هوية تزور الحاج شعبان الأسمر من قرية الحديثة قضاء الرملة في مخيم الوحدات – عمّان
في إطار جولات "هوية" لتوثيق روايات النكبة، قام مندوب هوية في الأردن، يرافقه الناشطان الأستاذ عبدالله الأسمر والأستاذ باسل سليم من مخيم الوحدات، بزيارة الحاج شعبان مصطفى عبد الرحيم الأسمر، من مواليد عام 1936، من قرية الحديثة قضاء الرملة، والمقيم حالياً في مخيم الوحدات بالعاصمة عمّان.
استعاد الحاج شعبان خلال اللقاء ذكرياته عن قريته التي وصفها بأنها قرية ساحلية قريبة من البحر، تتزين بمنازلها المبنية من الحجر والطين، وتحيط بها البساتين والحواكير التي كان أهلها يزرعون فيها مؤونة البيت. يقول: "كل بيت كان فيه جاج وحمام، وكنا نزرع في الحاكورة ما نحتاجه لمونة الدار."
تحدث الحاج بشوق عن تفاصيل الحياة اليومية في الحديثة، حيث كانت القرية تضم مدرسة حتى الصف الرابع، ومسجدًا، وعدداً من المحال التجارية مثل البقالة والحلاق والنجار والمقهى التي كان يجتمع فيها الأهالي لسماع الأخبار. كما أشار إلى وجود معصرة زيتون يدوية لصاحبها أحمد خزنة.
وعن لحظة التهجير، يروي الحاج شعبان بألم كيف بدأت الأنباء تصل عن مجازر اللد والقرى المجاورة، وكيف كانت الطائرات الصهيونية تحوم فوق القرية لبثّ الخوف والرعب بين السكان. ومع تصاعد الأحداث ونزوح أهالي اللد والرملة ويافا عبر الحديثة، أدرك الأهالي أن الخطر يقترب، فاضطروا للرحيل على عجل.
يقول الحاج: "طلعنا من الخوف، مشينا من قرية لقرية نحسبها هجرة قصيرة، حتى وصلنا رام الله عند جامع البيرة، ونصبنا خيمة، وبعدها سكنّا مخيم الجلزون، ومن ثم انتقلنا إلى عمان في مخيم الوحدات، وما زلنا هنا إلى اليوم."
وختم الحاج شعبان حديثه بحرقة وحنين قائلاً:
"أنا بحلم بالحديثة ليل نهار، يا ريت متنا فيها ولا طلعنا منها."
