خلال زيارة إلى مخيم شاتيلا ( يوم الاثنين الموافق 3/ 4/ 2011 ) في بيروت ذهبت لزيارة بعض الأقارب لآخذ منهم بعض المعلومات عن بلدتهم " مجد الكروم ". وكانت إحدى تلك الزيارات إلى مصبغة ابن خال والدتي الحاج محمد كايد قداح ( مواليد مجد الكروم عام 1939 ).
وقد روى لي ما يتذكره عن القرية وأحداث عام 1948 :
" كان والدي مع الثوار وكان يناوب في منطقة اسمها " الطويل " ، ولكن الجيوش العربية هزمت ، وبقينا في مجد الكروم حوالي 15 يوما بعد أن احتلت اسرائيل البلاد ، ولكن والدي كان قد خرج مع الثوار إلى لبنان فأرسل لنا والد عباس صليبي (والد جدتي ). حيث كان يعمل على نقل الناس من وإلى الرميش على الحدود ومنها إلى بنت جبيل وبعدها إلى صور ، وقد كان وضعا مأساويا حيث تقف العالم في الطوابير كي تحصل على رغيف خبز.
ووالدي كان قد سبق وذهب إلى حلب ووجد أن أحوال المعيشة هناك أفضل ، فانتقلنا إلى حلب وبقينا حوالي سنة ونصف وبعدها وجد الأهل أنه من الأفضل العودة إلى لبنان حيث أنها أقرب إلى فلسطين في حال حدوث أمر طارىء وفي أمل العودة يوما ما..
ذهبنا في بداية الأمر إلى شحيم ومن ثم بدأ قيام مخيم شاتيلا وعشنا في الشوادر في البداية إلى أن بدأنا بالعمل وتحسنت الأحوال وبدأت الناس ببناء البيوت والاستقرار فيها ."
وبعدها ذكر لنا الحاج محمد بعض أسماء الجيران الذين يتذكرهم منذ طفولته : بيت قداح ، بيت كنعان ، بيت شحادة ، بيت داهود ، بيت يعقوب ، وبيت بشر .
كما أنه أخبرني أن والده هو الوحيد من عائلة قداح الذي خرج من مجد الكروم وأنهم الآن الوحيدين الموجودين في لبنان من عائلة قداح وأما بقية العائلة فما تزال حتى الآن في القرية .
ذكر الحاج أسماء أبنائه وهم : كايد ، محمد ، حسن ، سعيد ، قاسم ، كعوش ، ذيب ، صبحية ، رسمية ، ومريم .
وهنا انتهت رحلتي في مخيم شاتيلا وكالعادة كنت سعيدة جدا كمن عاد بصيد ثمين بعد عناء يوم طويل ، فإن التعرف إلى الأقارب ومعرفة أصول عائلاتنا هو كنز نحاول أن نجمع أجزائه بعد أن فككه الاحتلال وتوزعت أجزاؤه في بلاد الشتات.
دينا آغا - صيدا