جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
(قنصل الإنكليز في يافا في أوائل القرن التاسع عشر.)
في القرن الثامن عشر، أيام ظاهر العمر (حتى سنة 1775)، عندما كان لفرنسا ولدول أوروبية أخرى علاقات تجارية بمدن الساحل في فلسطين، عينت تلك الدول قناصل ووكلاء لها في هذه المدن والموانئ، وبسطت الحماية عليهم. وقد شغل بعض أفراد آل دميان في يافا منصب قنصل بريطانيا ومنصب قنصل فرنسا في المدينة والمنطقة، لرعاية مصالح الدولتين فيها. وشغل هذا المنصب، قبل يوسف، في أواخر القرن الثامن عشر المعلم حنا دميان. وورث يوسف وظيفة قنصل بريطانيا، وكان محبوباً عند الإنكليز ومكروهاً عند أبو نبوت، حاكم المدينة في أوائل القرن التاسع عشر. وقد شغل المنصب مدة طويلة منذ انسحاب نابليون من المنطقة. وكان ثرياً، حتى أن حكام المدينة، ومنهم أبو المرق، كانوا يطلبون منه المال على سبيل القرض. وكان ليوسف معرفة بصنعة الطب، يعالج من يلجأ إليه من أهل المدينة مجاناً، فأحبه الناس لهذا بصورة خاصة. لكن لما تسلم أبو نبوت الحكم في المدينة، بعد أبو المرق، اغتاظ هذا من يوسف دميان بسبب مكانته العالية عند الدولة والسكان. وزاد في الكراهية بينهما أن يوسف دميان حصل علىى أمر عال بتسليمه سراية محمد باشا أبو المرق في غزة في مقابل دين له عليه، الأمر الذي أغاظ أبو نبوت جداً. وحاول جاهداً ومراراً عند سليمان باشا والباب العالي إبطال هذا الأمر، لكنه فشل. ولا ندري متى توفي يوسف، وكم من الوقت بقي في وظيفته بعد أبو نبوت. أما في الأربعينات، بعد انتهاء الحكم المصري وعودة العثمانيين، فقد شغل المنصب يوسف فرح المدبك، وكان لبريطانيا قنصلية في بيت المقدس حينذاك.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع