناصب الحكومية الإدارية. وفي سنة 1835 عين علي محسن وكيلاً لمتسلم القدس، كما عين أخوه محمد درويش أحد أعضاء مجلس الشورى فيها، وأصبحا من أعيان المدينة البارزين، وبقيت لعائلة درويش أيضاً وكالة التكية العامرة التي شغلوها أباً عن جد. وجيلاً بعد آخر.
بعد وفاة أخيه علي محسن، أصبح محمد درويش أفندي كبير العائلة وزعيمها وأحد أعيان القدس الأثرياء. وأيام التنظيمات العثمانية، عين لنظارة عموم الأوقاف في «الديار القدسية والبلاد الشامية» بحسب الأمر العالي من الآستانة. وكان أيضاً أحد أعضاء مجلس الإدارة.
في سنة 1260ه/1844م أصبح محمد درويش وكيلاً لمتصرف القدس وأحد مساعديه المقربين. وقد صاهر آل الحسيني فتزوج ابنة المفتي طاهر أفندي، والد مصطفى أفندي الحسيني. ولعلاقة النسب التي توثقت بين العائلتين فيما بعد، أصبح آل درويش من مؤيدي آل الحسيني في نزاعهم مع منافسيهم آل النشاشيبي. وقد اشتهر منهم إسحاق درويش بن مصطفى الذي كان ملازماً للمفتي أيام الإنتداب. ورئيس عائلة درويش التي سُميت في القدس باسمه.
وبعد الاحتلال البريطانيّ لفلسطين انصرف درويش إلى العمل في مجال الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة من أوّل أدوارها. فاشترك في تأسيس النادي العربيّ وكليّة روضة المعارف الوطنيّة بالقدس، وشارك في تأليف المؤتمرات الفلسطينيّة ولجانها التنفيذيّة.
ولمّا طاردت السلطات البريطانيّة رجال الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة هاجر من فلسطين مع من هاجر من كرام الوطنيّين وقادة الثورات الفلسطينيّة المتعاقبة، فقضى شطراً من حياته في لبنان والعراق وأوروبا برفقة الحاج محمد أمين الحسينيّ، ثمّ استقرّ في مصر عضواً في الهيئة العربيّة العليا لفلسطين، وكان المستشار الأول للحاج أمين الحسينيّ.
وأخيراً، عاد إلى القدس ليقضي فيها سني حياته الأخيرة، حيث وافته المنيّة مساء الجمعة (15 جمادى الآخر سنة 1394هـ-1974م)، ودُفِن فيها.