جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
لقد إنقسمت البصة نتيجة للصراع على النفوذ في الربع الأخير من القرن ا لتاسع عشر إلى قسمين: "الحارة الشمالية" و "الحارة الجنوبية"، وسكان هاتين "الحارتين" من المسيحيين، وبسبب تمكن عائلة فريوات المهيمنة على الحارة الجنوبية من النفوذ في الدوائر الرسمية أكثر من وجهاء الحارة الشمالية نشأت "الطوشات" أي الصراع الدامي بين الحارتين، إذ دفع وجهاء الحارة الشمالية أتباعهم إلى قتل عميد عائلة فريوات رغم مصاهرته لوجهاء الحارة الشمالية، واستمر الإقتتال الدموي قرابة ربع قرن، وسقط ما لا يقل عن سبعين قتيلاً كانوا كلهم من الفلاحين البسطاء، تجلي سكان الحارة المهزومة منها. على أن ظروف هذا النزاع وأوضاعه تشيران إلى أنه لم يكن للفلاحين الذين كانوا أدواته أية مصلحة فيه. وقد أدت تدخلات المطران حجار ووجهاء "حارة" الإسلام الغربية في البلدة إلى تخفيف حدة الصراع، ثم إيقافه بعد سلسلة متلاحقة من الدمار والخراب. واللافت أنه لم ينشأ صراع طائفي في تاريخ البصة.
يوسف حداد