جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
(قائمقام نابلس وجنين في الأربعينات من القرن التاسع عشر، وزعيم صف آل طوقان في «الحرب الأهلية» في جبل نابلس. وبسبب دوره في تلك الحرب نفي سنة 1850 إلى طرابزون، مع جماعة من أعيان نابلس، وبقي حتى سنة 1280ه/1863-1864م.)
هو ابن مصطفى بك طوقان، الذي نفي مع أخيه أسعد إلى مصر سنة 1832. وتأخرت أحوال آل طوقان أيام الحكم المصري في الثلاثينات، وتقدم منافسوهم آل عبد الهادي. فلما انسحب إبراهيم باشا من البلد سنة 1840، بادر سليمان بك إلى الإتصال بالدولة العثمانية آملاً بأن تعيد لعائلته الحكم في لواء نابلس. وقد أصبحت نابلس وجنين قائمقامية، وعين لحكمها قائمقام مدة دورته ثلاثة أعوام. وكان أول من عين قائمقاماً بعد عودة العثمانيين محمد الصادق ريّان، شيخ ناحية جماعين وحليف آل طوقان. وعين سليمان بك «باشمحصل»، أي رئيس المحصلين، أو مسؤول الضرائب، لمدة ثلاثة أعوام أيضاً. وفي سنة 1259ه/1843م، عين سليمان بك قائمقاماً، وعين مرة ثانية سنة 1264ه/1848م. ونشبت في تلك المدة معارك قوية بين صفي القيس واليمن بزعامة آل عبد الهادي وآل النمر وآل الجرار من جهة، وآل طوقان وآل ريّان وحلفائهم، من جهة أخرى. واستمرت المعارك الطاحنة بين الطرفين عدة أعوام، وهي التي يطلق عليها اسم «الحرب الأهلية» في جبل نابلس. وحاول الأتراك تعيين حكام أجانب من خارج المنطقة لكن الدولة لم تستطع فرض هؤلاء على جبل نابلس في البداية. واستمرت المعارك العشائرية، وطلب كل من الطرفين معونة حلفائه من جبل القدس والعربان من مناطق غزة وشرق الأردن. واشترك سليمان بك في تلك المعارك اشتراكاً فعالاً، فعُزل عن القائمقامية سنة 1226ه/1850م، ونفي مع مجموعة من أعيان نابلس إلى طرابزون، وهي مدينة من بلاد الكرج على ساحل البحر الأسود. وقد أمضى سليمان بك في منفاه مدة طويلة، وتوفي هناك على ما يبدو.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع